الهزيمة المتوقعة لمنتخبنا الوطني أمام النجوم السوداء أعادت إلي الواجهة من جديد حكاية (الجدادة والبيضة) وأيهما وجد أولا؟ .. فعندنا مازال الصراع دائرا حول أيهما له الأولوية المنتخب الوطني أم الأندية؟ وأمس الأول فجر مدرب المنتخب الوطني محمد عبدالله مازدا هذه القضية مرة أخري من خلال المؤتمر الصحفي الرسمي للمباراة مهاجما تجنيس اللاعبين والطريقة التي يتم بها الإحتراف والضرر الكبير للمنتخب بسبب هذه السياسات مطالبا بثورة في لوائح الإتحاد العام .. ولكن مالم يقله مازدا أن كرة القدم عندنا لن تتقدم مالم تبتعد عنها السياسة التي كان نتيجتها (التجنيس) والذي وصل تحت سمع وبصر الإتحاد العام لحراسة المرمي والتي حرمت لوائح الإتحاد التعاقد فيها مع حارس أجنبي .. وأقول هنا مالم يقله مازدا أن حال كرة القدم عندنا لن ينصلح مالم يرفع الحزب الحاكم يده عن الرياضة ويتركها لأهليتها وديمقراطيتها .. فضرر التجنيس علي المنتخب الوطني وكرة القدم السودانية يقف وراءه بصورة مباشرة جمال الوالي الذي يستمد قوته من سلطة الحزب الحاكم فالطريقة التي يتم بها التجنيس وجدت إستنكارا واسعا من الإعلام بصورة عامة والصحافة علي وجه الخصوص وأفردت لها مساحات واسعة في البرامج وعقدت من أجلها الورش والسمنارات وقاتل ضدها شخصيات رياضية كبيرة مثل الدكتور كمال شداد والذي كتب عندما كان رئيسا للإتحاد العام أكثر من مذكرة مخاطبة السلطة طالبا العودة لأهل الشأن الرياضي في مثل هذه الأمور ولكن السلطة صمت أذنيها واغمضت عينيها ولم تستمع لصوت سوي صوت منسوبيها ولم تر سوي بعينهم وعلي رأسهم جمال الوالي لتكون النتيجة ستة لاعبين أجانب بفريق المريخ مابين مجنس ومحترف .. مقابل خمسة وطنيين في التشكيلة . ولتكون النتيجة الضرر الذي لحق بالمنتخب الوطني وهذا الضرر لم يتوقف عند المنتخب فقط ولكنه لحق بالمريخ أيضا الذي لم يعد له تأثير يذكر في مباريات المنتخب الوطني بتراجع وجود اللاعبين في التشكيلة التي قد تحظي بشرف التأهل لنهائيات أمم أفريقيا بغينيا والجابون والتي وضح من خلالها الفارق الكبير في المستويات بينهم وبين لاعبي الهلال الذين يمكن أن نطلق عليهم إسم (برشلونة الاسباني) في المقارنة بعددية اللاعبين الموجودين في تشكيلة المنتخب .. فقد أكمل منتخبنا الوطني مباراته امس بسبعة لاعبين من الهلال وثلاثة من المريخ وكان يمكن أن يقل عدد لاعبي الاخير إذا تحرر مازدا من (وزنة هلال مريخ) وأخرج بدر الدين قلق الذي إنخفض مخزون اللياقة عنده في الشوط الثاني وان كان ذلك لايقلل من أنه لعب واحدة من أفضل مبارياته في الفترة الأخيرة .. وظهر الإعياء والتعب قبله علي الشغيل والباشا بينما أكمل لاعبي الهلال المباراة بلياقة بدنية جيدة هذه الفوارق في المستوي الفني والبدني للاعبي الفريقين تؤكد أن المنتخب سيظل حكرا علي نجوم الهلال في السنوات القادمة فقد أثبتوا أنهم الأفضل والأكثر جاهزية ولعلها رسالة أيضا لمجلس إدارة نادي الهلال أن يقلل من التعاقدات مع اللاعبين الأجانب ويكتفي فقط بالخانات المخصصة للمحترفين ويترك لجمال الوالي وحزبه الحاكم الإستمتاع بضرر الكرة السودانية .. وفي المقابل لانتوقع ثورة في لوائح الإتحاد العام ولاموقفا رافضا لسياسة التجنيس فالإتحاد بتركيبته الحالية يبصم بالعشرة علي كل ماياتي من السلطة بل يدعم كل أشكال التسييس والتغول علي أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية ومكتسباتها .. واقول للمدرب المحترم محمد عبدالله مازدا (مد أحلامك قد كرعيك) وركز أكثر علي نجوم أندية الممتاز الأخري ولاتبني تكوين المنتخب علي أندية لامكان فيها للاعب الوطني .. hassan faroog [[email protected]]