نحلم بوطن موحد ، حدادي مدادي ،ينعم بالسلام والأمان والاستقرار والطمأنينة والتسامح والسخاء والرخاء،لا فضل فيه لأبيض على أسود الا بالتقوى.خال من التمرد والحروب الأهلية وقطاع الطرق واللصوص وعصابات النيقرز ، يأمن فيه الإنسان على نفسه وماله وعرضه ،ويسير فيه المواطن من الجنينة ومليط إلى طوكر والفشقة ومن نمولي لي حلفا (الله كان ياما كان)أقصد من الجبلين إلى حلايب لا يخشى الا الله والذئب على غنمه . نحلم بوطن مبني على الوسطية والاعتدال (خير الأمور أوسطها)،خال من الإرهاب والترهيب والهوس الديني والتطرف. نحلم بوطن خال من المعتقلات السرية والتعذيب، قضائه مستقل وعادل وغير مسيس لا يظلم ولا يجور يحاكم فيه الشريف إن تعدى القانون قبل الضعيف، ليس فيه شخص معتقل بدون محاكمة حتى يتحول (مكان السجن مستشفى ومكان المنفى كلية ومكان الطلقة عصفورة تحلق فوق نافورة وتغازل شفع الروضة). نحلم بوطن يعلي من قيم الخير والحق والجمال وتصان فيه كرامة الإنسان وتحترم آدميته ويحفظ له حقه في الحرية بما لا يتعارض مع حرية الآخرين وبما لا يمس المقدسات والدين والعقيدة . نحلم بوطن ليس فيه المال والجمال في جانب والشنا والفقر في جانب آخر. نحلم بوطن خال من العنصرية والجهوية والقبلية والطائفية يتم فيه تداول السلطة بطريقة سلمية عن طريق صناديق الاقتراع وليس صناديق الذخيرة،ويكون شغل مواقع المسؤولية والوظائف العامة فيه قائم على مبدأ الكفاءة والتنافس الحر الشريف وليس الواسطة والمحسوبية أو الولاء للحزب الحاكم أيا كان هذا الحزب. نحلم بوطن رشيق خال من الترهل الإداري تديره حكومة قومية رشيدة لا تتجاوز حقائبها الوزارية 15حقيبة وليس كما هو حاصل الآن 77 وزير وعشرات المستشارين ومستشاري المستشارين وحاشيتهم. نحلم بوطن طاهر ونقي وشفاف خال من الرشوة والفساد يكون البقاء فيه للأصلح وليس للأفسد. نحلم بوطن تلعلع في سمائه الصافية الفضائيات والإذاعات الحرة ولا تعاني صحافته من زوار الليل الذين يترصدون الكلمة الحرة لوأدها في مهدها قبل أن ترى النور.(إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم). نحلم بوطن يتمتع إنسانه بالتعليم المميز المجاني (مع التشديد على كلمة المميز)والعلاج المجاني ومياه الشرب النظيفة والتيار الكهربائي المستقر بالمجان ، ولاتوجد به جمرة خبيثة (حلم الجيعان عيش). نحلم بوطن أخضر بزرعه وضرعه، تنتظم سهوله ووديانه ثورة زراعية حقيقية ومستدامة (ليست نفرة ولا نهضة مدعاة)لتمتلئ حقوله قمحا ووعدا وتمني. نحلم بوطن يتمتع باقتصاد مزدهر وبنية أساسية قوية،تربط بين ربوعه الشاسعة طرقات فسيحة ومتينة وسكك حديدية حديثة ومطارات رائعة تستقبلك وتودعك هاشة باشة. نحلم بوطن لا تحتل طرقاته نقاط الجباية والتحصيل فتحولها من شوارع للمرور السريع إلى شوارع للموت البطئ . نحلم بوطن تزدهر فيه الصحة الوقائية بدلا من الصحة العلاجية.وطن خال من المرض والفقر والجهل ،وخال من البعوض والذباب وروائح المجاري النتنة ،وخال من أمراض الإيدز والسرطان والملاريا والبلهارسيا والسحائي والكوليرا التي تطلق عليها حكومتنا الهمامة اسم دلع وهو (الاسهالات المائية). نحلم بوطن تزدهر فيه الثقافة والفنون بكافة أنواعها لتعكس تنوعنا الاجتماعي الجميل وإرثنا الحضاري الثر. نحلم بوطن تسجل أنديته الرياضية ومنتخبه القومي حضورا دائما في البطولات القارية والدولية،وتحقق النصر تلو النصر وتحصد الكاسات المحمولة جوا. نحلم بدولة الرعاية التي تحقق مجتمع الكفاية بدلا من دولة الجباية . نحلم بدولة العدل والمساوة في الحقوق والواجبات،لتنهي مرة واحدة وللأبد دولة الظلم والطغيان والقهر والاستبداد. نحلم بوطن حكومته همها الأول والأخير خدمة المواطن وليس التشبث بكراسي السلطة ونهب الثروة ، وتضييع وقت البلاد والعباد في الخطب الحماسية والمسيرات والمهرجانات والمؤتمرات التي تظل قراراتها حبرا على ورق. نحلم بحكومة كل الشعب وليس شعب الحكومة. نحلم بوطن خال من جيوش العطالة والبطالة ،لايحتمي شبابه بإسرائيل هربا من جحيم الحياة بداخله،ولا تقصم الضرائب والأتاوات والرسوم تحت مختلف المسميات ظهر أبنائه الذين اغتربوا وتشتتوا في المهاجر والمنافي البعيدة طلبا للعلم أو الرزق الحلال. نحلم بوطن يعلي من شأن الثقة والأمانة والشرف الباذخ ويدفع فيه المواطن الحساب للكاشير بالمطعم بعد الأكل وليس قبله كما كان في الزمن الجميل. نحلم بفجر الحرية والديموقراطية بدلا من ليل الشمولية الذي طال واستطال. نحلم بوطن لا يحكمه العسكر ولا المؤتمر الوطني!!. galal bushra [[email protected]]