بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: حاولت كثيراً أن أفهم الأسباب أو ما وراء المواقف العدوانية لعثمان ميرغني حيال وطنه قبل أن يتولى رئاسة تحرير الصحيفة "الخضراء" وحتى بعد أن تولى رئاسة تحريرها وحتى بعد أن تحول لمجرد كاتب على صفحة الرأي فيها ؛ ففي كثير من الأحيان تقرأ له وتعتقد أنه ينتقد النظام فقط لحاجة في نفس يعقوب إلا إننا حالما اكتشفنا أنه يحرض ضد السودان الوطن وليس النظام فقط ؛ والصحفي الذي يعمل بالأجر في صحف إقليمية بالطبع عليه أن يلتزم خط تحرير المؤسسة التي تدفع له؛ وصحيفة الشرق الأوسط (الخضراء)!! ربما لرئاسة تحريرها موقف إن لم نقل عدائي – إن أحسنا الظن -؛ فهو موقف لا يتسم بالحيادية الإعلامية في نقل وتتداول وتناول أخبار السودان وذلك بعد أن غادرها رئيس تحريرها الأسبق الأستاذ/ عثمان العمير الذي كان يتيح للرأي والرأي الآخر مساحة متكافئة. ولا أدري؛ هل إن كان السودان ورئيسه قد تنازلا عن استقلالية قرارهما السياسي وارتهانهما لأمريكا؛ كان سيكون تناول عثمان ميرغني للشأن السوداني إعلامياً بهذا الحقد والعداء السافر؟! المتن: إن عثمان ميرغني شحذ قلمه بمداده الداكن السواد ليدبج على صفحات الصحيفة الخضراء؛ بهمة وحماسة منقطعا النظير ؛ لينفث كل حقده ؛ خاصة بعدما شاب دول الخليج وبعض الدول ومنها فلسطين واليمن والأردن والسودان من موقف دعم أمريكا لضرب العراق ولكنها ولتحفظها في أسلوب تحرير الكويت؛ إذ صُنّفت يومها هذه الدول بدول الضد؛ ولكن تجاوزت هذه الدول ودول الخليج تلك الخلافات في وجهات النظر وفُتحت صفحة جديدة وتخطت جميع هذه الدول تلك المرحلة ؛ إلى آفاق التسامح والتعاون إلى مراحل الدعم والمساندة و تحديداً مع السودان والدليل كل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من سندٍ وعمٍ غير محدود يتمثل في تلك اللقاءات الحارة بين قيادتي البلدين ؛ وبين سمو أمير دولة قطر والسودان والدعم غير المحدود بل والإسهام إسهاماً فاعلاً ومباشراً على مختلف الصعد؛ ؛سياسياً ودبلوماسيا واقتصادياً. لم نشهد له قرين في السابق. وأسوق مثلاً آخر هو النقيض ؛ - على سبيل الصراحة فقط - ؛ وهو ثبوت مداراة الصحيفة للأردن فيما تكتب رغم أن موقفه كان مطابقاً لموقف السودان من حرب الخليج الثانية وما زال السودان يتلقى لدغات العقارب وسمها الناقع !!. إنه ذات السودان الذي يحمل هويته عثمان ميرغني ؛ فهلَ انسلخ عن هويته لذلك فهو مستمر - وقد تحلل من عوامل الانتماء - في نفث حقده عليه وعلى أهله بذريعة موقفه من النظام كونه يعتمد الفكر الليبرالي؟!! . وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!. وكما يقول المثل (كل ماعون بما فيه ينضح)!. مهما كان إخلاص الصحفي للمؤسسة الصحفية الأقليمية التي يعمل بها مقابل أجر فهذا لا يعطيه أخلاقياً الحق أو يجد لك العذر للحقد على وطنه حتى وإن كان له موقف معارض لنظام الحكم فيه؛ فحب الوطن من الإيمان!!. في صحيفة الشرق الأوسط في إصدارتها رقم12006 بتاريخ الأربعاء الموافق12/10/2011 كتب تحت عنوان "ضائقة السودان .. من المسئول" ؟ فاستهل مقاله مشيراً إلى الحديث الذي أدلى به الرئيس البشير للصحيفة؛ واستهل مقاله - وكان أوله كفراً- فكتب بعينٍ كليلة لا ترى أي ايجابيات وتنمية وتطور أفقي ورأسي في كل المجالات والمناحي والنواحي وبدلاً من أن يتوخى الموضوعية بدأ باتهام الرئيس بأنه بدا كمن يتخلى عن مسئولياته وهذا قفر إلى مضمون لا تسنده وقائع منطقية مقنعة . والدليل ؛ ربما أن الكاتب وهو مخضرم - وهذا ظن وحسن نية مني – ربما لم يعش حقبة ما يسمى حكم الديمقراطية الثالثة في السودان عندها نكون قد وجدنا له العذر وسنقدر له هجومه ونبرره ؛ أما إن عايشها فكان عليه وبدافع الأمانة الصحفية أن يتكرم ويروي لنا كيف كان حال السودان وأهله في تلك الحقبة التي أحالتنا لشعب يتسول قوته من الغير لتضوره جوعاً؛ فبالتأكيد أنه كان معاصراً إذ يومها انعدم الغذاء والكساء والأمن والوقود والصحة والتعليم والكهرباء والمياه والمواصلات والاتصالات و حتى الإذاعي التلفزيوني إذ كان سيعتبر رفاهة وفراغة عين؛ يومها حتى القوات المسلحة التي يفترض أنها الدرع الحامي لأمن البلاد تهلهلت حتى وصل قرنق للناصر؟! هل نسي عثمان ميرغني كل ذلك أم أصيبت ذاكرته بالعثة والخرف إذ أن التقدم في السن له حكمه لنعذره؟!. مع كل معاناة الشعب يومها كان هناك من يتربح من هذه المعاناة من التجار أتباع الأحزاب التي كانت تحكم ؛ فأن استيراد السلع كان حكراً عليهم ؛ وما أن تصل تلك المواد التموينية حتى تنشط السوق السوداء لتمتص ما تبقى من دماء تجري في شرايين الجوعى الغلابة!!. وقتذاك كان عثمان ميرغني يتحفنا من وقتٍ لآخر بمقالاتٍ تتحدث عن الاقتصاد؛ وقلنا أن الرجل سيتحدث و بمنظار الخبير في موضوعية ومهنية ؛ فخاب رجاؤنا ؛ ولذلك سأطرح بضع أسئلة وهي ليست من خبير ولكن من مجرد مطلع يتابع ما يجري في العالم من حوله اقتصاديا. فبدلاً من أن يتناول عثمان ميرغني بالنقد حديث الرئيس عن ارتفاع أسعار البترول وانعكاساته على أسعار مدخلات الإنتاج ؛ وإن كان ذلك ينعكس على ارتفاع أسعار المواد الوسيطة اللازمة لتشغيل مصافي البترول مثلاً أما؛ لكنه لم يخطرنا بوجوده معنا على ظهر هذا الكوكب وأنه سمع عم ارتفاع أسعار القمح عالمياً والسودان يستورد منه ما يغطي الفجوة؛ فإن لم يكن فلربما سمع عن ارتفاع أسعار الأرز وهو غذاء معظم دول آسيا بما فيها دول الخليج فقد تضاعف سعره ثلاث مرات وكذلك سعر السكر أيضاً تضاعف سعره بنفس النسبة خلال خمس سنوات فقط؟! هل السودان بمنأى عن كل هذه المتغيرات؟!. كنت أرجو أن يخرج عثمان ميرغني ليستطلع أسعار المواد التموينية في كل الدول العربية ويقارن بين أسعارها اليوم والعام الماضي فقط إن كان سيتحدث بموضوعية ؟! يستخف عثمان ميرغني بما أحدثته مقاطعة شراء اللحوم ولا أحد يلومه لأنه يكتب من على البعد ولم يكتب من أرض الواقع ؛ فكيف يتسنى له أن يكتب بواقعية وقدماه لم تطآن موقع الحدث ليستقصي الحقائق فربما أن الأمر هو مادة لموضوع يُنظِّر