يبدو أن إجتماعات مجلس إدارة الإتحاد العام لكرة القدم السوداني فيها من المفارقات والطرائف ماتجعلنا نطالب بفتح فصول لمحو الامية الإدارية فقد طالعت خبرا بإحدي الصحف الصادرة أمس يعكس جانبا من كواليس الإجتماع الذي يفترض أن يكون محددا بأجندة معروفة خاصة بالجمعية العمومية المقرر إنعقادها اليوم ... ذكر الخبر أن هناك بعض أعضاء مجلس الإدارة قادوا إتجاها داخل الإجتماع مطالبين بمضاعفة العقوبة التي قررها الإتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) علي البرير ... والمضحك في الخبر أن هناك الإجتماع إنقسم إلي قسمين قسم يؤيد مضاعفة العقوبة وقسم يري أن هذا الأمر ليس من إختصاص الإتحاد السوداني لكرة القدم وأكد الخبر أن الرأي الأول هو الذي إنتصر ومع ذلك تم إرجاء إتخاذ القرار إنتظار إعتماد العقوبة من (الفيفا) والإلتزام بتنفيذها بنسبة 100% .. ولاأدري إن كان السادة المطالبين بمضاعفة العقوبة علي البرير قد إستمعوا لرأي سكرتير الإتحاد العام والناطق الرسمي بإسمه في إحدي حلقات عالم الرياضة التلفزيوني عندما قال علي الملأ أن إتحاده لايملك سلطة المحاسبة في هذه القضية وهذه حقيقة أتفق معه فيها بالكامل لأن البطولة كما يعلم الجميع عدا هذه المجموعة من أعضاء مجلس الإدارة تنظمها جهة معروفة هي الإتحاد الافريقي ولاعلاقة للإتحاد العام بها سوي تنفيذ قرار الكاف في حال (ضع تحت كلمة في حال مليون خط) طلب منه ذلك ويكفي لتأكيد هذه الحقيقة اللبس الذي حدث في تفسير القرار هل الإيقاف عن منافسات الاتحاد الافريقي أم المنافسات المحلية أيضا ؟ ويكفي لتأكيد ذلك تعرض الاتحاد العام لعقوبة في ذات القضية بالغرامة 10ألف دولار لعجزه عن توفير الحماية الأمنية للمدرب وهذا يقودنا لسؤال آخر للمجموعة التي تحتاج بالفعل لمحو أميتها الإدارية إذا كان من حق الإتحاد العام مضاعفة عقوبة (الكاف) أليس عليه في المقابل تحديد عقوبة أكبر علي الاتحاد العام نفسه؟ (يعني يعاقبو روحهم) والذي نال حظه أيضا من عقوبة (الكاف) .. هذا الخبر المضحك والذي يؤكد أن الجهل الإداري يعشش داخل إتحاد الكرة أعطاني شعور بأن إجتماعات مجلس الإدارة تعقد في (قندهار أمدرمان) وأن الموضوعات تناقش بالمزاج بدون أجندة خاصة بالإجتماع وهي مأساة إدارية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني أن يهدر وقت إجتماع مخصص للجمعية العمومية في تفاهات ومحاولات بائسة لتصفية الحسابات وإغتيال الشخصية لنتأكد مع مطلع كل صباح أن التركيبة التي تدير الإتحاد حاليا يجب أن تغادر اليوم قبل الغد .. ويجب أن تعمل كل قوي الرياضة الحريصة علي الحفاظ علي مكتسبات الكرة السودانية علي لملمة أطرافها والإستعداد للإطاحة بهذا الإتحاد خاصة وأن جمعيته العمومية منعقدة اليوم للقضاء علي الكرة السودانية وتشييعها إلي مثواها الأخير بالتعديلات المتوقع إجازتها .. لنعود من جديد إلي المربع الأول ونعيش إعادة سيناريو أكثر الفترات ظلاما في تاريخ الكرة السودانية بتكديس اللاعبين في ناديين (الهلال والمريخ) وقتل المنافسة مع الأندية والتي ظهرت نتائجها في السنوات الأخيرة ليعرف الدوري الممتاز تنافسا حقيقيا بين الفرق بالدرجة التي لم يعد معه ناديا القمة يضمنا نتائج مبارياتهما بما فيها التي تجري علي الأرض ووسط الجمهور .. كما عرفت المنافسة بفضل القوانين واللوائح التي تحرم فوضي الإنتقالات وقتل المواهب علي دكة البدلاء ووضعهم خارج قائمة المشاركة في المباريات إلتفاف أبناء المدن والولايات حول فرقها وخلق نوعية من الجماهير ولاءها لنادي المدينة (أمل عطبرة) وليس لأندية القمة كما كان يحدث سابقا .. والكثير الكثير من الإيجابيات التي تأكدت من خلال المواسم الأخير .. ولن ننتظر بكل تأكيد أن يكون للجمعية العمومية موقف تجاه هذه التعديلات المدمرة ليبقي الأمل في التغيير .. وفي الإطاحة بهذا الإتحاد. hassan faroog [[email protected]]