بسم الله الرحمن الرحيم يعاب علي أغلب سياسي السودان، خاصة في زمننا الراهن، أنهم أبدا ما عرفوا أصول السياسة وما ولجوها من أبوابها الصحيحة، ويمكن، لأي أفاق مدع بل ولص وقاتل ومزور وكاذب ومنافق وعديم خبرة أن يلج عالم السياسة ويتبوأ أي مقعد في الحكم طالما أن سياسة حزبه تسمح بذلك. ويمكن بعدئذ لهذا السياسي الأفاق ألمدع أن يرتع في ضيعة حزبه( الذي هو الوطن سابقا) ويفعل بها ما يشاء، ليس لإراحة الناس وإسعادهم، كلا وألف كلا، فهم الهدف والبقرة الحلوب وإنما لنفسه وللمقربين ولحزبه. أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية؟. ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فهو إمعانا في بسط سطوته، يتبنى أقبح الألفاظ من قواميس البذاءة وقلة الحياء ويوزعها يمنة ويسري فقط ليدلل ويفصح عن البيئة التي جاء منها. أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية، أن يتبوأ مثل هؤلاء أرفع المناصب وٌينعم عليهم من كل الخيرات بعدما يفتح له الحزب " بين فخذي" الدولة المنهكة كي يمارس كل أنواع المحرمات؟!. من مميزات سياستنا والعاملين عليها أنهم لا يشترطون إعمال الفكر وقدحه ولا حاجة لهم بالحكمة والعقل الموزون والقول الراجح، بل المهم الشطح و " الخرمجة"، ولا يغرنك مصطلحات مثل " برامج أو برمجة" فهي تختلف كليا عن البرمجة التركيبية أو الهيكلية وليس لها أي علاقة بالمنطق العقلي ولا الرياضي. أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية؟. وبعد، هل تصدق، إذا طرحنا جانبا كل الشعارات التي يطلقها الحزب الحاكم في كل وقت، أنه لا يملك فكرا محددا وليس له أي رؤى أو أهداف يعتد بها سوي التشبث بالسلطة والثروة؟!. المسألة لا تحتاج إلي برهان أو دليل سوي ما تري وتسمع!!. أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية؟. هؤلاء لا يخشون الله وإنما يخشون الناس، فأقوالهم وأفعالهم مرصودة ومحسوبة والشهود علي الباطل كثر، لذلك تراهم أينما ذهبوا، لا يتحركون إلا والحرس من حولهم، يتلفتون يمنة ويسري، أن يصيبهم القدر من حيث لا يحتسبوا ومهما فعلوا، فإن الذي يفرون منهم ملاقيهم حتما، عاجلا أم آجلا ومن حيث لا يحتسبوا. أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية؟. يكفي أنهم قد أرسوا قواعد لعبة " العسكر" القديمة، لعبة يتفردون بها دون غيرهم وهي " اقلع... ثم أحكم". كما أنهم فتحوا أبواب السياسة لكل الأحزاب علي مصارعها ( لا أذكر كم حزب لدينا الآن ) كي تلعب فقط أمام مقام باب الحزب " العالي ". أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية؟. يعاب علي السياسة السودانية أنها ما اتفقت أبدا علي دستور دائم وإطار عام، يوصف الوطن جيدا ويضع الناس علي عتبة المواطنة والمساواة ويحيط كل ذلك بالحواجز والخطوط الحمراء، التي لا يجوز لأي أحمق تخطيها، لذلك، مع غياب كل هذه الأساسيات، فإننا نري جل ساستنا يلعبون في فراغ الدولة ويحلقون دائما خارج السرب وبدون قوانين. أليس هذا قمة الديموقراطية الحزبية؟. هذه أفضل بضاعة لدينا حتى الآن...أيها الحبيب وقد رٌدت إلينا وهي في أسوأ حالتها... زبد الزبد لنتاج التربية والثقافة الحالية والتي، حتى تكون الصورة واضحة، ليس لها أي علاقة بأصول التربية والثقافة لا الإسلامية ولا العربية ولا حتى الأفريقية وإذا كنت تبحث عن الوطن، الأرض، الناس، الحضارة، فابحث عن الجذور أولا وأعد التعرف عليها من جديد ولا تنسي أن لكل منا بصمة فيها، تحتاج إلي الاعتراف بها فقط ولا تنتظر رجالا أكفاء، مثل ترهاقا أو بعانخ أو حتى محمد أحمد المهدي، كي يبعثوا من جديد ويشرحوا لك، في دروس عصرية مفصلة، معني وحدة الأمة ولا تنسي أيضا وأنت تفعل ذلك وصايا لقمان الحكيم ولا رسالة نبيك الكريم، الذي أرسل رحمة للعالمين. ساعتها فقط ستعرف أين تقف وما يتوجب عليك فعله. متعكم الله كل أهلنا بالصحة والعافية وهدانا وإياكم إلي ما فيه صلاحنا وصلاح وطننا. الدمازين في:2011/11/12 محمد عبد المجيد أمين (عمر براق )