قبل رحيل الدكتور قرنق وفي ولاية- تنسي- بالولاياتالمتحدةالأمريكية، سألته عن إصراره على دخول الخرطوم في الوقت الذي عارض بعض الجنوبيون في الحركة فكرة تحرير جميع ربوع السودان؟ فرد بسرعة قائلا " إن الحركة ليست ملكا لأحد من الجنوبيين. وإن أهدافها ليست حكرا عليهم ,بل هي حركة قومية لها أهدافها الوطنية البعيدة المدى ،والتي من بينها تحرير الإنسان السوداني من حلفا إلى النمولي ومن الشرق إلى الغرب ". بعد الإتفاق الشامل والذي وقعه المؤتمر والحركة في كينيا ،أدرك السودانيون أن هذا المشروع ليس من السهولة تحقيقه .فاعتبر البعض بأن أهداف الزعيم دفنت معه و بأن المشروع الإنفصالي قد اقتصر على الجنوب دون باقي الولايات الأخرى. وقد أضاع المؤتمر والحركة سنوات طوالا في القضايا التي يمكن حسمها في ساعات ,وبذكائهم السياسي حقق قادت الجنوب متطلبات شعبهم وأدركوا الأهداف السياسية التي رسموها . واصل المؤتمر عدم اعترافه بالحركة الشعبية كحزب سياسي سوداني خاصة في الجزء الشمالي من وطننا العزيز،فوصل الجدال بين الطرفين إلى درجة عدائية أنتجت حربا أهلية عصفت بأبيي والكادوقلي خلال الشهرين الماضيين. و قبل أيام معدودات من دخول الا تفاق بين الطرفين إلى حيز التنفيد، كادت المواجهات تعصف بكل المجهودات المبذولة من أجل ضمان استقلال سليم للجنوب. فاجأ المؤتمر الوطني ،الذي كان يرفض الاعتراف بالحركة كحزب سياسي سوداني ،توقعات كل المتتبعين حينما وافق على كل البنود التي كانت تطالب بها الحركة منذ قيامها عام 1983 م . وقد هضمت في هذا الاتفاق حقوق الشماليين بمن فيهم قبائل الرعاة وفي نفس الوقت أعادت الحقوق للجنوبيين في الشمال. فهل ظلمت نفاشا تو المندوكورا مرة أخرى؟ Meyar Shir [[email protected]]