الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    محسن سيد: اعدادنا يسير بصورة جيدة للقاء انتر نواكشوط    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس أوباما والرئيس البشير وبينهما الوزير مكيافيلي ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 03 - 06 - 2009


[email protected]
مكيافيلي وكيسنجر
على الطاولة الملاصقة لسرير نوم أوباما تجد كتابين ، يقرأ في واحد منهما كل ليلة قبل أن ينوم ، أو قبل أن يقوم بواجبه نحو ميشيل المحننة المدلكة المكبرتة.
الكتاب الأول " الأمير" بقلم مكيافيلي . الكتاب الثاني " الدبلوماسية" بقلم كيسنجر.
أنت تعرف ، يا رعاك الله ، المدرسة المكيافيلية التي تدعو لفصل السياسة عن الاخلاق , والتي تقول بان الغاية تبرر الوسيلة , حسب نظرية مؤسسها الوزير الايطالي مكيافيلي ( 1564- 1642 ) , والذي يخالف ارسطو وافلاطون . ولكن دعني اشرح لك شيئاً عن مبدأ كيسنجر في السياسة , الذي يسير على هديه أوباما.
كيسنجر معجب بمترنيش وبسمارك وستالين .
هل تذكر سؤال ستالين " كم فرقة عسكرية يقود البابا؟ ".
كيسنجر هو رسول البراجماتية والواقعية في ادارة السياسة الخارجية لأمريكا . هل تذكر نكسون ومصالحته للصين , تحقيقأ للمصلحة الامريكية ؟ كان كيسنجر مهندس تلك المصالحة وعرابها ! كيسنجر عدو لدود ( لحكاية ) نشر الحرية و الديمقراطية والمثل والقيم العليا الأمريكية , التي كان ولا يزال يدعو لها كارتر . هل سمعت رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز , الذي يعد ويرسم السياسة الخارجية الامريكية , يفاخر , نعم يفاخر , بأنه يسأل ويتلقى النصيحة من كيسنجر في كل صغيرة وكبيرة ؟ هل رأيت اوباما يتكبكب في الترحيب بشيخه كيسنجر في البيت الابيض , بمجرد مغادرة ناتانباهو له , ويودعه حتي باب سيارته , في ريدة تفوق ريدة الحمام لوليدها ؟
الغاية
الغاية النهائية او الجائزة الكبري في نظر اوباما هي اعادة انتخابه رئيسأ في نوفمبر عام 2012 . وقد بدأ اوباما حملته الانتخابية في 21 يناير 2009 يوم تسلمه السلطة من ايادي بوش . وفي سبيل ان يفوز اوباما بالجائزة الكبري , فقد وضع خطة طريق كيسنجرية مكيافلية تبقيه في دست الرئاسة بعد العام 2012 . وفي سبيل الوصول الي هذه الغاية , فكل الوسائل مبررة حسب مبدأ مكيافيلي . وعليه يجب أزاحة الاخلاق عن طريق خطة الطريق , وسفلتتها بالمصالح وفرشها بالمنافع المشتركة .
ثم هل سمعت أوباما يدعو للتغيير ؟ وهل عرفت ماذا يقصد بالتغيير ؟ التغيير عنده يدابر سياسة بوش الأبن التي كانت ( تدعو ) لنشر الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان والشفافية . التغيير في نظر اوباما هو انتهاج سياسة كيسنجرية مكيافلية براجماتية واقعية جديدة مبنية على اشاعة الاستقرار واستتباب الامن والسلم . لا يريد اوباما ان يعطي دروس عصر للدول في الحرية والديمقراطية . بل يبني سياسته الجديدة حصرياً على المصالح والمنافع المشتركة . اوباما واقعي يركز حصريأ علي النتائج والخواتيم وعلي افعال الدول ونشاطات حركات المقاومة . وهو ليس بالمثالي الذي يهنم بدغدغة مشاعر الجماهير في العالم بالشعارات والمثاليات .
مسطرة أوباما
اوباما على مبدأ كيسنجر الذي يسعى لتأمين المصالح القومية للبقرة المقدسة ( اسرائيل ) ولأمريكا في ظل نظام دولي متوازن ولكن بقيادة امريكا.... الأولى بين قوى متساوية ومتصالحة . وليست قوى متدابرة ومتنافرة . بالنسبة للبراجماتيين والواقعيين مثل أوباما وكيسنجر، تلك السياسة سوف تقود حتماً الى فترات طويلة من السلم والاستقرار وتبعد المشاحنات والحروب .
