منذ سنوات لم تتاح لي سانحة لزيارة روضة للاطفال ولكن الاسبوع الماضي حينما زرت وبدون سابق موعد روضة موزة بنت محمد الواقعة ناحية المطار القديم فريج الروضة مدينة الدوحة تمنيت ان تعود عقارب الساعة للوراء لاعوض ابنائي ما فاتهم من هذه النهضة التعليمية الصالحة تماما لاطفال اصحاء اسويا ممتلكين لاسباب التعلم والمعرفة . ما لفت نظري الاثاث المبتكر والمنسجم مع حاجة الاطفال في سن الروضة وتحلق الصغيرات حول موجهتهم معلمتهم واندماجهم في ادوار تلبي بناء الشخصية والمتعة والترفيه والتعلم والروضة التي تضم حوالي 150 تلميذة تقريبا موزعة على فصول تحاكي بعضها منازلهم وحجراتهم واخريات تحاكي حجرات الدرس والجدية وبعضها تلبي حاجة الفتيات الفطرية كاعداد الطعام والاعتناء بالاطفال الاصغر سنا او بالحيوانات الاليفة والرسم والتلوين وحروف الهجاء وقيم التعامل الانساني الخ . ان الكثيرون وجهوا سهام اقلامهم الناقدة لمؤسسات التعليم وابرزوا الاخفاقات التي لازمت مساراته خاصة مع قيام ما يعرف بالمستقلة " تعليم لمرحلة جديدة " الذي تبنته دولة قطر منذ اكثر من ست سنوات كبديل للتعليم التقليدي وقد كتبنا كثيرا عن تلك الاخفاقات والممارسات الخاطئة ومن واقع تجارب ومشاهدات بعينها وفي وقتها بعضه لعدم تراكم الخبرات والاخر لعدم الاستيعاب واخر لتصحيح المسارات كتجربة جديدة وطموحاتها كبيرة ولكن ما لمسناه في روضة موزة بنت محمد يمكن ان يصنف ضمن بشارات المستقبل لهذا الجيل خاصة ان كانت غالبية رياض الاطفال بمثل هذه المواصفات . وحين نتحدث عن المواصفات لا نحصر ذلك فقط في المبنى المدرسي على ضروراته ولكن نعني " تكاملية الادوار والاشياء والافعال " فالاختيار الدقيق لمعلم الصغار وتنقيح المناهج وبما يتناسق وضرورات هذه السن بجانب طرق التدريس ووسائل الايضاح من الاهمية التي تجعل رياض الاطفال بيئة تعليمية محببة وجاذبة ومرغوبة وتندرج ضمن مراحل التاسيس المهم في مفصل التعليم والصغار يخطون اولى خطواتهم لدنيا التعليم والمعرفة وابجديات بناء الشخصية . أسعدني حقا وجود عدد من الصغيرات من ذوى الاحتياجات الخاصة وسط زميلاتهن الاخريات في سينفونية اندماجية تخدم الاهداف النبيلة لصالح هذه الفئة التي من حقها التعليم والترفيه وبرؤية معرفية لكيفية التعامل معها ولترجمة شعارات ادماج ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة التعليمية والعملية . استطيع وبمسؤولية حمل امانة القلم ان اقول لكادر روضة موزة بنت محمد مديرة ومعلمات وعاملات أحسنتم صنعا .. ونترقب مزيد من الانجازات لصالح الاطفال في محيط دولنا العربية لتنشئة جيل الغد المستنير والمعافى .. ولادارات رياض الاطفال الاخر زوروا روضة موزة وتبادلوا معها المعارف والخبرات .. وهي ايضا دعوة للامهات هنا وهناك للالتصاق اليومي والمتابعة الدقيقة لدعم مسارات تعليم صغيراتهن لان دور الامهات في هذه المرحلة التاسيسية من عمر الصغار مهمة جدا لترجمة شعار " شركاء التعليم " على ارض الواقع لصالح طموحات تعليم لمرحلة جديدة وفلسفته البعيدة . عواطف عبداللطيف awatifderar [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : كان بحق يوم رائع قضيته بين فصول روضة موزة بنت محمد وكم تمنيت ان تنتقل هذه التجربة بكل مكوناتها لكل طفل في بقاع بلادنا العربية .