• فشلت فضائية قوون كعادتها في نقل مباراة الهلال وأهلي شندي.
• توقعت أن تستفيد القناة التي ظلت تحدث الناس عن النقل الحصري للمباراة من الفترة التي تسبقها في تسويق إعلاناتها وتنصرف إلى أمر آخر مع بداية اللقاء.
• وبالفعل حدث ما توقعته وليس هذا ما دعاني لكتابة هذا المقال، لكن سبب كتابتي هذه المرة حول نفس الموضوع هو المقال الذي سطره مدير عام القناة في اليوم التالي.
• والواقع أنني لم أسع لقراءة المقال إلا بعد أن اتصل بي صديقي فيصل مكاوي ليقول لي بغضب " أرجو أن تطالع ما كتبه مدير عام قناة قوون في عموده حتى تتأكد إلى أي درجة بلغ بنا الهوان مبلغاً.!
• بناء على طلب فيصل طالعت المقال فوجدته مليئاً الحجج الضعيفة والكلام المسلوق والأعذار الأقبح من الذنب.
• استهل مدير عام قناة الوجع والألم مقاله بالقول " حسبنا الله ونعم الوكيل... يبدو انه أصبح لزاما علينا وقبل كل مباراة في الممتاز خاصة المباريات التي طرفها الهلال إن نبرر ونذكر الأسباب التي حالت دون نقل المباراة."
• وله نقول طبيعي أن يصبح لزاماً عليكم أن تبرروا وتذكروا أسباب عدم النقل لأن الطبيعي هو أن تنقل القناة التي نالت حقوق البث الحصري المباريات لكنكم قلبتم الوضع وصار الطبيعي هو ألا تنقل قناتكم المبجلة هذه المباريات.. ثم أن تبرير عدم النقل وذكر الأسباب يكون بعد المباراة وليس قبلها كما ذكرت في مقالك أخي مدير عام فضائية قوون!
• أضاف الرجل في الفقرة الثانية من مقاله " { وحملت فضائية قوون المسئولية كاملة للشركة المتفق معها لنقل المباراة شركة (مارسات) تبين في الاول انهم نسوا بطاقات الكاميرات في الخرطوم وقبل ان يتم الحاقها او ارسالها تم تجاوز الامر بالاستعانة بكاميرات من تلفزيون شندي ورغم فارق التقنيات تم عمل المستحيل لتشغيلها ونقل المباراة لنتفاجأ بما هو اصعب واقسي ان التردد علي القمر المحجوز لنقل المباراة تم شغله لفضائية أخرى.. وباءت كل المحاولات لحجوزات جديدة حيث ان الامر يتم قبل 24 ساعة من النقل.
• فقرة مرتبكة للغاية، حيث بدأها مدير عام قناة قوون بالحديث عن تحميل الشركة الناقلة المسئولية وهو أمر لا يهم المشاهد بأية حال من الأحوال.. ثم عرج من حكاية نسيان البطاقات في الخرطوم ليقول" قبل أن يتم الحاقها أو ارسالها تم تجاوز الأمر بالاستعانة بكاميرات من تلفزيون شندي!!!"
• كلام غير مفهوم إطلاقاً.. إذ يبدأ تنفيذ فكرة إرسال بطاقات الكاميرات من الخرطوم ثم فجأة يتم تجاوز الأمر بالاستعانة بكاميرات تلفزيون شندي؟! ولماذا لم يتم اللجوء لهذا الحل الأسهل منذ البداية!
• لم ينه مدير عام القناة التبرير الفطير قبل أن يضيف له مزيداً من الأفكار المربكة حين قال " لنتفاجأ بأن التردد على القمر الصناعي المحجوز لنقل المباراة قد تم شغله إلى فضائية أخرى!"
• كلام في منتهى الغرابة ولا أستطيع أنا شخصياً شرحه لأنه ربما يحتاج لصاحب قدرات أكبر مما لدي لكي يستخرج منه جملة مفيدة.
• عموماً كل التفاصيل آنفة الذكر لا تهم المشاهدين أو القراء في شيء، لأن علاقتهم بقناة قوون هي أن يجلسوا أمام أجهزتهم المرئية لمشاهدة مباريات الدوري الممتاز التي يفترض أن تنقلها لهم القناة التي نالت حقوق بث هذه المنافسة وحصرياً كمان!
• أما عبارة مدير القناة التالية " وفضائية قوون المتضرر الاكبر من عدم النقل بجانب المشاهدين انها لن تترك الامر يمر دون تحقيق." فهو حديث لا أظنه صحيحاً وهي ليست أكثر من محاولة لتزييف الحقيقة الواضحة جداً والمتمثلة في أن القناة تستفيد من اسم الهلال الكبير وتسوق جميع إعلاناتها وبعد ذلك تفشل في تقديم خدمة البث التي ينتظرها الناس.
• وليس منطقياً ألا يتأكد أهل أي قناة فضائية من عدم قدرتهم على النقل إلا قبل ثوان من المباراة.
