بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس تابع استهلالة الأمس: Ê نواصل حديث الأمس بغية أن نتعلم العظات والدروس فيثوب إلى رشده من أغوته مطامحه الشخصية لبيع كرامة الوطن في سوق نخاسة الغرب الذي نعلم أنه يكيد للمسلمين والعرب تحديداً؛ وكذلك لتأمين مصالحه الإستراتيجية والبحث عن مصادر جديدة للطاقة التي يعتمد عليها ازدهاره ويزداد الطلب عليها يوماً بعد يوم لذا فقد اتجه الغرب للبحث والتنقيب في القارة الإفريقية المهمشة عمداً حتى لا يكون لها شأن اقتصادي؛ فاعتبرت القارة مخزن استراتيجي فقط ؛ لقد دأب القرب على تهميش القارة اقتصادياً فهي متلقي فقط للمنح والإعانات ؛ وجعلها أرض خصبة للنزاعات التي يبذرها الغرب حتى لا تستفيق القارة وتدرك مكامن مصالحها Ê عندما يستمرأ أحدهم خيانة وطنه ويعتقد أن أمره غير مكشوف ومعلومٌ للآخرين ؛ يصبح كالزوج المخدوع ؛ فيصبح آخر من يعلم بما يجري داخل بيته ؛ وهو غالباً ما يحاول أن يضفي على نفسه هالة من الفضيلة وقدسية نضاله ولحق اسمه بقوائم الشرفاء فتسبغ عليه الألقاب والصفات الفخيمة " الملعبكة" مثل " المناضل الجسور" و " الرفيق المفكر" إلى آخر تلك المصطلحات الثورية الشعوبية التي لا تملأ معدة جائع ؛ ولا تكسو عريان، ولا تعالج مريضاً بل هي كالأفيون تغيبك عن واقعك المرير فتخدرك بالوهم ؛ وهناك نخب حزبية تحاول أن تكسي نفسها بهالة من القدسية الفكرية والقدرة على التنظير فيوحون لمن المقربين أن يحيطونهم بهالة من التوقير ويوعز بهم بأن ينشروا بين الأتباع عبقريته وصدقية فكرية زائفة على نظريات بعيدة عن الواقع ومستحيلة التطبيق وبالتالي لا ينتظر أن تأتي بأي مردود ايجابي ينعكس على حياة. إن الأذى الذي سببته هذه النخب والرموز وكثير من أبناء الوطن الجاحدون خاصة تلك الفئات التي نالت حقق اللجوء أو اكتسبت جنسيات بعض دول الغرب . أما كان عليهم أن يسألوا أنفسهم: لماذا يحارب الاتحاد الأوروبي هجرة الأفارقة والمسلمين إليه بينما يرحب ويسهل نقلهم عبر المنظمات المشبوهة؟! ما دواعي أن تستقبل الجاحد من أبنائنا وتغدق عليه الجنسيات والإعانات؟! ولماذا فقط هؤلاء الجاحدون هم من توفر له الفرص عبر وسائل الإعلام الغربية للتحدث فيسيئوا لوطنهم وأهلهم دون عباد الله الآخرين المقيمون في تلك الدول؟! هل كل هذا لوجه الله و لسواد عيونهم أم لأنهم من شعب الله المختار؟؟؟ . بالتأكيد أنهم يعلمون تمام العلم الدوافع والأهداف وكامل الأجندة وأبدوا الاستعداد للتعاون في تنفيذها؛ لا ينطلي أن يدعوا السذاجة أو الجهل أو الغرر بهم؟! تابع متن الأمس: Ê إن زيارة هؤلاء الأمريكان للمنطقة كان مدعاة لسخرية ودهشة من لحركة التمرد (SLA ) وشبهوا قدومهم لبلدتهم بقدوم نجوم كرة (Super bowl ) لما تدره عليهم من أموال، ؛ وأضاف كاتب التقرير الصحفي أن العديدين يعتبرون أن القصة التي أوردتها ( بلتمور صن ) ملفقة ومخادعة ومتآمرة ومختلقة من الأصل(Contrivance – Hoax ) ؛ وتطرق أيضاً إلى دعم طلاب المدارس بمدينة دنفر بولاية كلورادو بمبلغ (200) دولار لمنظمة التضامن المسيحية ؛ ثم ارتفعت المساهمة إلى (9000) دولار لتحرير (150) عبداً ؛ مبيناً أن المنظمة تدعم حرب التمرد ضد حكومة السودان؛ وتساءل: في مثل هذا الظرف كيف يفهم تبرع المدرسة في ظل مبدأ ( (Separation of church & stateفصل الكنيسة عن الدول!! Ê فيما يتعلق بمعاملة الجنود الحكومة للمواطنين ؛ فعلى العكس من التعليقات السلبية التي يوصف بها الجنود الحكوميون في مناطق العمليات من قبل المنظمات التطوعية التي لا تخلو من غرض وغيرها في الغرب، أثبت الكاتب أن نائب ولاية بنسلفانيا زار معسكر للاجئين بالقرب من الحدود الأثيوبية يضم (4300)لأجيء تحدث إليهم ولم يلحظ أي تخوف جانبهم من الجنود الحكوميين بل لأحظ بدلاً عن ذلك إطراءً وشكر لأدائهم. Ê وفي هذا الإطار ذكر كاتب المقال أن بعض الجهات التي تنادي بفرض حظر جوي ضد السودان بما فيها تجمع المعارضة السوداني في القاهرة ليست محقة ؛ تبين من خلال تقرير نفس النائب وبعد لقائه بالعديد من مسئولي المنظمات