لا يخفى على أحد - هذه الأيام - الهجوم «التتري» للأحباش»إثيوبيين واريتريين» على السودان ، حيث يتدفقون شهريا على المدن والأقاليم الكبيرة والأرياف، دون حسيب أو رقابة تنظم هذا الدخول ، إذ تقول الأرقام إن السودان في السنوات الخمس الأخيرة استقبل ما يوازي (3) ملايين وافد من أجل العمل من جنسيات مختلفة أبرزها الإثيوبية والاريترية، و الجنسيتان من الدول التي لا تستثمر في السودان ولا تسهم في نموه الاقتصادي . عشرات الآلاف من الشباب ذكور وإناث يدخلون البلاد بطرق غير مشروعة لا يحملون جوازات سفر ولا بطاقات، ولا كروت صحية ، ويتم تهريبهم عبر الحدود بمساعدة شبكات وعصابات منظمة تثرى ثراء فاحشا من وراء هذا العمل . يعملون في البيوت وفي غيرها ، ويمتصون الدولار من جسد الوطن ، الذي يعاني أنيميا حادة في اقتصاده ، حصاد أعمال هامشية ،عمال كافيتريات ، «سواقة الركشات» ، وبيع «الشاي» و»حاجات تانية حامياني» «وقش الحوش»، وغسيل العدة ، ويتقاضون بالدولار حتى في مهام مثل «غرف البلاعات» . مبدئيا لست ضد أن يستضيف السودان من غير بني جنسه للعمل وكسب المال ، وكلنا سائحون في بلاد الله من اجل الرزق ، ولا يعجبنا أن يكون هناك احد ضد خاصية الترحال الطبيعية هذه ، وثانيا أؤمن على مبدأ مراعاة حسن الجوار ، وحتى أن أغنية الفنان المرحوم احمد المصطفى « أخوان أخوان..أخوان إثيوبيا والسودان « تعجبني، ولكن ما يقلقني هو أن السودان يعيش أوضاعا بالغة الخطورة من ناحية أمنية ومعيشية واجتماعية ، ولا يحتاج إلى من يزيد الطين بله « الفينا مكفينا».. سادتي أن الأحباش في ديارنا يتزايدون طردا مع معدلات الهم العام ، الغلاء الفاحش ، وأعداد العاطلين عن العمل، والطامة الكبرى أنهم لا يشاركونا استهلاك الكهرباء والماء والطرق والغذاء والسكن فحسب، بل ينقلون لنا مشاكل صحية و أنواعا من التفسخ الاجتماعي بسبب الاختلاف في العادات والتقاليد . تخيلوا معي حجم الأزمات الأخلاقية ، والمشاكل الأسرية، التي يمكن أن تجلبها فتيات يافعات وحيدات أميات ، وقد آتين من الحسن الكثير ، ومعظمهن بلا وازع ديني أو اجتماعي، وقادمات من مجتمع منفتح على الجنس، في ظل ارتفاع سن «العنوسة الرجالية» حيث لدينا شباب يتزوجون بعد أن يصلوا «سن النبوة» أو قد لا يتزوجون بسبب الأوضاع الاقتصادية ، ومراهقون يسمعون ويرون ، بل وجود أزواجا من فصيلة « طائر الهوى والعيون». واتحاد هذه الظروف مع بعضها البعض غالبا لا ينجب إلا الشيطان، إضافة إلى الأمراض المنقولة «مثل الايدز وفيروس الكبد الوبائي وغيرها « وهي لا محالة كارثة وضربة قاصمة لظهر الخدمات الصحية والرعائية - المتواضعة أو لنقل المعدومة أصلاً- في البلاد. والسؤال هنا إن لم يكن سماح الحكومة لهولاء الجنسيات بالأعداد المهولة بالدخول للسودان بسبب ترضيات سياسية ،أو رتق لثيابها المثقوبة دبلوماسيا ، فما حاجة البلاد لنوعية غير متعلمة ومتدنية المهارة والخبرة.؟ فهولاء الأحباش ليسوا من ذوي الاختصاصات التقنية والفنية أو المجالات العلمية النادرة التي تفتقر إليها مؤسسات الدولة أو معامل القطاع الخاص. وإنما يمتهنون مهناً بسيطة يشاركون فيها أبناءنا فرص العمل رغم قلتها. وما الجدوى من استضافة عمالة أجنبية تأتي لبلادنا وتنشر ثقافتها وتقاليدها وسلوكياتها بل مشاكلها ، إذ أن هؤلاء يسرحون في الأحياء والأسواق بلا ضوابط أو مراقبة و يمارسون أعمالا غير نظامية أو شرعية ، ونسب البلاغات الجنائية التي يتم تدوينها ضد بعضهم في ازدياد يومي ، وصفحات الحوادث في الصحف تحكي الكثير المثير. لماذا لا تكون هناك ضوابط وأصول، مثلما يحدث في جميع بلاد الدنيا ، تنظم دخول هؤلاء بما يتيح لهم حفظ حقوقهم وحرمان من لا يستحق العمل من العمل ، وتحفظ لبلادنا مصلحتها وأمنها الاقتصادي والاجتماعي ، ثم تشديد الرقابة والقوانين، والى حين ذلك على كل سوداني رب أسرة أن يحذر ففي «بيتنا ..أحباش». eshraga mohamed [[email protected]]