بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس هو أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لُؤَيّ القرشيُّ الأُمويُّ. وأمه هند بنت المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. وقيل: صفية بنت المغيرة عمة خالد بن الوليد بن المغيرة. يجتمع هو ورسول الله في عبد مناف. أخواه خالد وعمر. وأبوه أبو أُحَيْحة سعيد بن العاص بن أمية. وامرأتُه فاطمةُ بنت صفوان الكتانية. إسلامه: أسلم أبانُ بين الحديبية وخيبرَ، وكانت الحديبية في ذي القعدة من سنة ست، وكانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع. وقيل: أسلم قبل خيبر وشَهِدَها، وهو الصحيح؛ لأنه قد ثبت عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبانَ بنَ سعيد بن العاص في سرية من المدينة، فقدم أبان وأصحابه على رسول الله بعد فتح خيبر ورسول الله بها.و كان سبب إسلامه أنه خرج تاجرًا إلى الشام، فلَقِي راهبًا، فسأله عن رسول الله وقال: إني رجل من قريش، وإن رجلاً منا خرج فينا يزعم أنه رسول الله، أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى، فقال ما اسمُ صاحبِكم؟ قال: محمد، قال الراهب: إني أصفه لك، فذكر صفة النبي وسنه ونسبه، فقال أبان: هو كذلك. فقال الراهب: والله، ليظهرنَّ على العرب، ثم ليظهرنَّ على الأرض، وقال لأبان: اقرأ على الرجل الصالح السلام، فلما عاد إلى مكة سأل عن النبي ولم يقل عنه وعن أصحابه كما كان يقول، وكان ذلك قبيل الحديبية. ثم إن رسول الله سار إلى الحديبية، فلما عاد منها تبعه أبان فأسلم وحَسُنَ إسلامُه. وقيل: إنه هو الذي أجار عثمان لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية إلى مكة، وحمله على فرسه، وقال: "اسْلُكْ من مكة حيث شئتَ آمِنًا". فضائله: مع أن أبان قبل إسلامه كان شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن متابعته للإسلام جعلت منه فارسا كبيرا من فرسان الدين وأميرا من أمرائه، حتى وثق فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وولاه بعض الولايات على اليمن، وأراد أبو بكر أن يوليه، لكنه رفض أن يتولى لأحد بعد رسول الله. مواقفه: استعمله رسولُ الله على البحرين لما عزل عنها العلاء بن الحضرمي، فلم يزل عليها إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى المدينة، فأراد أبو بكر أن يردَّه إليها، فقال: لا أعمل لأحد بعد رسول الله. وقيل: بل عمل لأبي بكر على بعض اليمن. وكان أبان أحدَ مَنْ تخلف عن بيعة أبي بكر لينظر ما يصنع بنو هاشم، فلما بايعوه بايَعَ. روايته: رُويَ عنه أنه خطب فقال: إن رسول الله قد وَضَعَ كلَّ دَمٍ في الجاهلية. أقواله: قال لما أسلم أخواه خالد وعمرو: ألا ليت مَيْتًا بالظُّريبة شاهِدُ لما يفتري في الدين عمرو وخالد أطاعا معًا أمر النساء فأصبَحَا يُعينان من أعدائنا مَنْ يُكابد فأجابه عمرو:أخي، ما أخي، لا شاتمٌ أنا عِرْضَهُ ولا هو عن بعض المقالة مُقْصِرُ يقول إذا اشتدت عليه أمورُه ألا ليت ميْتًا بالظُّرَيْبِة يُنْشَرُ فدع عنك مَيْتًا قد مَضَى لسبيلِه وأَقْبِلْ على الحيِّ الذي هو أقْفَرُ وفاته: قد اختُلِفَ في وقت وفاتِه، فقال ابن إسحاق: قُتل أَبَان وعمرو ابنا سعيد يوم اليرموك، ولم يتابع عليه، وكانت اليرموك بالشام لخمسٍ مضين من رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر. وقيل: قُتل يوم أجنادين، وهو قول مصعب والزبير وأكثر أهل النسب. وقيل: إنه قُتل يوم مَرْج الصُّفَّر عند دمشق. وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر، قبل وفاته بقليل. وكان يوم مَرْج الصُّفَّر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر، وقيل: كانت الصُّفَّر ثم اليرموك ثم أَجْنادِين. وسبب هذا الاختلاف قرب هذه الأيام بعضها من بعض. abubakr ibrahim [[email protected]]