بمناسبة عيد الأضحى المبارك ،أعاده الله على الجميع باليمن والبركات، قامت إحدى الفضائيات بابتعاث مراسليها إلى مختلف العواصم العربية والاسلامية لمتابعة طقوس الأضحية وكيفية طهيها واستكشاف إلى أي مدى يتشارك النساء والرجال في مهمة تجهيز وليمة عيد الأضحى الشهية . أرسل المراسلون تقارير الاستطلاع المصور مصحوبة بتسجيلات وتعليقات طريفة من مختلف الدول العربية والاسلامية وقد تشابهت الصور والإفادات الواردة من افغانستان وباكستان واوزبكستان وإيران ولبنان ومصر وليبيا والمغرب والجزائر وتونس والسعودية وقطر والإمارات ، ففي كل هذه الدول ، يقوم الرجال غالباً بشراء الأضاحي سواء أكانت خرافاً أم أبقاراً أم جمالاً ويتم نحرها في المقاصب الآلية ثم يتم طهوها بواسطة طباخين في المنازل أو حتى في المطاعم والفنادق أو بمشاركة نسائية رجالية حسب ظروف الجيب! قال مراسل الفضائية إياها إن سلطنة عمان وحدها فازت بجائزة الرجل المثالي في عيد الأضحى حيث يتم إعداد ما يُعرف بالشواء العماني ، فرجال القرية يقومون بذبح الأضاحي وتتبيلها بالتبزيره (خلطة بهارات عمانية) ثم يتم لف اللحم في ورق الموز ويتم ربطه بحبل صغير من سعف النخل (يُسمى السرد) ثم يلف في شوال (يُسمى الجونيه) ثم يضع كل رجل علامة على اللحم الخاص بعائلته وقد تكون العلامة علبة ببسي فارغة أو حتى لوحة سيارة قديمة ثم يتم دفن اللحوم المغلفة والمعلمة في حفرة كبيرة يتم إشعال نارها وجمرها سلفاً (تُسمى التنور) وبعد ذلك تُسد فتحة الحفرة بغطاء محكم وتُغطى بطبقة من الطين ويتم فتحها بعد ثمانية عشرة ساعة لاستخراج اللحوم المشوية ومن ثم يتناول الجميع أشهي لحم أضحية في الدنيا، واستطرد المراسل قائلاً : الملاحظ هنا أن الرجل العماني يريح زوجته تماماً في عيد الأضحى فرجال القرية هم الذين يتولون أمر الذبح والطهي وليس على المرأة العمانية سوى الاستمتاع بالوجبة الشهية المترتبة على ذلك المجهود الرجالي الصرف! واختتم المراسل تقاريره بقوله: أما السودان فقد تفرد في الاتجاه المعاكس وفاز الرجل السوداني بجائزة الرجل الأناني ، حيث يقوم أغلب الرجال السودانيين باستئجار جزارين يقومون بنحر الأضحية وتقطيعها إلى قطع كبيرة أمام البيوت ثم يترك الرجال للنساء السودانيات أشق المهام المتمثلة في غسل الإمعاء والفشفاش (الرئة) وتقطيع اللحوم الكبيرة إلى قطع صغيرة ثم تتكبد النسوة مشقة إعداد المرارة النية التي يحبها معظم الرجال السودانيين ثم تقضي النسوة بقية اليوم في إعداد الكمونية والشية السودانية على جمر الكانون أو تحمير اللحم على الصاج وقد يتطرف بعض الرجال السودانيين فيطالبون نسائهم بإعداد الباسم (رأس الخروف) في العشاء إذا كانوا من أصحاب القعدات الليلية، وهكذا ثبت بما لا يدع مجالاً للشك "إنو مافي راجل بجنن مرتو يوم عيد الأضحى غير السوداني" ، وكل عام آنساتي وسادتي وأنتم بألف خير. فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر