إن كان بالفعل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد (ضحكت) على حكومتنا واستغفلتها فعلى حكومتنا أن تعيد النظر في (حرفيتها) السياسية التي طالما تغنت بها حتى أصابت آذاننا بالصمم.. العمل الدبلوماسي الذكي والهادئ لا العنتريات هو الذي يكسب.. بالأمس كشفت سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، أن بلادها طرحت مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي، يتضمن نشر أكثر من (4) الآف جندي إثيوبي (حتة واحدة)، لحفظ السلام في أبيي.. للعلم أن بارني افاكو المتحدث باسم اللجنة العليا للاتحاد الافريقي المسؤولة عن تنفيذ الاتفاق (الكارثة) قال عن القوات الأثيوبية المقترحة أنها (ستكون كتيبتان على الأقل)!!. مسؤولونا - أقال الله عثرتهم - هرولوا إلى أديس أبابا وانطلت عليهم ابتسامات هيلاري كلينتون الخبيثة لتوقيع اتفاق (ثنائي) برعاية أثيوبية!! لكن (الطبخة) اليوم فاحت رائحتها والحقيقة المرة، أنه تم جر الحكومة (المهرولة) لتوقيع اتفاق يقدم اليوم للأسف الشديد كمشروع لمجلس الأمن يقضي بأن (تحتل) أثيوبيا أبيي (4 الآف جندي) نيابة عن مجلس الأمن الذي هو في الواقع ينوب عن الولاياتالمتحدة التي سوف تقدم أبيي على طبق من ذهب إلى الدولة الوليدة في الجنوب و(هنيئا) للحركة الشعبية التي قتّلت أبنائنا في أبيي وغدرت بهم.. هذه (المهزلة) تجري وجيشنا في موقف قوة متقدم ولا أدري لعمري كيف كان سيكون الحال لو أن مليشيات الحركة الشعبية هو المسيطر على أبيي.. جيشنا الباسل سيطر على ابيي في 21 مايو الماضي بعد ان تعرضت قافلة مشتركة له مع قوات من (اليونميس) التابعة للامم المتحدة وهي منسحبة من المنطقة مما نتج عنه استشهاد 22 من افراد الجيش في الهجوم الغادر وحينها اكتفت أمريكا وما يسمى بالمجتمع الدولي بالتعبير عن (القلق)؟!.. بعد هذه الخطوة الشجاعة والضرورية لجيشنا سمعنا الحكومة تشدد على ان الجيش لن ينسحب من ابيي الا وفق (ترتيبات) امنية وسياسية جديدة واليوم تستعد جحافل القوات الأثيوبية لتنفيذ الأوامر الأمريكية.. نعم هكذا والله فالأمر ليس من عندي أنظروا ماذا قالت السفيرة الأمريكية: (إن الهدف من مشروع القرار الذي تقدمت به واشنطن إلى مجلس الأمن، هو السماح ببدء سحب القوات من أبيي)، وأضافت بقولها: (في هذه المرحلة، فإن ذلك يعني قوات الحكومة السودانية، التي تحتل أبيي حالياً)!!.. على حد زعم (الشريرة) رايس أن قواتنا في أبيي هي قوات (محتلة)!! وسوف تقوم القوات الأثيوبية بالضرورة ب(تحرير) أبيي من قوات الجيش السوداني!!.. أي مهازل تلك وأي استغفال وقعت فيه حكومتنا؟!.. إن واجب مجلس الأمن الأخلاقي والقانوني الذي يمليه عليه ميثاق الأممالمتحدة أن يقف مع السلام والعوامل المساعدة لاستدامته وان يتجاوز المواقف المسبقة والمسيسة وغير الموضوعية والمعزولة لبعض أعضائه ليضطلع بدور تاريخي في ارساء السلام في قارة أفريقيا والسودان علي وجه الخصوص.. الفشل الذريع الذي يطوق المجلس بدأت بوادره في السنوات الأخيرة حين أكدت معظم الدول في أكثر من مناسبة، أن الأممالمتحدة بشكل عام ومجلس الأمن الدولي تحديداً يمر بواحدة من أخطر الأزمات التي واجهته منذ إنشائه بعد أفراغه من مضمونه وأنتزعت صلاحياته ومهامه الأصلية، في ظل هيمنة الولاياتالمتحدة على القرار العالمي وانتهاكها المستمر للمواثيق الدولية وعلى رأسها مبدأ تحريم استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات بين الدول خارج إطار الشرعية الدولية.. هذا الواقع الأليم نتج عنه مطالبة أغلبية أعضاء المجتمع الدولي بضرورة إصلاح مجلس الأمن. Yasir Mahgoub [[email protected]]