التطوعية بالمنطقة أن الأدوية والأمصال المبردة ومنتجات الألبان للأطفال سوف تتوقف نهائياً في حالة فرض الحظر الجوي الذي أيضاً تنادي وتشجع له قوى المعارضة السودانية المناوئة للنظام في الخرطوم ؛ وأنه في حالة الاستجابة لمطلبها فسوف يؤدي هذا وحتماً لكارثة إنسانية وبالأخص على النساء والأطفال. وتساءل النائب جيمس: لماذا يرغب أي شخص في فرض حظر على بلدٍ كهذا ،بلد فقط يريد الاهتمام بمواطنيه وتوفير السلام لهم؟؟! ( ألمرجع صفحة 7 من التقرير الصحفي). Ê فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية المفروضة على السودان أثبت النائب أن الجوع تفاقمت حدته بسبب هذا الحظر الاقتصادي وبالأخص في المناطق التي تكتنفها المنازعات المسلحة بين الحكومة والتمرد. ويعتبر الكاتب أن القرار الرئاسي الأمريكي (ُExecutive Order) الذي أصدره كلينتون في 4/11/1994 بتجميد ممتلكات السودان يعتبر بمثابة إعلان حرب على شعب السودان ؛ حيث تمّ تجميد أموال السفارة وأموال هذا البلد الفقير ؛ وهذه حرب لا شروط لها ولا تكافؤ على بلدٍ لا حول ولا قوة له.!! الحاشية Ê وذكر الكاتب أن المدعو مايكل هورويتز (Michael Horwitz )زميل معهد هدسن (Hudson Institute) وهو الذي صاغ مسودة وثيقة العقوبات التي أيدها الكونجرس الأمريكي على السودان ، وورد ذلك في مذكرة أرسلها إلى النائب فرانك وولف ورصدتها مجموعة (WHTT) حيث ذكر هورويتز فيها أنه يرغب في تدمير السودان كما أثبت وجود دعم عسكري أمريكي سري يذهب إلى التمرد(SLA) لدعم هذا الاتجاه!! ؛ وإن هذه الإستراتيجية نفسها هي نفسها التي استخدمت مع الحكومة العنصرية في جنوب أفريقيا لإسقاطها ( راجع صفحة 16) من التقرير!! Ê من أخطر ما ذكر في المقال تلك الحقيقة التي ثبتت فيما بعد - لأجهزة الأمن والاستخبارات السودانية - من مشاركة مرتزقة أجانب في العمل العسكري ضمن حركة التمرد(SLA ) وذلك على حسب ما جاء بالتقرير- ؛ فقد ذكر النائب البرلماني لولاية بنسلفانيا السيد/ هارولد جيمس لكاتب التقرير الصحفي: [ أن السودان ليس في حالة حرب أهلية في الواقع ، وإنما في حالة حرب دفاعية ضد جيشٍ غازي متمرد ممول من " خارج السودان" وتنطلق عملياته من نيروبي ومناطق أخرى داخل كينيا وأوغندا( أنظر ص 8من التقرير). Ê وأورد التقرير أن رئيس الإرسالية العالمية للإغاثة ( World Relief Mission ) المستر (Clive Culver) وبمشاركة (National Association Of Evangelicals – الاتحاد الوطني الانجيلي) الذي يترأسه دون أرجيلي (Don Argyle) يضطلعا بعملياتٍ في ولاية بحر الغزال؛ وأفاد الكاتب بأنهما يعملان كلياً مع حركة التمرد بقيادة جون قرنق؛ وأنهما لم يسبق لهما إطلاقاً التعامل مع الحكومة السودانية. Ê وتساءل كاتب المقال فيما إذا كان هذا التصرف يجعل من هؤلاء؛ ومن هم على شاكلتهم كالأسقف ريتشارد وزمبراند (Richard Wurmbrand) المسئول عن منظمة صوت الشهداء ؛ مرتزقة حرب من كونهم مبشرين مسيحيين؟؟! الهامش: Ê الذي يعتقد أو يحاول أن يقنعنا بأن الحركة الشعبية تريد أن تعيش في جوار آمن مطمئن معنا فهو واهم لا محالة؛ وإن الأصوات التي تحاول أن تلقي بمسئولية الانفصال هنا وهناك فإنما هي دعاية تبثها الحركة الشعبية عبر أبواقها ( قطاع الشمال ) الذي في نزعه الأخير يعاني سكرات الموت ؛ بالفرقة بين مكونات المكون الحزبي والسياسي السوداني فتدخل مع بعضها أو مع المؤتمر الوطني في جدلٍ وسجالات ينشغلون بها عما تحيكه الحركة من مؤامرات تكشف أولها بعملية طرح العملة الجنوبية لخلق حالة تضخمية ينهيار بعدها اقتصاد الشمال. إن الحركة تمارس أسلوب التطمينات لتخاتل وتضرب ضرباتها ؛ إن هذا تكتيك ذر الرماد على العيون.. فانتبهوا يا أولي الألباب ولا تناموا ملء جفنيكم؛ فليس في تجاربنا أو في تاريخ الحركة الشعبية ما يدعونا للاطمئنان لأقوالها. إن الانفصال مبدأ وثقافة ونتاج حقد أعمى وأما كون أن المؤتمر الوطني لم يعمل من أجل وحدة جاذبة فهذه قولة حق يراد بها باطل !! ؛ فهم كالحيايا التي حينما لا تجد أمامها منا تنفث سمها في وجهه تموت مسمومة بفعل سمها نفسه