فكرتي في هذا الموضوع هو حث أصحاب المهارات الموسيقية من أبناء جيلنا الشباب في تطوير تجاربهم الموسيقية وتوثيقها في وسائط الإعلام المختلفة، وذلك لإضافتها في السجل الحافل للموسيقى السودانية التي أعتقد بأنها شكلت حضوراً في مختلفة المحافل الإقليمية والدولية . فالتجارب الموسيقية لدى هؤلاء الشباب تحتاج مزيداً من إعطائهم الثقة في أنفسهم لتقديمها، وإيجاد منابر " مسارح – صالات – أندية .. الخ" لتقديمها للمتلقي السوداني سميا الشباب لتقييمها وإعتمادها أحد أدوات تعبير هذا الجيل عن نفسه موسيقياً .. ويترتب على ذلك عقد ورش لعرض هذه التجارب المختلفة ودفعها للأمام ، ويقع على عاتق رموز الموسيقى في إتحاد المهن الموسيقية ومؤسسي مراكز الشباب في مختلف المدن إكتشاف الملكات الموسيقية وتطويرها وتقديم الإشادة والنقد الموضوعي المؤسس على الجوانب العلمية للموسيقى بغرض تطويرها. يستوجب على هذا الجيل المثابر الإستفادة من التقنيات الحديثة التي دخلت على الآلات الموسيقية والتي أصبحت لها أكاديمات عالمية لتدريسها ، فضلاً على إبتعاث طلاب من كلية الموسيقى بجامعة السودان لدراسة هذه التقنيات وبعد ذلك توطينها داخلياً ، والإستفادة من معاهد لنا معها شراكة في هذا الجانب كمعهد " جوته الألماني" لتبني هذه الأفكار ونقل تجربتها والإستفادة القصوى . هنالك جانب يضعف دور الموسيقي في تطوير نفسه وبالتالي تطوير الموسيقى السودانية كهدف سامي ، وهو الإعتماد على الجانب المادي ( العداد) لموهبته الموسيقية دون الإلتفات لتطوير قدراته في هذه الآلة أو تلك ، بالتالي يساهم ذلك في شل تفكير الإنسان الإبداعي والإتجاه مباشرة للعائد المادي مع أهميته وتقديرنا لأحوال وتفاصيل حياة هؤلاء الشباب ومواجهة ضغوط حياتهم المختلفة ، ولكن كل ذلك لا يساوى شئياً أمام رفع القدرات والملكات الموسيقية للشباب من أجل تطوير الموسيقى السودانية . إذا نظرنا إلى معظم الفرقة الموسيقية السودانية نجد أن الشباب يحتلون أكثر من 75 % من تعداد ، وهذا ما يدعم فكرتي الأساسي وهو كيف يمكن للموسيقيين الشباب تطوير موسيقنا السودانية وبالموارد المتاحة حالياً ؟ وذلك يتطلب إهتماماً كبيراً أولاً من جانب الدولة ممثلة في وزارة الثقافة للإطلاع بدورها في إعطاء هذا الجانب المهم ألوية في عملها وتوفير المنابر والمسارح إقامة الورش والسمنارات لهذه المواهب والمنارات الإبداعية لهذا الجيل، وكذا إتحاد المهن الموسيقية في طرح برامج وأفكار ومشاريع تساعد في الهدف السابق ، وكذا دور مراكز الشباب المنتشرة في الخرطوم والولايات في إقامة مناشط تساعد في تطوير القدرات وتنميتها في مجال تطوير الموسيقى السودانية . أعتقد بأن فعاليات مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى الذي يقام في منتصف أكتوبر القادم وبعد انقطاع دام لأكثر من عشرة أعوام يساهم في دعم الفكرة الأساسية لهذا المقال ، وأن يشكل نقله نوعية في الإهتمام بشرائح الموسيقين المختلفة وعرض تجاربهم ، فرد مساحة واسعة خلال لتجارب الفرق الموسيقية الشبابية ، لهذا تأتي أهمية هذا المهرجان من جانب التوثيق للموسيقى السودانية ومساهماتها في كثير من الجوانب بإعتباره أحد أدواتنا لمخاطبة المتلقي (داخليا وخارجياً) ..