حركة العدل والمساواة تعشق أن تكون دائماً هي سيدة الدهاء السياسي في مسرح الحركات المسلحة وبهذا المنطق تتحرك مواقفها السياسية بين الحركات والحكومة، اختلفت مع الحركات المسلحة في العديد من المراحل بسبب النرجسية التي عرفت بها منذ نشأة الحركات وكانت تسعى دائماً لتعكس للرأي العام بأنها صاحبة الفكر السياسي المنظم وسيف الميدان، وعرابة المواقف الثابتة في قضية دارفور، والآخرين من الحركات دون مستوى الندية معها، من هذه النرجسية إنطلقت دعوتها لتوحيد الحركات بالدوحة ليكونوا جزءاً منها، إلا أن قراءات الآخرين لعقلية العدل والمساواة وقفت حائلاً بينهم والإندماج معها بل أطلقوا على دعوتها الوحدة الإندماجية "بالوحدة الإبتلاعية" وحينها خلقت بوناً شاسعاً بينها وفصائل الحركات، وزادت مساحته إنفراجاً حينما خرحت على الحركات بإعلان مبادئ للتفاوض ركز على مطالبها الخاصة، إلا أنها اي العدل والمساواة تتجاهل تماماً مواقفها النرجسية، وتتجه لتنصيب ذاتها "الأمين الأوحد" على مطالب أهل دارفور وفعلت ذلك لتبرير خروجها من مفاوضات الدوحة بسبب رفضها لوجود الآخرين. العدل والمساواة تجنح إعلامياً لإظهار حركة التحرير والعدالة بمظهر الراكد خلف توقيع السلام دون مكاسب للدارفوريين بينما هي سبقت الآخرين في فبراير من العام الماضي في الركد إلى انجمينا ولقاء دكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دارفور، وكانت المفاجأة للحركات الأخرى بالدوحة اتفاقها مع الحكومة على التوقيع على إعلان مبادئ بمعزل عن الآخريين، بالرغم من ذلك لم توضع في موضع اللوم من خطوتها الأحادية، ولكن الغريب أن تظل العدل والمساواة تطالب الآخرين بأن تتوافق رؤاهم معها في كل الحالات والظروف وتتجاهل تماماً أن للآخرين الحق في تحديد مواقفهم السياسية وفقاً لنظرتهم لكيفية تحقيق السلام. ذات النرجسية العدلية المساواتية تريد أن يرهن الآخرين وتحديداً التحرير والعدالة مواقفهم بموقفها في الدوحة في وقت تمارس فيه لعبة سياسية توحي للرأي العام بأنها أوقفت التفاوض وهي تفاوض الحكومة، وطلبت الجلوس مع التحرير والعدالة لمعرفة أين تتجه بوصلتها، أحاديث المدينة تكشف عن رغبتها في خداع التحرير والعدالة بإخراجها من الدوحة وحل محلها، إلا أن الأخيرة إلتقطت الأنباء فصارت أكثر تمسكاً بالدوحة ورهنت توقعيها للسلام بحل القضايا العالقة وليس بمواقف أي أطراف. التحرير والعدالة استخدمت ذات الدهاء والمكر وجلست مع العدل والمساواة أمس الأول بحضور ممثلي المجتمع الدولي الوساطة المشتركة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والوساطة القطرية وممثلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا، لتكشف حقيقة ما تريده منها العدل والمساواة؟، وماذا ينبغي أن تفعله لتحريك قطار التنسيق السياسي التفاوضي والإعلامي والعسكري؟، الذي تم التوقيع عليه في مارس الماضي بين الحركتين، فالتحرير والعدالة بواسطة وفدها المكون من كبير المفاوضين تاج الدين نيام ورئيس المجلس الثوري بالانابة إسماعيل بخيت ضحية، وهاشم حماد أرسلت إشارات للمجتمع الدولي عبر الرد على تساؤلات كبير مفاوضي العدل والمساواة أحمد تقد بأنها مع السلام الشامل وأنها بريئة مما يدعون، بيد أنها ماضية في التوقيع بمفردها أو بمعية الآخرين إذا أرادو رفقتها في السلام، والإشارة الأخيرة يبدو أنها للعدل والمساواة،ومن هنا يحق لنا أن نقول بأن اللقاء بين الحركتين هو "حركة" من التحرير والعدالة " لدك الكوشتينة" وإعادة توزيع الورق بشهادة المجتمع الدولي لأن ورق اللعبة " حرق"، و"حركة" من العدل والمساواة لجس نبض التحرير والعدالة في مسألة التوقيع. الجريدة fatima gazali [[email protected]]