يتدفق مداد يراعي اليوم بعد أن سئم البقاء حبيساً فكسر القيد فتساقطت الكلمات " "بلا انحناء"، على الصحافة إلكترونية " إلى أن تخرج "الجريدة" من أسر السلطات الأمنية ،أسر أصبح قاب قوسين أو أدني من الشهر، بسبب مصادرتها من قبل السلطات الأمنية، فهي "الجريدة" الحرة في أسرها وإن جاعت لن تأكل من ثديها ويحسبها الجاهل غنية من التعفف. "الجريدة" الطاهرة من النفاق الإعلامي، الجادة في طرحها، الصادقة مع نفسها والقراء، المناصحة لذاتها فلم تكابر حينما أدركت أنها تجاوزت خطاً أحمراً وضعته قوانيين القوات المسلحة التي نحترمها فبادرت بالاعتذار فكان أي الاعتذار للسلطة لغة جديدة ومبدأ سنته الجريدة في عالم الصحافة مع أن البعض اخطأ تفسيراته وحسبوه انكساراً مع أن" الجريدة" أثبتت دائماً أنها ضد الإنكسار. "الجريدة الشباب" هي أول صحيفة تخلق مبدأ الحوار والتواصل بين الأجيال فوضعت للشباب متكأً في صفحاتها لأنهم الحاضر والمستقبل فهم عرابي الإصلاح والتغيير فربيع الثورات العربي أثبت أن لا مجال لتجاوز الشباب ، فبدلاً من أن تكون "الجريدة" منبراً للتعاطى بين الأجيال، أراد البعض أن وئدها ، فكانت عرضة للهجوم من قبل البعض إلى درجة التشكيك في عذريتها المهنية وقذفها بالعمل لصالح المعارضة ( حسداً من عند أنفسهم) ، وأحد أبواق النظام وصف"الجريدة" صراحة بأنها منبراً للمعارضة السودانية بعد مصادرتها ليوغر صدر النظام ضدها كيما تبقى في الأسر طويلا، لأن عزة " الجريدة" وكبريائها تشعره بذل تسوله لأهل السلطان بالتمجيد والتغريد في سربه إلى درجة التطاول على قياداته ليثبت لبعضهم أنه معهم في الحق والباطل كيما يرتع في نعيم الشعب السوداني، وعليه نقول إن الحرب سجال والأيام دول،وفأما الزبد يذهب جفاء وأما ماينفع الناس يمكث في الأرض، حسدوها لأن صاحبها المهندس عوض محمد عوض لم يمد يده للسلطة متسولاً حقوق الصحفيين ،بيد أنه ملتزم بدفع رواتب جميع الصحافيين والكتاب العاملين بصحيفته في مطلع كل شهر ، حسدوه لأنه رجل غير قابل للانحناء لسياسة العصا والجزرة، نظيف من الملفات المتسخة ولم يتخذ طرقاً ملتوية للمطالبة بعودتها بل يسعى لذلك عبر القنوات الرسمية مجلس الصحافة والمطبوعات وإدارة الإعلام بجهاز الأمن الوطني، من حق الصحافة السودانية أن تفتخر برجل يده بيضاء من غير سوء ، بعض الحساد استكثروا عليه الالاحتفال الضخم الذي نظمه احتفالاً بعيد ميلادها الأول وبثه بقناة النيل الأزرق،و من عبث الأقدار أن يتزامن وقت بث الاحتفال بقناة النيل الأزرق مع وقت المصادرة في تلك الليلة . لا شك في أن قرار مصادرة "الجريدة" يعد عقاباً قاسياً أكبر من حجم الخطأ الذي أقرت به وأعتذرت عنه حينما أوردت خبراً عن القوات المسلحة مفاده "القوات المسلحة ترفض الخروج من أبيي" والخطأ يكمن في أن الخبر لم يكن منسوباً للناطق الرسمي للقوات المسلحة ولم تضاف فيه عبارة إلا بعد وصول القوات الأثيوبية، أي الخطأ لم يكن في المعلومة لأن المعلومات في اليوم التالي أصبحت خبراً تناقلته كافة وسائل الإعلام الداخلي والخارجي لا جديد فيه إلا أنه منسوب للصوارمي، ولكي تبقى الصورة أكثر وضوحاً هو أن خطأ "الجريدة" أن الناطق الرسمي للقوات المسلحة خالد الصوارمي لم يرد على هاتف المحررة "مها التلب" والخطأ أن "الجريدة" دون قصد تجاوزت توجيهاً يمنع إيراد أي خبر يتعلق بالقوات المسلحة إلا إذا كان منسوباً إلى الصوارمي، فإذا حكمنا الرأي العام فهل خطأ "الجريدة" يستحق مصادرتها أم هناك "شيئ من حتى"؟، وهل تستحق "الجريدة" بعد الاعتذار الرسمي أن تقع بين لافتتين" القضاء- والمصادرة" نعم القضاء هو مطلبنا ليحكم بيننا ويقتص للمجي عليه ويعاقب الجاني، وسبق وأن وقفت "الجريدة" أمام القضاء السوداني وسلمت بما قضى به ولم تشكك في نزاهته مادام يحكم وفقاً لقوانيين وضعت أمامه. بالرغم مما يدور من فوقنا ومن تحتنا لم يتسرب اليأس إلى نفوسنا "وكلنا أمل في تعود لنا الجريدة ويعود إلينا الأمل والعيد" وهو شعار الصحيفة في مؤتمرها الصحفي الأسبوع الماضي لإطلاع الرأي العام بما يجري بشأن "الجريدة" التي عشقتها الأقلية العظمى من القراء كما وصف المهندس عوض محمد عوض رئيس مجلس إدارتها قرائها"بالأقلية العظمى" التي وجدت فيها لما لم تجده في الأخريات، وجدت ما يغذي العقل والروح ويعكس معاناة المواطن، وجدت فيها ما ينادي بمعرفة الحقوق وإنتزاعها لأن الحقوق هي المدرسة التي انتطلقت منها سياستها التحريرية التي منحت كل فرد في المجتمع حقه في المعلومة والتواصل مع صاحبة الجلالة، فكانت صحيفة الشيوخ والشباب، وخلقت التواصل الصحفي مع الأطفال عبر الملف الأسبوعي" الصحفي الصغير" الذي غاب عن الأطفال بحبس الصحيفة، وترك لنا مهمة ايجاد ايجابة مليئة بالأمل للأطفال الذي أكثروا السؤال في كل جمعة عن مستقبل الصحيفة التي غرست فيهم محبة "السلطة" الرابعة".ونقول لأطفالنا وكل القراء فلتعود لنا الجريدة ويعود لنا الأمل والعيد. fatima gazali [[email protected]]