بسم الله الرحمن الرحيم ان الناظر الى مسيرة الانقاذ بعين فاحصه وعقل متأمل ومفتوح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يرى مفارقات تؤدي الى عجب لا ينتهي فمنذ اطلالة هذا النظام وحتى اليوم يجد الناظر ان هذا النظام لا يخرج من كبوه الا ويقع في اخرى بفعل التعجل وكثرة مراكز اتخاذ القرار وعدم التنسيق فيما بينها وعدم التخطيط السليم والى غيره وحتى متى الله اعلم. وللاسف فان النظام لم يتعظ من تجارب وخبرات الشعوب ولا حتى من تجارب وخبرات الا نظمه التي سبقته في حكم السودان والاعجب الاصرار على الخطا والتمادي فيه حتى انهم يتركون القضيه الصغيره والتي يمكن ان تحل باقل التكاليف فيضعونها في رف التاجيل ولما يعودون اليها يجدونها قد صارت اكبر من قدراتهم. وللتذكير نذكر فقط ببعض التراكمات الاخطائيه والتي وقع فيها النظام وادت في النهايه الى افلاسنا مالا وفكرا والامثله على ذلك كثيره بدءا من اعدام تاجر العمله ونهاية بمشكله ابيي وجنوب النيل الازرق وما بينهما مما هو معروف. وكل ذلك يغطيه فساد استشرى حتى لمن هم في السفح الاجتماعي وامامهم كل من تقلد منصبا صغيرا او كبيرا وهو غير مؤهل له ونختم بثقافة السلام التي صرف عليها حقا وفسادا مئات المليارات من عرق الشعب ودافعي الضرائب والتي ادت في نهاية المطاف للانفصال والذي بدوره سيؤدي حتما الى انفصالات اخرى.ونلجا في كل مهمة الى القروض والتي سنظل ندفع فاتورتها الى يوم القيامه بفعل الفساد وبكل محتوياته. ولا ننسى ان النسيج الاجتماعي للبلاد قد تهرأ بفعل تكريس القبليه والجهويه والزماله المفتعله والتعصب السياسي البغيض بحجة تقليص الظل الادراي والادراه بعيده من كل هذا. والان انشأت الانقاذ بؤره اخرى تسير بها نحو الهاويه في عجلة لن تتوقف الا عندما تصطدم بنهاية الطريق وما كان لهذه البؤره ان تنشأ لو ان الامور وضعت في نصابها الصحيح وهي بؤرة وسط السودان الآمن والآمل وهي مشكلة ملاك الاراضي الملك الحر بمشروع الجزيره والمناقل والحرقه ونورالدين فبقدرة قادر فاجا رئيس الجمهوريه البلاد والعباد باصداره قانونا سمي بقانون تطوير مشروع الجزيره وهل كان المشروع حقا يحتاج الى تطوير ام يحتاج الى ادارة راشده تعود به الى سابق عهده فان الناظر الى هذا القرار بعين المعقوليه يرى انه قد جانبه التوفيق فما هي الخصخصه التي يريد ان يصل لها القانون ونحن نرى بنظره عجلى ان المشروع اساسا انشىء في عهد دوله مستعمره تعتمد في اقتصادها على الخصخصه وهي انجلترا فما الجديد في هذه الخصخصه وقد سارت الحكومات الوطنيه على النهج الذي ارتضاه اقتصاد الخصخصه باستثناء بعض التعديلات التي تمت هنا وهنالك في الشكل دون الجوهر ورجال الانقاذ يعلمون حقيقة ان البديل لبترول الجنوب هو مشروع الجزيره.