*المرحوم الدكتور عمر بليل ذكر فى كتابه «الحياتين» أن مرض الكلى اللعين داهمه وهو يحضر للدكتوراه بانجلترا وحينها هب اصدقاؤه وزملاؤه الذين كانوا فى ذلك البلد لاسباب مختلفة للوقوف معه وبما ان حالته كانت تستدعى زراعة كلى فقد تبرع عدد من اصدقائه وبالفعل وبعد اجراء الفحوصات على بعضهم كانت النتائج متطابقة الا انه فى آخر لحظة اعتذر لاصدقائه وشكرهم على مروءتهم واقدامهم على التضحية من أجله ، وبرر دكتور بليل رفضه لقبول تبرع اصدقائه بسبب اشقائه الذين كانوا بالسودان فهم الاولى وحينها وصله اشقاؤه بانجلترا واجريت الفحوصات اللازمة وكانت النتيجة تطابق الانسجة مع شقيقه ضابط الشرطة وبالفعل تم نقل الكلى من شقيقه الضابط العظيم ونجحت العملية وبعدها كان دكتور بليل فى قمة السعادة وقال « كنت ساحرج اخواني اذا قبلت التبرع من اصدقائي وفى نفس الوقت انا ممنون للجميع لشعورهم الطيب تجاهي » . *سقت هذا بمناسبة ما يدور من حديث هذه الايام عن علاج لاعب الهلال السابق ودالجنيد والزخم الاعلامي الذى صاحب هذا الامر ، نعلم جميعا أن مرتضى الجنيد أمضى سنوات وهو يذود عن شعار الهلال هذا النادي الكبير ، الكبير برجاله وافعاله الخيرة اجتماعيا ورياضيا وثقافيا ولذلك من الطبيعي ألا يتأخر او يتردد فى القيام بالواجب تجاه لاعبيه القدامى والحاليين هكذا عودنا الهلال فمجلس الادارة الذى يتولى القيادة لا يتأخر ويقدم وكذلك اقطابه يقدمون وهناك رجاله المنتشرون فى مدن وقرى السودان من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن الشرق الى اقصى الغرب ولا انسى الوسط هم جميعا لا يتأخرون عند الملمات . *جميل جدا أن يتبرع رئيس المريخ الاستاذ جمال الوالي للمساهمة فى علاج اللاعب ودالجنيد وهكذا عودنا الرجل وكثيرا ما يجده الرياضيون متقدما للصفوف لتقديم الدعم للافراد والمؤسسات التى تحتاج لذلك وربنا يكتب ذلك فى ميزان حسناتة، ولكن اقول أن الزخم الاعلامي الذى صاحب ذلك التبرع والاعلان عن اقامة مهرجان رياضي لاستقطاب الدعم لعلاج ودالجنيد يشارك فيه فريق المريخ مع فريق آخر أعتقد أن فيه كثيرا من الاحراج لاسرة ودالجنيد وأعني هنا الهلال الكبير الذى شعر من تلك الحملات الاعلامية عن مسألة علاج ودالجنيد ان فيها تقليلا من شأنه بل يرى انها تشير الى أن النادى الكبير يهمل ابناءه ولذلك جاءت ردة الفعل التى اتمنى الا يتم تصعيدها لتأخذ منحى آخر ،وارجو من كبار الناديين ان يسعوا لتنظيم لقاء بصورة عاجلة يجمع مجلسي ادارة الناديين بقيادة الامين البرير وجمال الوالى لاذابة الجليد وعودة المياه الى مجاريها . * مهما ما اصاب الرياضة من رشاش فهي عظيمة تدعو الى القيم الفاضلة وما التعاون والتكاتف بين الرياضيين الا خير دليل ، أذكر أنني قبل سنوات سجلت زيارة لاسرة المرحوم والي الدين محمد عبدالله وجلست الى شقيقيه الهادي وخالد وشقيقتهما التى توفت قبل عام تقريبا ربنا يرحمها وشقيقته الصغرى التى كانت فى ذلك الوقت تدرس بكلية الطب وتحدثوا جميعا وهم يتقدمون بالشكر الجزيل لقطبي الهلال الحكيم طه على البشير والارباب أحمد ادريس اللذين قاما بشراء المنزل للاسرة ولم ينسوا ما قدمته لهم اسرة البرير التى تكفلت بنفقات دراسة شقيقتهم بكلية الطب حتى التخرج، وأذكر انه كان برفقتي المصور البارع يحى شالكة الذى ذهب معي ايضا الى اسرة المرحوم صديق العمدة التى ضمت ارملته وكريماته الثلاث وشقيقه جلسنا معهم بصالونهم العامر وتحدثوا ايضا عن عظم الرياضة ورددوا اسم الاستاذ حسن عبدالسلام كثيرا كمثال حي يجسد معانى الرياضة وقيمها السامية حيث تكفل الرجل ببناء المنزل وبالفعل نجح فى ذلك ولم يتوقف عند هذا بل وعد بتعليم بنات المرحوم العمدة حتى التخرج وحقيقة فى اللقاءين الاول والثاني هزتنا تلك الصور الجميلة للرياضيين وظل الحبيب شالكة فى حالة بكاء طويل بمنزل اسرة المرحوم والي الدين ومنزل اسرة المرحوم صديق العمدة ومن هنا ارجو من الرياضيين أن يحافظوا على هذه القيم الجميلة والا تؤثر فيهم بعض الهنات هنا وهناك .