استمع كثير من السودانيين بدهشة بالغة لحوار تلفزيوني شديد الغرابة جرى قبل يومين على شاشة إحدى الفضائيات السودانية ، فقد أخذ الضيف السوداني يناقش مع المذيعة التلفزيونية السودانية خبراً سودانياً موغلاً في الغرابة مفاده أن أحد المسؤولين السودانيين قد صرح في اجتماع بإحدى الولايات أن شوارع الزلط السفرية في تلك الولاية قد رصفت بالأحجار الكريمة الغالية الثمن وفي رواية أخرى بمعدن الكوبالت المشع الذي يشكل خطراً داهماً على الصحة العامة ، وقد جرى حديث حول ضرورة عدم نشر هكذا خبر بهكذا طريقة ووجوب التأكد من صحته والتشكيك في وجود هكذا كميات تجارية من المعادن النفيسة أو المشعة في شوارع زلط سودانية وتوجيه النقد إلى ظاهرة عدم التنسيق بين المركز السوداني والولايات السودانية! من المؤكد أنه يجب عدم المرور على هكذا خبر مرور الكرام وأنه يجب تحليل شوارع الزلط السودانية إياها بطريقة علمية بغرض التأكد القاطع من صحة أو عدم صحة ذلك الخبر الخطير حسب الظاهر لثلاثة أسباب رئيسية ، السبب الأول أنه لا يجوز أن يعاني أكثر من 95% من الشعب السوداني من الفقر البالغ بينما يمشون على شوارع من ذهب وفضة وأحجار كريمة غالية الثمن فإن كان الخبر صحيحاً فيمكن للحكومة السودانية أن تصدر للخارج شوارع زلط وتحل مشكلة الفقر في السودان بشكل جذري! أما السبب الثاني فهو إزالة الطمع العام الذي قد يتفشى في السودان مثل حمى الذهب ويدفع الناس العاديين إلى حفر شوارع الزلط والاستيلاء على زلطها وزفتها ورملها بليل أما السبب الثالث فهو ضرورة إزالة الهلع العام فمجرد الحديث عن رصف شارع زلط سوداني بمعدن الكوبالت المشع الشديد الخطر على صحة الانسان يشيع الهلع في نفوس السودانيين البسطاء! من المؤكد أن التحقيق العلمي في هذا الخبر السوداني العجيب مطلوب بشدة وإذا ثبت عدم صحة هذا الخبر فيجب فتح بلاغ الكذب الضار في مواجهة المسؤول الذي أدلي بالتلك التصريحات ، وإذا كان الخبر صحيحاً فيجب فتح بلاغات إهدار المال العام في مواجهة المسؤولين المتورطين في رصف شوارع السودان بالمعادن الكريمة بينما يعاني أغلب الشعب من الفقر المدقع! وفي الختام لا يملك المرء إلا أن يقطع من رأسه بعض الابيات الحلمنتيشية ويدندن بها في سخرية: تاريني غنيان من زمان لكني ما حاسي بغناي! تاريني مكتول بالوهم وجيت ورحتا ساي!! تاريني مضروب بالفلس تاريني مهدود بالتعب وماشي في شارع كروم ماشي في شارع دهب!!! تاريني مسكين بالخطأ تاريني مسكين بالغلط والمال مدفن في التراب والفلة في شارع الزلط!!!! تاريني عايش في جحيم وتحتي مدفون النعيم تاريني مسكون بالفقر وماشي فوق حجرن كريم!!!!! خلوني أحلم يا بشر خلوني أحلم تاني بس بكرة حنصدر شوارع بكره حنلغي الفلس وكل زول مقطوع رويس بكره يبقى ابو الكلس!!!!!! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر sara abdulla [[email protected]]