فيه كيفما شاء، أو ربما الحقيقة لا تعنيه ؛ لأن ليس للأمر تأثير عليه لأن عائده المادي من الصحيفة التي يكتب لها يفوق عشرات المرات رصفائه في السودان وهم يشاركون الغبش ذات لقمة العيش وينتقدون الأحوال المعيشية ولكن بموضوعية. إن كان يكتب عثمان ميرغني لكان قد أنصف ، وعلى كل حال فهو يعلم أن حال المواطن يعيش الآن في حالٍ غير ما كان حاله الذي كان قبل نيفٍ وعشرون عاماً خلت أي قبل 30/6/1989؛ ومن يكابر في هذه الحائق إما مأجور أو حاقد!!. لمعلمومية القارئ؛ فقد سبق وتغنى الأستاذ عثمان بديمقراطية تلك الفترة المظلمة في كثيرٍ من مقالاته منذ أول عقد التسعينات من القرن الماضي؛ وكأن بالديمقراطية وحدها يحيا الإنسان.. وعثمان ميرغني يدرك تماماً إن الديمقراطية وحدها لا تشبع جائع؛ ولا تكسي عاري؛ ولا ينتعلها حافي؛ ولا تعالج مريض ولا تعلم أمي؛ لا تروي عطشان؛ فكم من دول كثيرة يعيش هو على خيرها مثلاً أكفت مواطنها وأهدتهم كل مقومات الحياة والعيش الكريم وهي تحتكم بكتاب الله وسنة رسوله وهي لا ديمقراطية الغرب التي يتباهى بها وآية لنا تلك التي فرضت بالغزو على العراق ؛ هذا على سبيل المثال؛ وقد أورثت أهله الفقر والموت وهجّرت خير بنيه !!. أورد لنا عثمان ميرغني نكتة سمجة اقتبسها عن النت ولا تثريب عليه في ذلك لأن النت هو مصدر معلوماته الوحيد وبناءً عليها فهو يكتب ويبدو أن (الرزق يحب الخفّية ؛ واليد البطّالة نجسة) كما يقول أشقاؤنا في شمال الوادي. أما عن التفريط في وحدة البلاد فهو وأمثاله من ساهم فيها مساهمة فاعلة ومباشرة في تمزيق وحدة الوطن ؛ فمقالاته التي كان يدبجها في صحيفة الشرق الأوسط طيلة عمله وما زال متغنياً بانتصارات جون قرنق العسكرية والحركة الشعبية وتحريضه على تدويل قضايا الوطن والكتابة في شماتة ومزايدة ومكايدة لا ينساها أهل السودان له ما داموا أحياء ؛ فإن كان قد نسي فعليه أن يستدعي أرشيف كتاباته ويعيد قرىتها لعله يعقل بعد أن يتذكر!!. الحاشية: كنا نتمنى من الكاتب الألمعي أن يتحفنا بفكره النيّر المتقد والمتوقد بالكيفية التي نحقق بها السلام في السوان ودون أن ينفصل الجنوب؛ الجنوب الذي اختار الانفصال بنسبة 98.5%. فهل من الديمقراطية والليبرالية التي يتبناها الكاتب اللوذعي أن تكره الجنوبيين على وحدة لا يرغبون فيها؛ ولماذا لم يحدثنا عما منع الحكومات الديمقراطية التي حكمت السودان عن تحقيق الوحدة والسلام فأنزلته إلى أسفل سافلين؟! ؛ أتوقع أن تكون إجابته تلك الحجة الواهية التي يسوقها رموز كل تلك الأحزاب المتكلسة لقصر مدة حكمهم لأن العسكر انقلبوا عليهم؛ نعم هذه حقيقة ولكن لماذا انقلب عليهم العسكر؟! فليكن شجاعاً وموضوعياً ليقول لأنها قادت البلاد إلى درك التسول وأنها كانت تعمل لمصالحها الذاتية وتنحدر إلى حضيض خلافات حزبية لا أول ولا آخر لها. أليست هذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها حتى وإن حاول إغفالها. إن ما حققته الحكومات العسكرية من تنمية في تاريخ السودان بدءً من الفريق عبود