ونعجب ان رئيس الجمهوريه اصدر توجيهاته الى مولانا وزير العدل الاسبق بتكوين لجنه سميت فيما بعد باللجنه العدليه لتقدير حقوق ملاك الاراضي في الاجاره التي لم تدفع خلال سنوات الانقاذ واحتساب قيمة فرق تدني (الريال) اضافة الى التعويض عن الفدان عند النزع وقد اعترف الانجليز بذلك فما بال المواطن المسلم الذي جاء من صلب هذا الشعب وتعاملت اللجنه مع الموضوع بكل مصداقيه وشفافيه ومهنيه مقدره و وطنيه مخلصه وقد مثلت فيها كل الفعاليات ذات الصله والاختصاص وقد عقدت اللجنه اربعة وخمسين اجتماعا وبعد عامين من الدراسه المتانيه والفاحصه وبعد تكوين كل اللجان الفرعيه لتمدها بكل المعلومات ذات الصله بالموضوع فاصدرت قرارها ناضجا ومسئولا ومرضيا لكل الاطراف وعلى اساسه خاطب ديوان شؤون الرئاسه الجهات ذات الصله لدفع الاموال اللازمه والمستحقه للملاك كما ننبه الى انه قد دفعت لاعضاء اللجنه ملايين الجنيهات من خزينة الشعب ونحن راضون بما دفع لهم فهم يستحقون ذلك في مقابل ما بذلوه كما اننا راضون بكل قرارتها برغم ما ذكرناه سابقا من عدم موافقة القانون لما نريده وبرغم تاخر تنفيذ قرار اللجنه وتفويته لفرص اقتصاديه كان من الممكن ان تعود بالنفع على الجميع واذا بنا نفاجا بقرار اخر يقف على مقدمته الشريف عمر بدر ومجموعه من الناشطين الجدد في طلب المال على حساب انسان الجزيره وشعارهم (المال المال وما سواه محال) فماذا يفعل انسان الجزيره المغلوب على امره بعد ان فتحوا لهم مكاتب للصرف في بركات وجاء المغلوبون وهم يظنون انهم سيتسلمون ايجارة ارضهم فاذا بهم يجدون ان الامر غير ذلك فاحجموا والمكتب الان مغلق ليس بالاختيار وانما بالاجبار من الملاك واللذين استعملوا اول سلاح لهم وهو (المقاومه السلبيه) ومن استلم من حفنة من الملاك فالزمان كفيل بمحاسبته. ونذكر ان كل صاحب ضمير حي واخلاق اسلاميه مثلى انتقد مافعله الشريف بدر ومجموعته ونذكر على سبيل المثال الصحفيين ممن هم ليسوا من ابناء الجزيره بل تربطهم بالجزيره رابطة الوطن الواحد ناهيك عن ابناء الجزيره العاملين في الصحف على اختلافها والجميع لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة حول هذا الموضوع الا وقالوها فذكروا ونبهوا وضربوا الامثله ولكن لا حياة لمن تنادي وكذلك علماء السودان قالوا كلمتهم وبرئوا لله مما فعله الشريف بدر وسلمت فتواهم الى نائب الرئيس يدا بيد او من خلال مكتبه فماذا بعد ذلك؟ وكلمتي اخيرا لاهل الانقاذ وانا المسلم المشفق الخائف على الجميع مما هو في الاخره قبل الدنيا عليهم ان ياخذوا العظة والعبره من كل الشواهد الماضيه والماثله التي مرت بالعالم عامه وبالسودان خاصه ولا يزرعون بؤرة انفلات جديده في ارض الجزيره لايعلم مدى خطورتها الا الله وان اصروا على استمرارهم في عدم معالجة الامر عن طريقه الصحيح فهم مسئولون امام الله اولا واخيرا ثم امام التاريخ وذاكرة الشعوب التي لا تنسى واقول لهم اعيدوا الوضع الى نصابه واعطوا الملاك حقوقهم كامله كما نص عليها قرار اللجنه العدليه وهو الحد الادنى للتوافق وليكن هذا اليوم قبل الغد والمسائل دائما ان وضعناها وضعا صحيحا فقد حللناها وانا لا اتنبا بما سيكون ولكن بشائر التمرد ليست خارجه هذه المره من الغابه ولا من الجبال ولا من الصحارى ولا من زبد البحر وانما من ارض الخير والعطاء والنماء (الجزيره) والتي اراد لها بعض المتنفذين ان تصير الى ذلك ولا اعلم الغيب فعلام الغيوب هو الله ولكن فقط اذكر وانبه اليوم قبل الغد لئلا نندم وساعتها لن يفيد الندم والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل. الصادق محمد الطائف واد مدني موبايل:0126701929 *********************** Om JOAN [[email protected]]