قال ابن مالك رحمه الله: بالجر والتنوين والنداء و ال ومسند للاسم تمييز حصل وابن مالك هو اللغوي العربي المعروف صاحب الالفية التي نظمها وضمن فيها قواعد اللغة العربية والنحو والصرف بغرض تذليلها وتسهيلها للدارسين من الطلبة والطالبات والباحثين والباحثات في مجال اللغة العربية المفترى عليها، فقد ظلمها بنوها وضربوا بقواعدها عرض الحائط وخاصة ممن يرجى منهم توقيرها وتقديرها، من رجال الاعلام والصحافة والتلفزيون والنساء ايضا معنيات بالأمر اذ أن معظم الأوجه التلفزيونية صارت نسائية وموجة (النسونة) أضحت كالتسونامي كاسحة، واصبحت خطرة على الرجال حتي في بلاد كانت المرأة لا تلعب فيها أي دور في الخدمة المدنية، وعندنا في السودان زحفت نون النسوة وسيطرت على كل شاغرة و (معلنة) أعنى الوظائف وذلك عقب اعصار الاغتراب الكاسح المدمر الذي عصف بكل (رجالات) الخدمة العامة واقتلع كل الكفاءات من الوظائف والمناصب ولم يجد القائمون عليها بدا من ملء الشواغر وجبر الخواطر بالجنس الآخر، فبعد مد السودنة، سادت الآن مرحلة النسونة بتيار أشد اكتساحا من اعصار الاغتراب، وجاءت مرحلة الاستلاب، حيث سلبت المرأة كثير من حقوق الرجال حتي (استأسدت) في البرلمان وبلغ نصيبها في آخر انتخابات الربع (الغالي) أي نسبة خمسة وعشرين في المائة، عفوا نعود بعد الفاصل (التحويلي) الى مسارنا الطبيعي عن الاستهانة بأمر لغتنا الجميلة لغة الضاد التي كثر ضدها الفساد والحساد، وأخذوا يلعبون بها كما يلعب بالكرة في الاستاد، ومن المؤسف ان يلعب بها كما اسلفنا رجال أو نساء كان حري بهم أن يكونوا من حماتها والمدافعين عنها والواقفين بالمرصاد لكل من ينتهك حرمتها أو يبدل حروفها أو يتطاول عليها أو يدوس على كرامتها أو ينصب فاعلها ويجر أفعالها. ولكن حدث ولا حرج ففي نشرة اخبارية واحدة لا تتعدى ربع الساعة نجد من الأغلاط والأخطاء النحوية وغيرها الدالة على جهل (فاضح، متأصل، عميق ومستفحل) بنطق الأسماء والكلمات، هذا من جانب المذيع او المذيعة القارئة للنشرة، فضلا عن أخطاء المحررين الذين يقومون بتحرير النشرة، وما معني التحرير (التحرير هو تحرير النص من جميع الأخطاء نحوية، املائية وغيرها من الأخطاء المحتملة)، ولاحرج أن يقوموا بتشكيل النص اذا كان من سيذيع الاخبار ليس بذي خبرة بكيفية نطق الأسماء أو الأفعال أو الأعلام، فمثلا لم اجد أي من مذيعي الاخبار في أي من وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة ينطق اسم رئيس جامعة الدول العربية السابق (عمرو موسى) بشكل صحيح، ولا القوات (الدولية)، هذا بالنسبة للأسماء العربية، اما بالنسبة للاعجمية فهم يلعبون بها لا من باب (عجمي فالعب به) بل من باب الجهل وضحالة الثقافة (المعلوماتية)، التي أصبحت ميزة (حصرية) لمعظم مذيعات القنوات الفضائية، أذكر أننا في المدرسة الابتدائية ونحن بصدد ألفية ابن مالك، ونحن في درس القواعد قد شدد علينا مدرس اللغة العربية ان حروف الجر (مثل من وعلى وفي) تجر كل ما يليها ولو كان قطارا (محملا بالركاب أو البضائع)، ولكن يبدو أن اصحاب الفضائيات لا يعجبهم هذا القول، ولا يعيرون أو يعبرون ذلك عند تعيين المذيعات (الحسناوات) اللائي يحسن وضع الباروكة ووشم (الشلوفة، الشلوفة لحناكيش الدارجية السودانية هي الشفة)، لا نريد من مذيعي ومذيعات اليوم أن يكونوا عباقرة في لغة الضاد ولكننا نريدهم الا يخطئون في ابسط الأشياء والقواعد مثل عمل حروف الجر وغيرها من الأمور السهلة التي يستفز عدم الالمام بها مشاعر المستمع الكريم. وفي الوقت نفسه نأمل من محرري الأخبار أن يبذلوا المزيد من الجهد في مشوار (التحرير) وصولا الى نشرة اخبارية خالية من الأخطاء (الفاحشة). alrasheed ali [email protected]