لو قدر لك فى 10 مايو 2008 ك ان ترى امام عينيك مقتل طفل برىء يقود دراجته فى طرق ام ردمان و ينشطر الى نصفين من جراء قذيفة اطلقها عليه احد هواة القتل لعرفت على الفور ان قاتله جاء فقط لترهيب و قتل الابرياء.. لو قدر لك ان ترى مقاتلى حركة العدل و المساواة يطلقون النار على شرطى مرور و يردونه قتيلا لتاكد لك ان القتل حرفتهم و تنفيذ اجندة الغير هى هدفهم. بالامس طلعت علينا حركة العدل و المساواة ببيان هزيل تؤكد بان الهجوم على ام ردمان كان بخالص مجهودها و ان اتهام الحكومة السودانية لها بتلقى دعم من القذافى هو مجرد زيف و افتراء .. و هذا ان دل انما يدل على ان حركة العدل و المساواة تفترض ان على رؤس الشعب السودانى "قنابير" و هو شىء ليس جديد على الحركة..ففى كل مرة تفترض بان الشعب السودانى به بله فتنكر علاقتها بحزب الترابى و نحن نرى كل يوم انسلاخ "وهمى" لبعض القيادات الشبابية من حزب المؤتمر الشعبى و انضمامها الى حركة العدل و المساواة. و لكن السؤال لماذا تنفى حركة العدل و المساواة بل كل الحركات المسلحة فى دارفور تلقى الدعم من القذافى؟ الاجابة بسيطة..ان تلقى دعم من القذافى يعنى الارتهان لارادة سخص مهمووس بالعظمة و بخلق المشاكل لا لشىء الا لترتفع اسهم شخصيته المتغطرسة. ان اثبات العلاقة القوية بين المؤتمر الشعبى و العدل و المساواة لا يحتاج الى كبير جهد و لكن الحركة تتبرأ من ذلك فى راىىء لتنفى الارتهان لحزب يعمل بكل قواه من اجل شخص واحد ابعد من الحكم قسرا.. و لكن تاتى المشكلة الكبرى فى الارتهان للقذافى و لمن تسلموا الدعم من القذافى و قامو بتسليمه للعدل و المساواة. قبل ان ابدأ فى اثبات دعم القذافى للعدل و المساواة و شاكلتهم و من ثم طبعا ارتهانهم لامثال القذافى اريد ان اوضح شىء و هو الارتهان الثالث.. لماذا قامت العدل و المساواة بالهجوم الانتحارى على ام ردمان ؟ و اذا كنت انت من ابناء دارفور لعرفت ان القيادات العاقلة فى العدل و المساواة و التى لم يتبقى منها احد و فقدت فى ام ردمان و على راسها الجمالى رفضت بشدة هذا الامر و اقترحت ان يتم الهجوم على الى مدينة اخرى استراتيجية او كبرى فى دارفور او كردفان و لكن ام ردمان ستكون حتما انتحار و لكن كان خليل يصر على راىه ايما اصرار.. و بالرغم من ان خليل كان يعلم ان الهجوم على ام درمان هو مغامرة خاسرة لا ان ارتهانه الثالث للرئيس التشادى ادريس دبى لم يجعل امامه خيار سوى المضى قدما فى خيار الرئيس دبى الذى اراد ان يرد الصاع صاعين للحكومة السودانية التى قال انها دعمت المتمردين الشاديين الذين دخلوا الى العاصمة التشاددية انجمينا فى فبراير 2008. و لما كانت تشاد هى الوسيط الذى تتسلم عبره العدل و المساواة الاسلحة و الدعم من ليبيا كان لابد لخليل ان يرضخ لاوامر دبى و لئن لم يفعل ما يامره به فان قوات دبى التى تحاصر ام جرس كفيلة بان تسحق خليل و اعوانه و خليل يعرف تماما كيف يمكن ان يتصرف دبى. نرجع الى الارتهان الخارجى الاول و هو الارتهان للقذافى. و لن اورد اى شىء فى هذا الصدد من الحكومة السودانية و لكن ساورد بعض المقتطفات من تقارير بعض الجهات التى يمكن ان نقبل حياده فى هذا الشان و اختار منها احدث تقرير نشر فى مارس الماضى اعده معهد هيدسون بنيو يورك و هو معهد مستقل معنى بدراسات الامن العالمى و حقوق الانسان جاء ما يلى: "شارك القذافي بشدة في أزمة دارفور و دعمت ليبيا علنا جماعة متمردة في دارفور و هى حركة العدل والمساواة بقيادة خليل وقد تلقى خليل الدعم من الرئس التشادى ادريس دبى و الذى ينتمى الى نفس قبيلة خليل" و يمضى التقرير ليقول "ويمكن تفسير دعم القذافي لحركة العدل والمساواة التي تقاتل الحكومة المركزية في الخرطوم، من خلال علاقاته مع السودان المثير للجدل ففي سبعينيات القرن الماضى حين كان الرئيس السودانى السابق جعفر نميري يقترب من الولاياتالمتحدة القذافي قطع القذافى العلاقات الدبلوماسية مع الخرطوم وخطط لثلاثة انقلابات فاشلة ضد الخرطوم و كل ذلك تحت ادعاء انه محارب "للامبريالية" ثم يتهم التقرير القذافى بمحاولة لعب دور محورى فى الايقاء على الصراع مشتعلا فى دارفور بعدة طرق من ضمنها الابقاء على رئيس حركة العدل و المساواة فى ليبيا. يمكن للقارىء الاطلاع على التقريركاملا على هذا الرابط http://www.hudson-ny.org/2000/gaddafi-mercenaries-in-libya#_ftn4 ما اريد ان اقوله هو يجب ان تعرف حركة العدل و المساواة بان ارتهانها للمؤتمر الشعبى و الرئيس الشادى ادريس دبى و القذافى كان على حساب اهل دارفور و ان العدل و المساواة و المثل التى ظلت ترددها ليلا نهارا لا يمكن ان تتاتى لمن ارتهنو اردادتهم لامثال القذافى. الغريب فى الامر و فى محاولة بائسة للدفاع عن نفسها تقول العدل و المساواة لماذا لم يتهم القذافى قبل ثلاث سنوات و الكل يعلم ان الحكومة و جميع الحكومات العربية كان تتقى شر رجل يمكن ان يفعل اى شىء و لا يبالى.. و هل سال قيادات العدل و المساواة لماذا لم يقل عمرو موسى بحديثه الذى ادلى به قبل اكثر من شهر لوسائل الاعلام و اتهم القذافى بانه غبى و حمار؟ ام قطر التى كانت حتى ديسمبر الماضى تفرش السجاد الاحمر للقذافى و الان هى تشارك فى معركة التحرير ضد القذافى لتحرير ابناء الشعب الليبى من دنسه. هل تستطيع حركة العدل و المساواة و امثالها اصدار بيان تساند فيه ثوار ليبيا فى قضيتهم العادلة؟ ترى كم كلف ارتهان العدل و المساواة لخدمة جهات خارجية و داخلية شعب دارفور و الشعب السودان؟ كلمة اخيرة: تعرف العاهرة بان الناس يعرفون انها عاهرة و لكن لا ترضى بان ينعتها شخص بالعهر. Abu Abdellah Ali [[email protected]]