ينفي أوباما عن نفسه أنه من الصليبيين او الأفانجليين او الايدلوجيين , ولا يدعي ان الله سبحانه وتعالى يتكلم اليه كما كان يهذي بذلك الرئيس السابق بوش . نشر الحرية والديمقراطية والقيم والمبادئ الامريكية حول العالم لا تمثل بالنسبة لاوباما أي اولوية . المسطرة الوحيدة التي يقيس عليها أقواله وأفعاله هي مسطرة المصالح المشتركة . المكيافلية والكسنجرية , وشيلني وأشيلك ، وحك لي ضهري ، احك ليك ضهرك , وفصل تام للاخلاق عن السياسة .... هذه هي سياسة أوباما الجديدة . والتغيير الذي يتكلم عنه اثناء حملته الانتخابية وبعد تسلمه السلطة ، تغيير من الايدلوجية الى البراجماتية . لن يتورع اوباما من بيع حبوبته الكينية في سبيل تحقيق مصالحه او مايراه في مصلحة امريكا ومصلحة اسرائيل . خصوصأ وقد بدأ من الان حملته الانتخابية لاعادة انتخابه في عام 2012.
هل سمعت يا رعاك الله، خطبة أوباما أمام الاوربيين في براغ في مطلع ابريل ؟ وبعدها للعالم الاسلامي من انقرة ؟ ما هي الكلمة المفاتحية التي كررها عشرات المرات لكل من القى السمع وهو شهيد ؟ كانت هذه الكلمة هي : المصالح . نعم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة . وبعد ذلك بمراحل ذكر، وعلى استحياء ، المثل والقيم المشتركة . ولكن المصالح أولاً وثانياً وعاشراً.
الخمج
هل سألت نفسك لماذا اختار أوباما القاهرة لكي يلقي خطبته للعالم الاسلامي والعربي ؟ ولماذا قرر البدأ بالسعودية قبل حضوره للقاهرة ؟
اراد اوباما ان يوضح للعالم الاسلامي والعالم العربي انه يدعم النظام في السعودية وكذلك النظام المصري , وانه قد دفن مبدأ بوش الذي كان يدعو للفوضى الخلاقة , ولنشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي , وتحويل دوله الى ديمقراطيات حرة . ديمقراطية وستمنستر "ما فينا" في الدول العربية . نعم للاستقرار ، نعم للحكومات العربية الموالية لامريكا ، نعم للحكومات العربية التي تسمع الكلام . نعم للأنظمة العربية "القوية" التي لا تسمح ب الخمج . ومرحباً مرحباً بالاستقرار . أما الحرية والديمقراطية فيوم القيامة العصر .
الرئيس البشير
طبعاً اعلاه موسيقى موازرتية في اذان الرئيس البشير ، الذي بدأ يعرض أمام المرآة ... " اوباما اخوي... اوباما ياهوي... اوباما سيروه..." .
وفرح الرئيس البشير . وينبغي له ذلك . رغم ان الله لا يحب القوم الفريحين .
سياسة اوباما في السودان هي الابقاء على الرئيس البشير حاكماً حتى انفصال جنوب السودان عن شماله في أو قبل العام 2011 . وبعدها نشوف؟ نقطة علي السطر . وقضي الامر الذي كنتم فيه تستسفيان . ورفعت الاقلام وجفت الصحف .
وعليه فسوف يعمل اوباما على فوز الرئيس البشير في انتخابات 2010 الرئاسية . ويقنع الخال سلفاكير بعدم الترشح والانتظار لكذا شهر , وبعدها يصير رئيس جمهورية السودان الجديد, من نيمولي الي الجبلين , ومن كادوقلي الي الكرمك .
وطبعاً أمر القبض سوف يظل مرفوعاً كقميص عثمان . ولكن سوف يسمح اوباما للرئيس البشير بالسفر خارج السودان , حتى لنيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر القادم . لن يسمح اوباما بقرصنة طائرة الرئيس البشير . بالنسبة لأوباما، الرئيس البشير صمام أمان للاستقرار في السودان , وبالاخص في دارفور والجنوب . وسوف يعمل اوباما , بمساعدة شقيقه الرئيس البشير , على وقف اطلاق النار في دارفور واستتباب الاستقرار في دارفور الكبرى .
اللعبة اسمها : الرئيس البشير وفوق رأسه امر القبض .
واذا حاول الرئيس البشير ان يلعب بديله , ولم يسمع الكلام ، فسوف يرفع اوباما قميص عثمان "امر القبض" . وقد اعذر من انذر وعلى نفسها جنت براقش .
اذاً يمكنك ، يا رعاك الله ، ان تهنئ الشعب السوداني من الان بانتخاب الرئيس البشير رئيساً للجمهورية في انتخابات عام 2010 .
