[email protected] وأحدهم كان يأصل لنيفاشا ساعتها التي أخذت حيزها في وقتها وصارت فقد صارت مهوي لزيارة جل أهل السودان علي مختلف مذاهبهم ووظائفهم وطوائفهم ليشهدوا ويشاهدوا مسيرة السلام والرجل يقول أن نيفاشا قد وردت في القراءن الكريم والدلالة علي اليمن والبركة ومضي يتلوها (إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهما شاهدين) ونيفاشا ساعتها تجمع بين البشير وقرنق حفاظا علي الوحدة وتشاركا في صنع السلام وصارت نيفاشا بلفظها ومكانها مصدرا لوقف الحروب ونزيف الدماء ومجلبة للسلام والأماني البيضاء . ولكن نيفاشا التي تفاءل بها السودانيين قديما بتحقيق الوحدة الجاذبة وأنزال السلام المستدام وتحقيق التنمية والرفاهية قد صدمتهم تماما فما عاد فيها من وسيلة للأحلام والأماني الجميلة وهاهي نيفاشا تساهم في ضياع ثلث مساحة البلاد الي غير رجعة بعد أنتبددت آمال اوحدة الجاذبة وتمسك الجنوبيين بخيارهم في أقامة دولتهم الجديدة ونيفاشا تعطي لهم ذلك الحق الذي فشل أسلافهم في تحقيقه . تفاءل الشماليون أخري بأن يكون أنفصال الجنوب وسيلة لرفاهيتهم وتوفير خدماتهم خصوصا وأن ميزانية الدولة كانت تذهب جلها للتنمية في الجنوب من أجل الوحدة الجاذبة وحتي تكون التنمية متوازنة وهاقد أنفصل الجنوب فلابد أن تذهب تلك الأشياء الي الشمال والكل يرسم علي هواه أحلامه علي ضوء الحزن الكبير بفقدان الجنوب وأنفصاله الأبدي عن الشمال ولكنها في عقولهم سنة الحياة التي تجمع وتفرق بين المتحابين ناهيك عن شعبين هكذا ذهب الفقه وتبرير الناس . لم تحل الرفاهية ولم تتوفر الخدمات بعد أنفصال الجنوب بل زادت المعيشة ضنكا والحالة صعوبة فقد تكررت مسيرة الحرب في جنوب كردفان أخري بل صارت جنوبا آخر تحتاج الدولة فيه من المواطن أن يربط الحزام ويصبر معها علي الأبتلاءت وأحلام الأنفصال تتبدد أخري بالغلاء المعيشي وبالخوف من تجدد الحروب والقتال ودخول البلاد الي حيز الفوضي والفتن. لم يكد الشعب يستوعب حرب جنوب كردفان حتي أنفتحت جبهة النيل الأزرق بعنفها وضرواتها ونيفاشا تبتسم تحت مظلة الخريف وذات العهود والمواثيق التي حض العلماء في تنفيذها والرضوخ لتنازلاتها وأن كان فيها أنفصال الجنوب هاهو المجتمع الدولي والموقعين ينادون بتنفيذ برتكولات تلك المناطق بمشورتها الشعبية وسقف المطالب لتمرد جنوب كردفان أضحي تقرير المصير ربما يكون أيضا في النيل الأزرق . وجبهة جنوب كردفان جعلت دولة الجنوب علي واجهة الأحداث والبلاد تستبق الأحداث بشكوي رسمية تتهم فيها الدولة الوليدة بالدعم المباشر وخلق الأضطرابات ولكن في جبهة النيل الأزرق ربما تبرز جهة أخري قد يكون دورها وأن كان مبهما الا أن الضلوع يكتنفه والمراقبين يربطون بين الأحداث فليس كل حدث عابر بالحدث المعتاد فقد يكون للعابر ماوراءه ومقبل الأيام ربما يزيل السحب المتراكمة والغيوم الكثيفة علي سماء النيل الأزرق الصافية . ودرجة التفاؤل والتشاؤم صارت تتفاوت في أذهان السودانيين وأن كانت الي التشاؤم أقرب من نيفاشا التي صارت عند أغلبهم أن في أكمال تنفيذها ربما يكون التقسيم الصريح وتعدد الدويلات لأن الواقع أضحي قاتما وعند بعضهم برميل بارود ربما يكون قابلا لأنفجار في أي لحظة فقد أبتليت الدول من حولنا بالثورات ولكن في واقعنا بنيفاشا وتبعاتها والصبر علي تنفيذها .