من المعروف أن قطاع الشمال هو خازوق الشيوعيين الذي زرعه في جسد الحركة الشعبية وهو جسم قديم لعل أبرز ما يُنسب إليه منذ أيام تحركات د. تيسير محمد أحمد علي ود. ياجي. وأشهر هذه التحركات كانت محاولة عقد ندوة أمبو التي دُعي لها العديد من الشيوعيين المعروفين وبعض أساتذة الجامعات مثل عدلان الحردلو والدكتور ناصر السيد وغيرهم، وهذه الندوة بالذات كانت دعماً مباشراً لحركة التمرد التي وصلت على عهد حكم الصادق المهدي إلى القردود، ولكن شاء الله أن تكون الحركة الفاعلة التي قادها المجاهد تولا وهو يصرخ خنادقنا مقابرنا وطلعات الشهيد الطيار مختار محمدين التسع التي دكت التمرد تماماً في الناصر وانتهت بإسقاط طائرته واستشهاده. كل هذا حدث والشيوعيون يتسربون فُرادى وجماعات إلى الحركة الشعبية يحاولون جعلها ذراعهم العسكري بعد أن فشلت كل محاولاتهم بالوجود الفاعل في الشمال وكل الانتخابات التي تمت لم يتمكنوا من الحصول إلا على مقعد واحد أو مقعدين إضافة إلى ثلاثة مقاعد مستقلة، واحد في حلفا وواحد في جنوب السودان وآخر في الخرطوم. وبهذا كان خيارهم في امتطاء ظهر الحركة الشعبية واعتبارها جناحهم العسكري خصوصاً بعد الضربة القاصمة التي تلقوها من الرئيس المشير نميري إثر انقلابهم عليه في العام1971م وقيامهم بمذبحة دار الضيافة التي لا تزال تلطخ أيديهم بالدماء، وفي كل الوثائق التي قدمتها ساحات الفداء كان وجود الشيوعيين هو الأبرز في معسكراتهم وفي إذاعاتهم وفي وسائل الإعلام التي ظلوا يشوّهون بها وجه السودان في علاقاتهم حينما اتجهوا غرباً بعد سقوط الشيوعية والشيوعيين في الاتحاد السوفيتي. ولعل أبرز الأكاذيب والفرية التي أذاعوها كانت فرية الاتجار بالرق التي تولّى كِبْرها عشاري وبلدو وهما يجولان بين أمريكا وبريطانيا وتحمل دعواهم البارونا كوكس حتى سقوط الفرية بعد الاتفاق المعروف بنيفاشا. وتنفيذاً لنيفاشا وجد خازوق الحركة الشعبية نفسه فوق إسفين الخازوق نفسه، وقد وضح أن الحركة الشعبية بعد تبني الانفصال قد لفظته بما في ذلك عرمان نفسه وهو مشهور بهروبه وتآمره، ولقد زجّ به الشيوعيون هارباً من قضية مقتل الأقرع وبلل التي تحاصره الآن، ومن المعلوم أنه فرّ هارباً إلى الحركة الشعبية ووقتها كان مركز قيادة قرنق إن لم تخني الذاكرة في بلفام، وهناك وجد من الشيوعيين د. الواثق كمير وتيسير محمد أحمد علي ومحمد يوسف أحمد المصطفى ومن كبارهم فاطمة أحمد إبراهيم التي عادت إلى بيتها بعد عودتها إلى الخرطوم. وفي بلفام لم يجد عرمان نفسه إلا بعد أن توارى خلف قرنق في إذاعة الحركة التي كانت تُبث من إثيوبيا قبل أن يتم إجلاؤهم من هناك. وعرمان الآن يُعتبر أكثر متآمر أولاً: ضد سلفاكير نفسه حين تآمر مع باقان أموم ضده قبل اجتماع مجلس التحرير الوطني الذي انعقد في جوبا قبل عامين، ونفس الوقت كان عرمان يتآمر مع مجموعة الاستخبارات الشيوعية في الحركة مثل إدوارد لينو ودينق ألور باعتبارهم أصهاره من أبيي (دينكا أنقوقك). ثم تآمر مع باقان وسلفاكير على ريك مشار واتهمه بالتجسس لصالح الخرطوم. وكان عرمان أول من أشار إلى وجود جواسيس في مكتب الحركة الذي تم إعلان حله برغم نفي باقان أموم، والآن هو عرمان نفسه الذي أعلن أن الحركة الشعبية لفظت قطاع الشمال مرة بلسانه ومرة بلسان صوته وليد حامد، ومع ذلك تعرّض وليد حامد إلى الفصل من وظيفته الحالية بقرار من عرمان هو ورمضان عبد الله. ويذكر الناس أن رمضان هو أول من تحدث رسمياً باسم الحركة بعد توقيع اتفاق السلام برغم أن متحدثها المنشود كان مولانا الأستاذ المجاهد الأستاذ غازي محمد أحمد سليمان. ونواصل الحديث عن خازوق الحركة.