مات ودالجنيد .. لم أستوعب الخبر للحظات رغم أننا صرنا في زمن نستقبل فيه خبر الوفاة مثل التحية ومابين مصدق ومكذب سألت محمد عبدالماجد متي ؟ ولأتأكد أتصلت بحسن عمر خليفة فأكد لي أن الموت حق .. مات وتركنا نتصارع حول من هو صاحب الحق فيه؟ ومن يتاجر فيه؟ غادر وتركها لنا بمافيها لنعرف أنها لاتساوي .. رحل ودالجنيد مع أننا لم نطالبه بالرحيل ولكن البقاء لم يكن بيده؟ ياالله كم هو مر وصعب الفراق .. أعرف أن الكتابة في مثل هذه الحالات محاولة للتعبير تفشل أمامه الكلمات لذا أستميح القاريء في إعادة آخر كلمات سطرتها لإنسان عزيز غادرنا دون إستئذان .. وكان ذلك يوم الإثنين 7مارس 2011 تحت عنوان (ود الجنيد في قلوبنا .. شعار القمة). (هزني مرض ود الجنيد بشدة ليس لأنه من اللاعبين الأصدقاء ولا لأنني دخلت منزله أكثر من مرة وعرفت أسرته عن قرب في عديد من الحوارات التي أجريتها معه وفي مراحل مختلفة من مسيرته بما فيها لحظات المرض الأولي بعد مباراة سيراليون مع المنتخب ثم المرة الثانية بعد مباراة الزمالك .. ثم العملية التي أجراها بمستشفي المستقبل علي ماأذكر بالسعودية وكيف عاد وقتها (أصلعا) بسبب العملية و(سمين) وهو المعروف بنحافته بين اللاعبين وكان الشكل الجديد مثار تعليق وتندر بيننا بروحه اللطيفة وحيويته وطيبته (ودبلد) كما يقولون .. وحتي أسرته كان لي معها حوار بحضوره ووالدته واخويه علي ماأذكر وشقيقته وأبناءها وبناتها وكنت وقتها أجري حوارات معروفة في الصحافة الرياضية في شهر رمضان مع أسر النجوم عكست جوانب كثيرة عن تفاصيل لايعرفها الجمهور عن نجمه وكانت من التجارب التي أعتبرها علامة في مسيرتي الصحفية . لم تهزني كل هذه الاسباب في مرض ودالجنيد ولكن هزتني حالة الضعف التي يعيشها وهو يصارع المرض اللعين حسب ماعرفت من شقيقه الأصغر أحمد الجنيد عند زيارتي له قبل أيام مع الزميل الصديق محمد عبد الماجد وكانت مقابلته من الصعوبة بمكان حسب الورقة الموجودة في الاستقبال .. ورغم التطمينات التي أوصلها لنا أحمد عن وصول التأشيرة أخيرا إلي القاهرة وإحتمال مغادرته خلال أيام مع أسرته الصغيرة إلا أن المرض الذي جعل فارس الهلال طريح الفراش الابيض هو الذي جعلني أقف كثيرا عند الكيفية التي إنفعل بها الوسط الرياضي بصفة عامة والهلالي علي وجه الخصوص مع إبن من أبناءه قدم ولم يبخل وسقط في أرض الملعب ربما كانت كلمات والدته التي تفتت الصخر عن إبنها الذي تراه يموت امام عينيها كافية ليتحرك الاعلام علي الاقل للوقوف بكل ألوان طيفه مع الفارس في محنته ولا أقول هنا أن الرجال مواقف ولكن موقف الاعلام في هذا الظرف الدقيق من حياة اللاعب مهم فلايكفي مانكتبه ويكتب غيرنا من كلمات هنا وهناك للتذكير بأن هذه المحنة ليست بعيدة عن أي منا .. ودالجنيد الانسان يحتاجنا قبل أن يحتاجنا اللاعب .. لأول مرة أشعر أن الكتابة تهرب مني وأنني ألملمها لأكتب شيئا مفهوما ومع ذلك سأحاول الابتعاد عن الهيروغلوفية وفي البال حكمة اهلنا عن المرض وكيف أن العافية سمحة لذا دعونا جميعا نتنادي من أجل هدف إنساني نلتف حوله بالدعوات للفارس ود الجنيد بالشفاء العاجل وأتمني أن ينفعل رؤساء التحرير مع هذه الدعوة بتخصيص مساحات أكبر عن اللاعب وأتمني أن تتفاعل إدارات الاندية وعلي رأسها الهلال والمريخ برفع شعارات ولافتات وصور للاعب في المباريات وليت الهلال والمريخ يبدآ مباراة القمة الدخول بفانلات عليها صور الفارس وكلمات تدعو له بالشفاء وتؤكد أنه في قلوبنا .. نريده ان يكون حاضرا معنا بلافتات في جنبات الاستاد الخالي من الجمهور وليت إدارة المريخ تبادر لأن المباراة علي أرضها لتؤكد أن للرياضة هدف أسمي بعيد عن التعصب الاعمي .. اتمني .) تعليق أخير ليتهم حققوا لي هذه الامنية لأن صورتنا يوم رحيله لن تكون بهذا القبح. حسن