جاني أمس تلفون من قاريء كريم ، قبل مايبدأ الكلام، ضحك ضحكة طويلة ، وقال لي أقول ليك حاجة ماحاتصدقها ، أمبارح آمنت إنه السوداني ذكي ولماح ، الليلة (أمس) وأنا شاقي الحلة بالنهار ، لقيت واحد ببيع حلاوة قطن ومع الصفارة بقول ( قطن إستقالات ، حلاوة إستقالات) بطريقة مبالغة ، وقفتو وسالتو عرفنا حلاوة قطن ، إستقالات دي شنو؟ قال لي إنت وين؟ من أمبارح الدنيا مقلوبة في خمسة من مجلس نادي الهلال إستقالوا وطلعت إستقالاتهم (حلاوة قطن) ، كيف الكلام ده؟ ماهم أصلو لما إستقالوا كانوا قايلين مجلس ناس البرير بسقط ، لكن طلعت زي حلاوة قطن راحت زي الماكانت ، وبرضو ماخليتو سألته ، شكلك مبسوط، إنت مع ناس البرير ولا مع البرنس ولا مع المستقيلين ، قال بسرعة : أنا ماشغال بالموضوع كتير، هو نحن عندنا كورة؟ ، كورتنا في الجرايد ياأخونا ، لكن عجبتني القصة ، وبيني وبينك قلت أدخلها في الشغل ، ونجحت إنت عارف أنا من الصباح لغاية هسي بايع بي كم؟ خليها في سرك ، أها عايز إستقالات بي كم؟ قلت ليهو أديني حلاوة قطن بجنيه) إنتهي من زمان نحن بنحب نربط الأحداث ، باللبس والحلويات والاحذية ، ومرات كتيرة بنوثق لتاريخنا بطرق مختلفة ، وحتي في إختيار الأسماء للمواليد بتلقي في كتير من المرات عندها علاقة بزعيم سياسي مثلا إسم (عبود) تجد بعض من يحمل هذا الإسم من مواليد 1958 وكذلك (نميري) تجدهم من مواليد 1969 وقس علي ذلك ، وفي الثياب النسائية بنلقي حسب التسلسل التاريخي عندها اسماء مثل (الإستقلال) مرتبط بإستقلال السودان ، ويوجد أيضا (عيون زروق) إرتبط بالسياسي الإتحاد الشهير مبارك زروق ، ولم يتوقف إطلاق أسماء الثياب النسائية السودانية علي الزعماء السودانيين ، بل كانت للأحداث الافريقية حضور قوي ، في تلك الفترة وفترات أخري بدأت بتوب (لوممبا) القائد الكنغولي العظيم بعد إغتياله ووصلت (لزنقة القذافي) . وما أظن في سوداني ماعنده لقب، وفي كتيرين أسماءهم ضاعت مع الألقاب ، عشان كده لما تلقي بائع بسيط قادر يربط حدث (للنسيان) زي الإستقالات (المطبوخة) ببضاعته ، ويختار الإسم الصاح في البضاعة الصاح ، لاتجد ماتقوله سوي هذا هو الشعب السوداني ، يؤكد كل يوم أن وعيه ، تجاوز بمراحل حالة الإنحطاط والتفاهات المفروضة علينا ، والتي يقتات من موائدها الهتيفة والأرزقية وماسحي الجوخ وأصحاب التقاطعات الحقيرة والأجندة الرخيصة، الذين يتمرغون يوميا في في وحل أوساخهم ، يلهثون بغباء المصلحة ، نحو فتات مايقذف به إليهم أسيادهم . وسط هذه السيناريوهات التي تسعي للتخريب والتدمير ، يريدون إقناعنا انهم يحملون الهم العام ، هل يعلمون معني الكلمة؟ أم أن الببغاء يردد مالايفهم ؟ ، هل يفهمون؟ نعم يفهمون؟ ولكنهم يتاجرون ببضاعة بائرة مكانها الوحيد (مكب النفايات) . hassan faroog [[email protected]]