كمال الهِدي [email protected] الدولة تتفرج على انفلات الكثيرين في صحافتنا الرياضية. الوزير يصدر البيانات الاستهلاكية دون أن يجد في متابعتها وتنفيذ ما تتضمنه. مجلس الصحافة لا يبدو جاداً في حسم الأمور. فماذا كنتم تتوقعون! بالطبع ما حدث من بعض جماهير الهلال ضد العاملين في صحيفة الزعيم المريخية مرفوض ومستهجن. لكننا لن نكثر من التنظير أو نتوقع سلوكاً مثالياً من جماهير الأندية. فجماهير الناديين الكبيرين تتعدى عشرات الملايين وإن فشلت دولتنا في ضبط عدد محدود من الصحف والصحفيين فكيف يتوقع الناس أن تضبط الأندية جماهيرها التي لاتحصى ولا تعد! صحفنا الرياضية تحرض كل يوم على العنف وعلى كراهية الآخر. الغريب أن نفس الأقلام التي تفعل هذا الشيء كل صباح سواءً بطرق مباشرة أو غير مباشرة تجد أصحابها أول من يشجبون وقوع مثل هذه الأحداث التي اعتبرها نتاجاً أكثر من طبيعي لما يكتب في صحافتنا الرياضية. صحيفة الزعيم تحديدا استمرأت الإساءات للهلال ومنذ فترة ليست بالقصيرة. الزعيم كتبت عن قائد لاعبي الهلال ما كان يكفي لإيقافها نهائياً. وكلنا نعلم أن ما كُتب فيها آنذاك قد كان سبباً في وقوع مشاكل حادة بين جماهير الناديين. والأمر لا يتوقف على الزعيم وحدها، بل هناك الكثير من الصحف الأخرى التي تحرض وتدعو للتعصب وتثير عواطف الجماهير، لكن الجهات المسئولة غير مهتمة بذلك. مجلس الصحافة والمطبوعات لا يريد أن يحرك ساكناً تجاه العبث الذي تشهده صحافتنا الرياضية. وسبق أن خاطبت رئيس المجلس العالم الجليل علي شمو قبل سنوات عديدة عبر ( مقال رسالة ) رجوته فيها أن يتدخل بصفته إعلامي مرموق يعرف جيداً خطورة الكلمة خاصة في بلد كالسودان. وقلت له أن منتخبنا الذي كان يستعد للسفر إلى غانا حينها يحتاج لوقفة وطنية مخلصة وهو أمر لن يتحقق ما لم تحاولوا ضبط تفلتات بعض صحفنا الرياضية التي تدعو للكراهية كل يوم. وقد وعد البروف من سلمه رسالتي بأن ينظروا في محتواها، لكنهم للأسف لم يفعلوا شيئاً. وخلال الفترة ما بين تاريخ تلك الرسالة ويومنا هذا حدثت الكثير من الأمور الشائنة التي لا تشبه الرياضيين في شيء. وكل ذلك بسبب الكتابات التحريضية والصحف الساعية للكسب ولو على حساب القيم والأخلاق. ألا ترون أن أجواءً كهذي لا تنتج سوى ما حدث من بعض جماهير الهلال الغاضبة من كتابات تشوه سمعة الهلال بترتيب مع بعض الشخصيات الهزيلة التي يحاول بعض المستفيدين فرضها على الأهلة وكأنهم أصحاب القرار في هذا النادي العريق؟! ألم نقل مراراً أنه لابد من وجود خطوط حمراء تمنع الإساءة للكيانات ومحاولات الحط من قدرها؟! تواصلون يا زملاء القلم حملات التشهير والإساءات والتحقير وإزدراء الآخر كل يوم، فما لي أراكم اليوم حانقين على ما حدث من بعض جماهير الهلال! طالعت حول هذه الحادثة كلاماً منمقاً جميلاً لرئيس تحرير موقع إلكتروني رياضي لدي شخصياً معه تجربة تؤكد عدم رغبة صحافتنا الرياضية في الارتقاء بحس الناس، فصفقت يداً بيد. قال رئيس تحرير الموقع المقصود " ما ساعد في الأمر بعض الوسائط الإعلامية التي درجت لتكريس هذه العصبية المقيتة.. وبدا واضحاً أن الذين يروجون لمثل هذه الأمور يستهدفون الربح المادي بالدرجة الأولى لذلك لم نرى لهم هماً أو تحمل مسئولية في الصراعات التي تحدث بين المشجعين" ورغم قناعتي الشخصية بأن رئيس تحرير الموقع الذي أعني شاب محترم وود بلد، إلا أنه للأسف الشديد يكتفي بهذا الكلام النظري فقط،وهو نفسه لا يملك قرار أن يرحب بالكتابات الجادة في الموقع الذي يرأس تحريره. بل على العكس يفسح المجال واسعاً للكتابات التحريضية التي رفضها في العبارات أعلاه. ولهذا الأخ العزيز وغيره من الزملاء أقول كيف سينصلح الحال وكل واحد منا ينظر ويكتب كلاماً لا يستطيع أن يمارسه كسلوك. وإن خضعت أنت يا عزيزي كرئيس تحرير لموقع إلكتروني لضغوط البعض، فماذا تتوقع من أصحاب الصحف الورقية غير أن يستهدفوا الربح المادي بالدرجة الأولى! وإن أردتم إيقاف مثل هذه الأعمال العنيفة من بعض الجماهير التي يفيض بها أحياناً فالحل الوحيد هو أن تحترموا مهنتكم ووقتها لن تجدوا من شتى فئات الجماهير سوى الاحترام ولن يعتدي عليكم أي كائن.