استطاع الدكتور نافع ان يستخدم النعرة العنصرية والحقد الأعمي لدي الخال الطيب القلب في أخراج مسرحيته التي اوهم بها الشعب السوداني،فما لا يقبله العقل ان تكون اتفاقية اديس ابابا تمت دون مشورة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ودون علم البشير نفسه.قد يقول قائل ان البشير كان في الصين عندما وقعت الأتفاقية، نعم ولكن اساسيات هذه الأتفاقية وضعت منذ لقاء البشير وسلفاكير في اديس ابابا والذي أعقبه لقاء بين البشير ونافع ووزيرة الخارجية الأمريكية وضعت فيه خارطة طريق لتطبيع العلاقلت الامريكية السودانية ورفع أسم السودان من قائمة الأرهاب الأمريكية، وقد وافقت الحكومة السودانية علي كل شروط الأدارة الأمريكية،فكان لا بد من أخراج جيد حتي يحفظ قيادات المؤتمر الوطني ماء وجههم امام عضويتهم،فإعلان حكومة الأنقاذ الموافقة علي سحب الجيش من ابيي كان له أثر سالب علي الصورة العامة لقيادات المؤتمر الوطني، وقد وقع المؤتمر الوطني في نفس الخطأ في جنوب كردفان عندما قام بتعبئة كبير جداً ضد الحركة الشعبية وقياداتها في الشمال عرمان والحلو ومالك عقار حتي ظن أعضاء المؤتمر الزطني أنهم قد تخلصوا من هذه الوجوه وحمدوا الله كثيراً علي ذلك، بالتالي التراجع عن هذا الخط سيشكل صدمة كبيرة جداً لدي عضوية المؤتمر الوطني وستهتز صورة قياداتهم كثيراً نتيجة لعدم ثباتهم علي مواقفهم،لذلك كان لا بد لهذه المسرحية من أخراج جيد،وأستخدم خال البشير وصحيفة الأنتباهة لأعتبارات منطقية،حتي لا يتسائل الناس لماذا لم يتخذ البشير موقفاً كالذي أتخذه ضد صلاح قوش، فالخال والد ولا يمكن أن يعامل كالآخرين،وفي نفس الوقت حقق الدكتور نافع مكاسب عديدة من هذا الهجوم، أولاها وأهمها قدم نفسه للغرب ولأول مرة بأعتباره رجل سلام يسعي لحقن الدماء حتي وأن تعارض ذلك مع مواقف حزبه،كذلك أستطاع ان يحول مواقف القوي السياسية من الهجوم الدائم علي شخصه الي الثناء عليه،وأن يظهر للشعب السوداني بأنه ليس من الصقور في المؤتمر الوطني بل ضحية للصراعات علي كرسي البشير. أما الحديث عن ان البشير قد نقض الأتفاقية فهذا سقوط في المصيدة، فالبشير في حديثه أمام المصلين يوم الجمعة أستخدم كلاماً أنشائياً عن مواصلة القتال في جنوب كردفان حتي تطهر كليا وأن منصب نائب الرئيس ليس لجهة معينة وأنما لكل أهل السودان،وان الحلو مجرم وسيظل مجرماً حتي تتم محاكمته، هذا الحديث ليس له علاقة بالأتفاقية لأن اتفاقية أديس ابابا ليس فيها بند وقف أطلاق النار أصلاً ،فالأتفاقية تحدثت عن نقاط محددة،وضعية الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب ،وأهم ما فيها السماح للحركة الشعبية بممارسة نشاطها في الشمال عقب الأنفصال بأعتبارها حزب سياسي. اما حديث البشير عن الحلو فلا بد ان تكون هنالك تضحيات من الجانبين، فمن المتوقع أن تضحي الحركة الشعبية بالحلو حتي يبرء المؤتمر الوطني قسمه ويحافظ علي ماء وجهه أمام قواعده، وفي ذات الوقت يستطيع مالك عقار وياسر عرمان البقاء والمشاركة في الحكومة القادمة.