خبر طريف تناولته بعض وسائل الإعلام عن إبتكار إسم لثوب نسائي جديد غزا الأسواق هذه الأيام أطلق عليه إسم (بونية البرير) أو (لكمة البرير) وأسماء الثياب عندنا تعتمد علي المفارقات في الأحداث وهي تؤرخ أيضا لهذه الأحداث من منطلق أهميتها فقد في حقب تاريخية مختلفة أسماء لثياب نسائية سودانية منها أسماء ظهرت في الستينات مثل ثوب أبوكنار وثوب ابوكنار وثوب وبوليس النجدة الذي ظهر مع دخول عربات النجدة للسودان ليؤرخ الثوب لهذا النوع من العربات .. وفي السبعينات ظهر ثوب أطلق عليه إسم (توب الجيران) وله أيضا دلالة تاريخية وإن كان من المؤكد أن الإسم (توب الجيران) لايربطه بحدث له أهمية عربات النجدة مثلا مثله مثل ثياب ظهرت في الثمانينات مثل ثوب رسالة لندن وثوب السلك الدبلوماسي وهناك ثياب أخري تذهب في ذات الإتجاه مثل ثوب التكامل والمطافيء ووردة قطيفة وأحفظ مالك وأبو قجيجة .. و ظهرت ثياب إرتبطت بأشخاص ومهن مثل وردة سيدخليفة وعيون زروق (مبارك زروق وزير الخارجية في الحكومة الأولي بعد الإستقلال) وعودة نميري وضلوع الدكاترة وقائمة طويلة من الأسماء إرتبطت بالثوب .. ويعتبر ثوب (لكمة البرير) أحدث هذه الأسماء لتدخل (البونية) التاريخ بعد أن سجلت في سجلات الإتحاد الأفريقي (كسابقة) بإعتبارها الحالة الأولي في القارة السمراء التي يعتدي فيها رئيس نادي علي حكم مباراة في منافسة من تنظيم (الكاف) و ربما دخلته من أوسع الأبواب في حال تأكد أن الإتحاد الدولي (فيفا) لم يرد في سجلاته سابقة من هذا النوع .. ومن يدري فقد تجد(بونية البرير) صدي أكبر وتتنافس علي الفوز بها الشركات وقد يغزو الأسواق غدا لعبة للأطفال تحمل إسم (بونية البرير) وقد تظهر قريبا في الأسواق (تي شيرتات) تحمل الاسم والصورة .. خاصة وأن معلومات السوق تؤكد أن بداية الإسبوع الحالي ستشهد غزو لنوع من الأحذية الرياضية أطلق عليه إسم (هروب المريخ) وأن الشحنة قد بيعت بكاملها قبل وصولها من المصدر .. ليدخل حذاء(هروب المريخ) منافسة الإسم الأكثر إنتشارا مع (بونية البرير) وفي تعليق لأحد الخبثاء حول الصراع القادم بين الناديين الكبيرين الهلال والمريخ ذكر أن هناك إرتباط وثيق بين (البونية والهروب) لذلك لاداعي للبحث عن أيهما أكثر إنتشارا وشهرة من الآخر .. عموما نحن شعب يعشق الأسماء والألقاب والتشبيه ولدينا القدرة والخيال علي الإلتقاط السريع وتحويل إيماءة عادية من شخص إلي قصة محبوكة ومكتوبة السيناريو .. وفي عالم الكرة قد نكون من الدولة القليلة إن لم نكن الدولة الوحيدة التي إشتهر نجومها بالألقاب بالدرجة التي طغت معها علي أسماءهم الحقيقية ويندر أن نجد لاعب كرة في السودان بدون لقب بل إن بعضهم يلازمه اللقب منذ الصغر ويستمر معه حتي بعد أن أصبح نجما معروفا .. ومع ذلك يبقي ثوب (بونية البرير) وحذاء (هروب المريخ) من الأحداث الرياضية الهامة لأنها أولادخلت سجلات التاريخ وثانيا صارت جزء من ثقافة المجتمع اليومية بالدرجة التي إرتبطت معها بتفاصيل الحياة مثل اللبس سواء كان هذا اللبس في الجسد أو الرجل .. مع الوضع في الإعتبار إنهما (بونية البرير) و(هروب المريخ) كانتا خصما علي إرتبط بهما (البرير) و(المريخ) وهذا يعني من جانب آخر أن الشهرة في بعض الأحيان لاتعني الأفضيلة أو التميز وقد تكون شهرة سالبة . hassan faroog [[email protected]]