• وأبلغ دليل على صحة هذا الافتراض أن الرجل بنفسه ذكر في الفقرات السابقة أنهم عرفوا العلة قبل وقت طويل من موعد المباراة ورغماً عن ذلك استمروا في تسويق إعلاناتهم في خدعة كبرى للمشاهدين الذين تسمروا أمام أجهزة التلفزيون ممنين الأنفس بمباراة كان القائمون على أمر القناة يعلمون أنها غير منقولة.
• بعد أن قدم تبريره الفطير حاول مدير عام القناة أن يمارس على القراء شيئاً من الفلسفة العمياء وهو يقول " قالها حادب.. الطفل عندما يولد هل يمشي مباشرة، واللا يقع ثم ينهض حتي يتعود علي المشي في محاولة لربط ذلك بما يحدث لفضائية قوون وتعثر النقل في اكثر من مباراة، بان ذلك امر طبيعي وهي لم تكمل عامها الاول من البث الرسمي، برغم اكمالها عامها الاول وهي تدشن الشعار."
• ونقول لمدير عام القناة أن بعض الأطفال الذين يولدون بمشاكل في النمو ربما يحبون إلى الأبد ولا يتعلمون المشي.
• وإن افترضنا جدلاً بأن قوون طفل سليم معافى يسعى لتعلم المشي بعد مرحلة الحبو، فلابد أن نذكر مديرها العام بأن الطفل الذي يحبو لا يفكر أهله في إلحاقه بالجامعة مباشرة قافزين فوق كافة المراحل التي تسبقها، ولو أنهم فعلوا ذلك لوفروا على أنفسهم جهداً ومالاً كثيراً، لكن ذلك مستحيل.
• طالما أن قوون ما زالت تحبو فعلام التطاول وكسب حقوق البث الحصرية على حساب فضائية لديها عشر قنوات مخصصة للرياضة فقط؟!
• هذا السؤال طرحه الكثيرون أكثر من مرة على مسئولي اتحاد الكرة دون أن يجدوا له إجابة، والسبب مفهوم لدينا وهو أن تقاطع المصالح بين أولئك وهؤلاء أهم عندهم بألف مرة من فكرة احترام المشاهدين أو جماهير أندية الممتاز.
• ثم ختم مدير القناة مقاله بعبارة استفزتني أكثر هي ” ورغم كل ما يحدث لا يمكن ان نقول بان هناك مؤامرة لاننا في السودان البلد المسالم لا يمكن ان نؤمن او نرسخ لمثل هذه النظرية."
• استفزتني هذه العبارة لأنها محاولة لتوظيف معسول الكلام وإضفاء طابع الطيبة على نوايا التكسب على حساب الأندية وجماهيرها.
• قولك بأنه لا يمكن أن تكون هناك مؤامرة في السودان البلد المسالم مردود عليك يا أخي الكريم مدير عام فضائية قوون.
• فأنت كواحد من أفراد الوسط الرياضي تعلم تمام العلم أن هذا الوسط مليء لحد التدفق بالمؤامرات، وحتى لا يكون كلامي نظرياً سأعطيك القليل من الأمثلة.
• عندما يحول كاتب رياضي مساحة عموده اليومي إلى لوحة إعلانات للسيد رئيس الجمهورية فهذه مؤامرة على جماهير الكرة التي تخدرونها دوماً بعبارات من شاكلة " أهلية الحركة الرياضية وديمقراطية مؤسساتها."
• الاستفادة من مساحة العمود في الترويج لمرشح رئاسي تعني شيئاً واحداً هو أن صاحب العمود يسعى لتحقيق مكاسب شخصية بعيدة كل البعد عن أهلية الرياضة وعمق الانتماء لهذا النادي أو ذاك.
• وعندما تعتمدون على علاقاتكم العامة وتنالون حقوقاً لا تستحقونها وتفرضوا أنفسكم على القراء والمشاهدين دون أن تقدموا لهم ما يتوقعونه منكم فهذه مؤامرة.
• وحين تحاربون أصحاب المواهب الحقيقية وتفسحون المجال لمن لا يتمتعون ولو بشيء ضئيل من هذه المواهب فهذه مؤامرة.
• وعندما توهمون مناصري الناديين الكبيرين بأنكم مع هذا ضد ذاك، أو العكس في حين أنكم لا تسعون إلا لتحقيق مصالحكم الذاتية فهذه مؤامرة.
• ووقت أن تسعون لتغييب الحقيقة وتحرصون على التزييف وخداع جماهير الكرة وتدغدغون عواطفها بدلاً عن مخاطبة عقولها فهذه أكبر مؤامرة على الاطلاق.
• وعموماً لكم الحق في أن تقولوا " السودان البلد المسامح" فربما أنه البلد الوحيد في العالم الذي لا يوجد فيه مبدأ محاسبة.
• وهو بلد يسمح لأي كائن بعمل ما يحلو له على حساب الملايين ما دام يعرف كيف يداهن أصحاب السلطة والنفوذ.