مروراً بالمشير نميري - على الرغم من بعض إخفاقاته – ما زالت الشواهد عليها قائمة تتحدث عن نفسها. إن مقولة أن ليس على العسكر أن يحكموا فهي كلمة حق يراد بها باطل وأول من يدرك ذلك هو عثمان ميرغني، أليس هؤلاء العسكر هم شريحة هامة من شرائح الشعب السوداني أم هم أجانب؟! أليسوا هم من أقسموا وأدوا اليمين على حماية الوطن وأهله وسيادته؟! فهل كنا ننتظر من عمر البشير أن يتحرك والقوات المسلحة قد أصابها الوطن في عهد ديمقراطية الطائفية وأن تنتظر جون قرنق ليصل لشندي ليشرب " الجبنة" مع الجعليات؟! فعمر البشير ليس ديوثاً يا أخي!! العجيب أن الكاتب ومن يعوم على عومه ؛ جميعهم على يقين بأن الحركة الشعبية خدعتهم بشعار السودان الجديد وكان هذا تكتيك معلوم ومفهوم وواضح للجمبع وتحديداً هم كانوا أول الموقنين بأن هذا مجرد تكتيك أما الهدف الاستراتيجي فهو الانفصال ومع ذلك يمارون ويخادعون أنفسهم كذباً، وأن كل همهم تحميل الإنقاذ مسئولية الانفصال وهذه كلمة حق يراد بها باطل وقد انكشفت اللعبة للعيان وأصبحت هذه ترهةٌ مفضوحة الغاية منها المكايدة والمزايدة وتصفية الحسابات. ولماذا لم تعمل الحركة الشعبية خاطر لكل النخب الحزبية التي هرولت لمؤتمر جوبا والتي أعلنت أنها اكتشفت فجأةً أن الحركة استغلتها أسوأ استغلال إذ كانت الحركة يومها كريمة كرم حاتم الطائي وأنفقت عليهم إنفاق من على يخشى الفقر وجاء أعقلهم الأستاذ محمد إبراهيم نقد حينما حاولت الحركة إعادة الكرة فقال : كفاية كده فقد جاملناهم بما فيه الكفاية لأنه أدرك كما يقال:(They were Taken for a ride)!!. عندما فقد عثمان ميرغني مقارعة الحجة بالحجة لجأ لاستعارة مصطلح"زنقة" لإضفاء نوع من الفكاهة على ما كتب من العقيد الليبي المخلوع وهو يعلم التعبير أصبح مستهلكاً وهذا يدل على أن عثمان ميرغني يعيش على ما تناقله المواقع الاسفيرية ولا يملك ملكة الإبداع الصحفية الاستقصائية وأن ما كتبه يقبل على عواهنه وعلاّته لأته و يعتقد أن بمقدوره أن يستخف بعقل القارئ والمطلع ورجل الشارع السوداني الذي دعوته الأحزاب للتظاهر والاعتصام في ذاك الميدان الشهير بالعاصمة وكان أبلغ الرد "؛ كانت أمانة الكلمة تقتضي منه أن يكتب عن هذه الجملة التي أصبحت مثار تندر بين شرائح شعب السودان!! هامش: نعم ايا عثمان ميرغني فإن لبشير ليس وحده الذي مجّد الربيع العربي فكل مستضعفٍ أيدها ومجدها ، وحقٌ على عليه أن يفعل لأن انتفاضة الشعوب كانت للإطاحة بأنظمة أتت بها ودعمتها وساندتها قوى التجبر والصلف الغربي الذي يتغنى وتتغنى معه أنت بديمقراطيتها والتي شاهدنا أنموذجها الرائع بعد غزوه العراق .. شاهدتاه في سجن أبو غريب حيث كان ذاك السجن أشبه بفندق (7) نجوم سوبر من فرط صيانة حقوق الإنسان فيه.. السودان لن يكون عراق آخر .. والبشير لن يكون جلبي آخر.. وخافوا الله في الوطن؛ فإن لم تستطع أن تقول حسنا فاكفنا - أثابك الله - شر سمومك وارتزق بغير ما يسيء لوطنك ؛ فهناك فرص أخرى أشرف وأنبل!! abubakr ibrahim [[email protected]]