منحت السلطات الأمنية (جائزة) ثمينة لرئيس ما يعرف بتحالف قوى الاجماع الوطني فاروق أبوعيسى الذي كان يعيش بياتا شتويا وكسادا سياسيا ولا تكاد تُحِسُّ منهُ شيئا أَو تَسمعُ لهُ رِكزاً.. ما الذي كان ينتظره أبوعيسى في ظل كساد بضاعته أكثر من أن تبثّ وكالة رويترز للأنباء خبرا يقول: (السودان يعتقل المعارض البارز فاروق أبوعيسى).. وعقب زوبعة اعتقال الرجل أو توقيفه لبضع سويعات يخرج ليقول ب(استخفاف) أنه كان في (ونسة) مع معتقليه؟!.. بل انتهز الفرصة الثمية بأن يعقد مؤتمرا صحفيا بمنزله بحي الرياض الراقي تداعت له وسائل الإعلام المحلية والدولية ليقول ما يشاء عن الوضع الاقتصادي وقال: (أن النظام يلهث ويلحس أحذية المجتمع الدولي)!!.. أبوعيسى أضاف أن: (حزب الأمة القومي يقوم بالصرف المالي على أنشطة المعارضة)!!.. علمنا أن حزب الأمة برئاسة الصادق المهدي يدعي الفقر والفاقة حتى بعد اعترافه باستلام مليارات الجنيهات من الحكومة؟!، فمن أين له الصرف على معارضة أبوعيسى الكسيحة؟.. نحن لا نشك يوما أن أبوعيسى أفعى تعانق السموم ولا نستغرب اتهامه بطلب دعم مالي من السفارة الهولندية في الخرطوم لتنظيم انشطة معارضة للاطاحة بالحكومة.. الرجل اعترف أنه يستقبل سفراء بمنزله ويخبرهم بما يفعله المؤتمر الوطني؟!.. ليخبرنا القانونيون هل هذا الفعل (التحدث للسفراء عن شأن وطني داخلي) يقع تحت طائلة القانون؟!.. قناعتي أنه على أقل تقدير فعل غير أخلاقي.. أبوعيسى أضاف أن (التعامل مع المجتمع الدولي ليس حكراً على الحكومة)؟!.. ليُفتح الباب إذن لكل من يريد أن يتعامل مع السفارات أو ما يسمى بالمجتمع الدولي ولتتفرج الدولة وليسود منطق الفوضى، ولا دولة ولا دستور ولا حتى أخلاق!!.. هذا ما يريده أبوعيسى ويحرض عليه نهارا جهارا.. بلغة (سوقية) قال أبوعيسى أنه: (حلف لأفراد الأمن بالطلاق بأنه يجهل موقع السفارة الهولندية)!!. فاروق أبوعيسى عدو الاستقرار وجه سهامه من قبل للقوات المسلحة وطالب بالتراجع عن ما أسماه (احتلال أبيي)!!.. أبوعيسى لم ير في الهمجية التترية والمغولية وأساليب الغاب والقرون الوسطى التي مارستها الحركة الشعبية في أبيي شيئا قبيحا.. لا يرى الرجل في العملية الانتحارية اليائسة التي قامت بها الحركة الشعبية في أبيي وأعتدت على القوات المسلحة بجانب قوة أخرى تابعة للأمم المتحدة، أمرا يستحق الرد والتحرك بل أنه يرى في العملية البطولية لأبنائنا في القوات المسلحة (احتلالا)؟!.. أبوعيسى ظل من خلال موقعة فى اتحاد المحامين العرب يكيل للسودان فى كل محفل دولى أو اقليمى تيسر له مخاطبته.. إبان محاولة اغتيال الرئيس المصرى السابق الفاشلة جمع مجموعة من المعارضين الذين تسكعوا حينا من الدهر فى القاهرة وقابل مبارك وقيل خاطبه بلهجة مصرية (مية المية القماعة دوول عملوها)؟!.. المضحك أن أبوعيسى (81 عاما) غضب جدا من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عندما صرح لصالح المفوضية القومية للانتخابات واصفاً إياه ب"الرئيس العجوز"، وكأنما هو شاب في مقتبل العمر لم تتلوث حياته السياسية بخسران مبين.. المعروف أن الرجل لم يدخل في حياته البرلمان أو أي مجلس تشريعى عبر انتخاب حر مباشر فهو عدو للانتخابات، وسبق أن صرح بأنه عازم على تنفيذ خطة تقوم على تعبئة الجماهير والخروج في مواكب سياسية لرفض الانتخابات الأخيرة؟!.. أبوعيسى وزير العدل في حكومة مايو الشيوعية، حاول التملّص أو التخفيف من علاقاته بالحزب الشيوعي عندما ذكر في حوار له مع قناة النيل الأزرق قائلا: "لا أذكر شخصاً بعينه جندي، لكنها مجموعة أحداث حشرتني حشراً لأكون في الحزب الشيوعي"!!.. رغم الانتماء الشيوعي نجد الرجل ارستقراطي حتى النخاع ويسكن حي الرياض؟!. Yasir Mahgoub [[email protected]]