يبدو أن الدموع التي زرفها النائب مهدي أكرت تحت قبة برلمان السودان دموع مباركة وصادقة ولذلك حركت أقلام و مشاعر كثير من أهل كردفان شمالها و جنوبها ممن يتألمون لحال الولاية و ما تعانيه من سوء حال و فقر و ربما تهميش ولذلك انهالت الرسائل على بريدي خلال الأيام الماضية و من حق الإخوة القراء الإطلاع على ما يتعلق بهذا الموضوع ولذلك اخترت هذه الرسالة الضافية التي وصلتني من الأستاذ الماحي عبد الرحيم الرشيد. أبناء شمال وشرق كردفان في دول المهجر الذين يؤرق مضاجعهم حال الإقليم المائل من ناحية التنمية وضبابية الرؤية عنها، يعبرون عن هذه الهموم في الصحف السيارة والالكترونية منها؛ متسائلين عن أسباب التجاهل الماثل للعيان لهذا الإقليم العريق؛ فهل يا ترى أن الأسود عند غفوتها تفقد هيبتها أم أن الإقليم يناسبه أن ينعت بأنه حليم لدرجة السذاجة في كثير من الأمور. و ليس في ذلك دعوة للتعبير بطرق يتولد منها الإخلال بالأمن ولكنها دعوة لأبناء الإقليم الذين تشكل منهم اللجان تلو اللجان هناك بغرض الصدع بالأمر بكل جدية لمخاطبة المركز بصوت عالي للالتفات لضروريات الإقليم المتمثلة في توفير الماء والصحة والتعليم وتقنية الزراعة ورصف الطرق. ولعل أهم مرفق تنموي تنحصر فيه أماني الجميع الآن هو طريق بارا أمدرمان والذي نأمل أن ينفذ كطريق ذي مسارين بينهما فاصل حتى يكون نعمة لسالكيه بدلاً من أن يكون نغمة كتلك الطرق التي تربط المدن بالعاصمة والتي أدت إلى إزهاق عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلال الأربعين عاماً الماضية ولعل طريق مدني الخرطوم لوحده جعل أكثر نساء السودان ثكالى وخلال السنوات الأخيرة هذه أظلنا طريق الخرطومكوستي- الأبيض الذي أصبح هو الأخر شريكا فاعلاً لطريق مدني الخرطوم في ذبح وحرق أبناء السودان بالجملة والله وحده يجازي الذين كانوا سببا في تنفيذ هكذا طرق وهم يعلمون أنها وسيلة للقتل أكثر منها وسيلة للنقل. والحديث الآن عن طريق بارا -أمدرمان والذي يحلم الناس بانجازه فنأمل أن يجتهد أبناء الإقليم المتنفذون منهم وأعضاء المجلس الوطني خاصة في تكثيف المطالبة الجادة للجهات ذات الاختصاص بأن يكون هذا الطريق ذا مسارين وليس مساراً واحداً حتى لا يؤدي إلى نصب سرادق العزاء على طول العام في كل السودان، ونسأل الله السلامة للجميع. وحسب معلوماتنا وخبرتنا الطويلة خارج البلاد وبعضنا عمل بالمصارف والبنوك بالسنوات الطوال بأن مثل هذه الطرق والتي في الغالب تمولها صناديق التنمية العربية والأجنبية ومنظمات الأممالمتحدة التنموية وبنوك الإنشاء والتعمير العالمية يرصد لها المال اللازم لتنفيذها ذات مسارين لتكون شاملة لكل وسائل السلامة لعابريها ونحن نعيش في دول المهجر نسير على طرق أطوالها في كثير من الحالات لا تقل عن ألف كلم يتسع المسار الواحد منها لأربع سيارات في اتجاه واحد ونفس الشيء في الجانب المعاكس وذلك معلوم للجميع بالإضافة إلى أنها مسورة بسلك شائك من الجانبين وذلك للحماية من دخول الحيوانات كالجمال وغيرها حيث تعمل أنفاق خاصة لعبور الماشية في أماكن الرعي المعلومة كل ذلك بغرض حماية أرواح الناس وممتلكاتهم وطريق مثل طريق بارا الخرطوم لا تزيد مسافته عن 320 كلم عدمه أفضل من تنفيذه بمسار واحد وذلك لتوقع المضار التي سوف يكون سببا فيها (ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ). ونأمل أن تقوم هذه اللجان المشكلة حديثاً بمسؤوليتها بكل تفاني في خدمة الأهالي الذين يشكون الإهمال والبؤس. أما المدارس والمصحات إن وجدت في كثير من الأماكن التي تستحقها فهي لا تتوفر لها ابسط المقومات بالرغم مما لهذه المنطقة من يد عليا على مر تاريخ السودان واليد العليا خير من اليد السفلى؛ ولكن هل أبنائه هؤلاء الذين تشكل منهم اللجان لرعاية مصالحه يعلمون تاريخه ليتهم يعلمون ليتهم يعلمون وليتهم ينفكون عن هذا الانبهار بالخرطوم ويتذكروا أن الأبيض كانت في يومٍ درة المدائن في السودان، وكانت الأم الرءوم لأبناء الوطن جميعا؛ والآن أخنى عليها الذي أخنى على لبد.