وجاء دور النوبا .. من الذي يحكم السودان نوبخذ نصر أم هولاكو أم أحد أحفاد معاوية؟ جاءت ثورة الإنقاذ فافتتنا بها نحن معظم أهل السودان ، وظن من هم غيرنا من الإسلاميين ، أن هذه الثورة ستعيد عهد الخلفاء الراشدين ، وسيرة الصحابة. لقد خاب ظننا وظن غيرنا ، بعد أن ملأنا الجو صراخاً كالببغاوات بحياة قادة الإنقاذ، قبل أن ينكشف الطلاء والزيف. التاريخ يحدثنا عن من إشتهروا في حب سفك الدماء بدم بارد ، فعزاء بعضهم أنهم كانوا قبل أن يعرف الإسلام طريقاً للبشرية، فالتاريخ يحدثنا عن نوبخذ نصر البابلي ودكّه لبيت المقدس ، وكيف أسال وخاض في دماء اليهود قبل أن يأسرهم ويسبيهم . ويحدثنا التاريخ ايضا عن هولاكو المرعب الذي تهاوت المدن والحصون الإسلامية قبل أن يصل إليها .هذه مقدمة كان لا بد منها لنلحق حكام بلد اسمه السودان بؤلئك الحكام ليدخلوا التاريخ من أوسع ابوابه. أحداث جنوب كردفان ، التى راحت ضحيتها دماء طاهرة بريئة من كل الأطراف ، التى حملت السلاح ومن لم يحملها من النساء والولدان والشيوخ ،أحداث مؤسفة ندين من بدأها ، وخطط لها ونفذها.وقديما قيل الحرب أوله الكلام . المتابع والمراقب المنصف لأحداث جنوب كردفان ، لا يخفى عليه النية المبيتة للحكومة ورغبتها في التخلص من قوات شريكها قبل التاسع ما يوليو 2011، . بدأت التصريحات تترى بعد أحداث مدينة أبيي ، وخاصة من قادة القوات المسلحة وبعض السياسيين ، القوات المسلحة تقول إنها لديها تفويض كامل من رئيس الجمهورية بنزع اسلحة ( الأجاب ) والعملاء وطردهم من السودان الشمالي بغض النظر إذا كان هناك إتفاق ينظم العملية برمته أم لا، وبالتالي ليس من المنطق أن ينتظر الطرف الآخر بعد كل هذه التعبئة ، أو أن يجلس على فروته لينتظر يوم ذبحه أو فنائه. نرمي باللوم على الحكومة ، التى عودتنا على استعمالها للعنف والقوة المفرطة ضد مطالب الشعب ، ومطالبتها بالنزال ، وبهذه الوسيلة لقد شبعت الحكومة من الأدانات والعقوبات الدولية ، وطلب رأس الدولة وبعض معاونية للعدالة الدولية. فأحداث دارفور التى ما زالت سارية وإعتراف الدولة بسفك دماء عشرة آلاف ( فقط) دليل قاطع لتعطش الحكومة لسفك مزيداً من الدماء فى اية بقعة من السودان ، بحجة فرض هيبة الدولة. تأتى أحداث جنوب كردفان فرصة لإستعراض الحكومة قوته العسكرية ضد النوبا وسكان المنطقة من دون فرز ، فعندما تقع قذائف الطيران والمدفعية على الأرض ، فإنها لا تفرق من يكون على الأرض. الأخبار تبشر بتماسك النسيج الأجتماعي لأبناء جنوب كردفان من عرب ونوبا ، وتفويت الفرصة لدعاة التفرقة والعنصرية والفتنة ، الذين لا يعرفون كيف تكوّن ذالك النسيج الذي إختلط فيه الدم والسحنة.، نذكر بهذا على أن الحكومة لا تخفي رغبتها في أن ينتصر بالعصبية العربية والإسلامية على غيرهم من غير العرب ولو كانوا مسلمين كما فعل سيدنا معاوية بن أبي سفيان ، فكانت النتيجة وبالاً على آل معاوية ودولتهم. وفي الختام ألوم نفسي وغيري من أبناء المنطقة الذين وقفوا مع هذه الثورة في بواكيرها ، وما كنا ندري هذه خواتيمها ، متمثلين في قول : أحمد شوقي. أثر البهتان فيه * وانطلى الزور عليه ملأ الجو صراخاً* بحياة قاتليه يا له من ببغاء* عقله في أذنيه ibrahim Kurtokeila [[email protected]]