• بالعودة لنتيجة المباراة أقول أن على الجهازين الفني والإداري في الهلال أن يتجاوزا آثار الهزيمة سريعاً فليس هناك وقتاً لإهداره فيما لا يفيد ولا ينفع.
• بالطبع لن أستطيع التحدث عن النواحي الفنية لمباراة لم أشاهدها، والوصف الإذاعي كما يعمل الجميع لا يمكن الاعتماد عليه في هذا الجانب.
• لكن ما أود قوله هو أن على مجلس الهلال تصحيح خطأ التركيز على المباراة إعلامياً وإهمالها في النواحي الأخرى حسب ما بدا لي.
• فقد ترأس رئيس النادي البعثة التي غادرت إلى شندي ربما لأن نادي أهلي شندي يحظي بدعم غير محدود من رئيس الهلال الأسبق صلاح إدريس.
• كنت أعلم أن الأخير سوف يفعل كل ما بوسعه لكي يحقق أهلي شندي الفوز على الهلال.
• في مثل هذه المواقف يستطيع أن يدفع ( دم قلبه).
• وشخصياً لا ألومه على ذلك فهو حر فيما يفعله وليته يستمر في دعم أهلي شندي تاركاً الهلال وشأنه.
• لكنني عاتب على مجلس الهلال الذي حمل الأمر أكثر مما يستحق ، ولو أنه تعامل بالحكمة لما ترأس البرير البعثة التي غادرت إلى شندي.
• فرئاسة البرير للبعثة أعطت المباراة زخماً إعلامياً وأججت الصراعات وهناك دائماً من يحتفون بالصراعات ومعظمهم أصحاب أقلام للأسف الشديد.
• فالصراعات بين الإداريين تولد المكاسب وهو ما يسعى له الكثيرون وهذه إحدى أكبر مآسي كرة القدم السودانية.
• ليتك يا البرير لزمت مكانك وحددتم رئيساً خلافك لتلك البعثة وصدقني وقتها كان من الممكن أن يفوز الهلال على أهلي شندي بكل سهولة.
• عموماً هو خطأ نتمنى ألا يتكرر وقد نصحتكم يا رئيس الهلال في مقال سابق بأن تركزوا على فريق الكرة وتجهيزه لمباراته الأفريقية الهامة وألا تضيعوا وقتكم في صراعات مع من يفتعلون معاركاً بغير معترك.
• لو ركزتم على الفريق أكثر من التركيز على المعارك الجانبية لما واجه الهلال صعوبة تذكر أمام أهلي شندي.
• إجمالاً مشاكل الهلال الفنية التي ربما كانت سبباً في تلقي الهزيمة من أهلي شندي ليست جديدة حتى يثور الأهلة بهذا الشكل.
• فقد تناولنا العديد من جوانب القصور ونبهنا لها الجهاز الفني في الهلال مراراً دون أن نشهد تغييراً نحو الأفضل.
• قلت عبر هذه الزاوية أكثر من مرة أن مهند منذ فترة طويلة لا يقدم ما يتوقع منه كلاعب منحته بعض الصحف نجومية هائلة رغم أنه يخطي في التمرير كثيراً ولا يستفيد كثيراً من قوة تصويباته.
• رددت أكثر من مرة أن على الجهاز الفني أن يحاول الاستفادة من مهارات الفتي بأقصى درجة وذلك عبر تدريبه بصورة فردية على التهديف من كافة الزوايا بعد كل تمرين للفريق.
• قلت أيضاً أنه لابد من تدريبه على قوة الالتحام وكيفية استخلاص الكرات لا فقدانها بكرم حاتمي كما ظل يفعل.
• كتبت كثيراً أيضاً عن أخطاء التمركز في دفاع الهلال والجري وراء الكرة معه إهمال المهاجم المتحرك بدون كرة.
• تناولت مخالفات عبد اللطيف بوي الكثيرة .. وحسب ما سمعت أنه من تسبب في ركلة الجزاء التي لا نستطيع الحكم على صحتها من عدمه طالما أننا لم نشاهد المباراة.
• قلنا مراراً أيضاً أن إضاعة الفرص بالطريقة التي نشاهدها من مهاجمي الهلال تحتاج لوقفة متأنية.
• نبهنا كثيراً لأخطاء المعز وتوقيته السيئ في الخروج وطريقته غير الاحترافية في قتل الوقت ، علاوة على حماقاته وطيشه وقلنا أن خانته تتطلب أن يكون أكثر اللاعبين هدوءاً.. وها نحن نسمع أنه ركض وراء المشجع الذي دخل الملعب وكأن المعز صار فرداً في الشرطة!
• كل ما سبق لا يمكن علاجه إلا عبر التوجيهات والتدريبات الفردية، فهل يوجد في الهلال شيء اسمه التدريبات الفردية؟! سؤال نتمنى أن يجيب عليه الجهاز الفني بدلاً من بكائه المستمر على اللبن المسكوب وإيجاد المبررات الواهية بعد كل تعثر للفريق.
• وأخيراً نقول لمدير قناة قوون " قول كلام غير ده."