مكالمات ورأي عام وناس أو جمهور هلالي يرفض المدرب الصربي ميشو هكذا أخبرنا خالد عزالدين في عموده المنشور أمس .. حاولت معرفة أسباب هذه الثورة علي المدرب الشاطر في تقديري والناجح بكل الحسابات والمقاييس فعلمت أن لهذه الفئة من الجمهور رأي في الطريقة التي يدير بها المدرب مباريات الفريق وآخرها مباراة الرجاء البيضاوي المغربي وقال شنو ماعايزنو ... شفتو الإفتراء.. وقبل الدخول في تفاصيل هذا الإفتراء الجماهيري لابد أولا من تقديم نموذجين للتعامل مع الضغط الجماهيري .. ولعلنا جميعا نذكر قرار شهير إتخذه مجلس إدارة نادي المريخ في إجتماع رسمي ركزوا جيدا معي في هذه النقطة إجتماع مجلس خرج الاجتماع بقرار واضح هو إسناد مهمة تدريب الفريق لعضو المجلس ومساعد المدرب وقتها إبراهومة بعد مغادرة المدرب الألماني كروجر .. إنتبهوا جيدا قرار مجلس إدارة والمدرب عضو مجلس .. وجاء إبراهومة في الموعد لتنفيذ تكليف تدريب الفريق ولكن المفاجأة كانت أكبر من الإحتمال .. بدأت بعض الجماهير المتواجدة في الأستاد في الهتاف الشخصي ضد إبراهومة وتطور الأمر بسرعة كبيرة فلم يعد الأمر مجرد هتاف ولكنه تحول إلي قرار بإقالة إبراهومة من داخل الأستاد وتعيين جمال أبوعنجة التي (تصادف) وجوده في هذا اليوم .. إلي هنا والمفاجأة يمكن إستيعابها ولكن عندما تنفذ هذه الفئة من الجماهير قرارها وتمسح بقرار المجلس الأرض تختلف الصورة .. فقد رضخ جمال الوالي لمطالب الجمهور (رغم قرار المجلس) وإتخذ القرار الفوري من داخل الاستاد بتعيين جمال أبوعنجة وإقالة إبراهومة كأسرع إقالة في التاريخ وغادر الاخير المكان تسبقه دموعه التي سالت أنهارا في هذا اليوم وهو يري عجز المجلس الدفاع عن قرار إختياره مدربا للفريق .. نموذج ثاني خاص بالأهلي القاهري يحكي أيضا عن كيفية التعامل مع الضغط الجماهيري وكان النادي قد أكمل صفقة التعاقد مع المهاجم الأنقولي فلافيو الذي لم يقدم المستوي المتوقع في موسمه الاول مع الأهلي وتعرض وقتها لهجوم شرس من الصحافة والفضائيات المصرية وكون هذا الهجوم رأي عام ضد اللاعب الذي ظل يتعرض لمضايقات متواصلة من الجمهور في التدريبات والمباريات ومع ذلك ظل المدرب البرتغالي مانويل جوزيه في موقفه الفني بإستمرار مشاركته في اللعب ولم يلتفت كثيرا لهتافات الجماهير ومايكتب ويقال ضد اللاعب وظل يشركه في المباريات إلي أن وصل الأمر إلي مرحلة الإزعاج والاساءة المباشرة لفلافيو من خلال التدريبات الشيء الذي إعتبره مانويل جوزيه تدخلا في عمله وإختياراته فما الذي حدث؟ أوقف جوزيه التدريب ورفض الاستمرار فيه مالم يتم إستدعاء الشرطة ويتم إخراج كل الجماهير الموجودة بالقوة .. وقد كان لم يراع مجلس إدارة نادي الاهلي (المؤسسي) لوجود جمهور أو يتحسس من طرده بهذه الطريقة المهينة فتم إستدعاء الشرطة التي أبعدت الجمهور وأغلق جوزيه التدريبات بالضبة والمفتاح في وجه جمهورالاهلي وماأدارك ماجمهور الأهلي ولم يسمح بفتح التدريبات إلا بعد أن تأكد من إحترام الجمهور لرؤيته الفنية وعدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط عليه في إختياراته .. وماذا كانت النتيجة؟ أصبح فلافيو الورقة الرابحة والمهاجم الاول في الفريق وقاده بأهدافه الحاسمة والمؤثرة للفوز ببطولة دوري الابطال الافريقية وبالدوري المحلي مرات ومرات ... ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقد تحول جوزيه إلي أسطورة عند جماهير الاهلي تعشقه وتحترمه وتهواه في كل الظروف حتي والفريق في أسواء حالاته.. وبين نموذج المريخ الذي حطم المؤسسية ودمرها ونموذج الاهلي المصري الذي إحترم المؤسسية ورفعها يجب أن يتعلم جمهور الهلال أن حدود حركته لاتتعدي المدرجات بأي حال من الأحوال وأن أي توهم يدور في أذهان بعض هذه الجماهير أن لديها من القدرة التأثير علي خيارات المدرب في اللاعبين أو الطريقة التي يلعب بها يجب أن يبعدوه من تفكيرهم نهائيا .. من حقهم النقاش والتعليق والرفض والقبول والفرح والغضب ولكنهم لايملكون أي شكل من أشكال القرار والتأثير .. وفي تقديري أن من يتجاوزون حدودهم كجمهور مكانه المدرجات فقط ولاشيء سواها يجب حسمهم من الآن بالقوة والصرامة المطلوبين حتي يصحو من غفوتهم ويعلموا حجمهم الطبيعي .. فخطورة الأمر لاتحتمل التفكير مرتين ولا غض الطرف خاصة وأن الفريق لديه مواجهات تحتاج إلي تركيز عالي لامجال معه لمثل هذه الخطرفات من فئة جماهيرية تبحث لها حق لا ولن تملكه طالما ظلت اللعب تحمل إسم كرة القدم. hassan faroog [[email protected]]