سمانتا باورز
الدكتورة سمانتا باورز، المستشارة في مجلس الامن القومي الامريكي، تعمل على وضع اللمسات الاخيرة لسياسة ادارة اوباما في السودان للسنوات الاربع , وربما الثمانية القادمة. والمرجعية الحصرية لهذه السياسة هي مصلحة امريكا ومصلحة اسرائيل والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة . وترجمة ذلك على أرض الواقع تعني الابقاء على الرئيس البشير رئيساً للجمهورية لكي يضمن الاستقرار، مع اخفاء أمر القبض وراء الظهر ، ورفعه عند اللزوم . وداعاً للفوضى الخلاقة ، وداعاً للقوة الخشنة والتدخل العسكري ، وداعا لحظر الطيران فوق دارفور، وداعاً لمقاطعة نظام الخرطوم ، وداعاً لتعطيل شبكة المحمول وداعاً لمنع تصدير البترول السوداني . ومرحباً مرحباً بنظام الانقاذ "القوي" وبالبشير رئيساً له , حتى يبعد شبح الاسلاميين ويضمن الاستقرار في دارفور ، ويضمن انفصال الجنوب عن الشمال في سلاسة وهدوء . هذا هو المبتدأ والخبر للسياسة الأمريكية التي تعمل الدكتورة باورز على بلورتها .
وانت معها في مكتبها تلاحظ انها تلعب في اياديها بأربعة عساكر مطاطية كقطع الشطرنج . ومكتوب على العسكري الأول حرف A وعلى العسكري الثاني الحرفN وعلى العسكري الثالث حرف Z وعلى العسكري الرابع الحرف M . وتسألها في بلاهة عن كنه هذه العساكر المطاطية . فتقول لك أنهم نتاج اللعبة الكومبيوترية التي تلعبها عن نظام الانقاذ ومآلاته. وتؤكد باورز ان ادارة اوباما على قلب رجل واحد خلف الرئيس البشير وفوق رأسه امر القبض . ولن يسمحوا، تحت اي مسوغ، بازاحته او القبض عليه . انه رجلهم في الخرطوم ، على الأقل حتى العام 2011.
ولكن لعبتها الكومبيوترية تقترح البدائل لخلافة الرئيس البشير، اذا لم يسمع الكلام او اذا حدث له اي مكروه ، لا قدر الله . والأعمار بيد الله ، واعقلها وتوكل , علي الطريقة الامريكانية .
اما العسكري A فهو سماحة الشيخ علي عثمان محمد طه . ولكن التقارير تقول انه مريض ، رغم انه مقنطر في لستة اوكامبو مما يحسب في ميزان حسناته ، حسب مصطلح المصالح الامريكي . وتعطيه باورز احتمالية 50% ليخلف البشير ، اذا دعى الداعى .
اما العسكري N فهو الدكتور نافع على نافع . ومما يحسب له انه مقنطر ايضاً في لستة اوكامبو , ويحسب له ايضاً انه رجل عنيف مصدام سوف يبسط سيطرته ويكون دكتاتورا نافعاً للمصالح الامريكية في السودان , فيعم الاستقرار في البلاد , وتعود منازل الاشباح للظهور من جديد لأعداء نظام الخرطوم وأعداء إدارة اوباما واسرائيل . ولكن مما يحسب عليه وضده ان الرئيس مبارك يشوف العمى ولا يشوف العسكري N في السلطة . فلذلك , ولاهمية مبارك في المنطفة , فان لعبة الكومبيوتر تعطيه 45% فقط .
اما العسكري Z فهو البروف الزبير بشير . ومما يحسب في ميزان نقاطه الموجبة ان اياديه وارجله وكل عضو في جسده من قمة رأسه الى اخمص قدميه يقطر بدم الجنوبيين . هو معطون في دم الجنوبيين . وذلك سوف يسهل السيطرة عليه اذا خلف الرئيس البشير على السلطة . ومما يؤسف له انه لا يوجد على لائحة اوكامبو . وتقول التقارير انه مقبول من ذئاب الانقاذ واسماكه القرشية . ويعطيه الكمبيوتر احتمالية 4% ليكون خليفة للرئيس البشير.
اما العسكري M فهو الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. ويقول الكمبيوتر ان العسكري M مرشح وفاقي، سوف يتفق عليه الجميع في حالة لم يصلوا الى اتفاق بخصوص الثلاثة عساكر اعلاه. كما ان اعدائه ليسوا في شراسة اعداء الثلاثة عساكر اعلاه. ورغم ذلك لم تستطع لعبة باورز ان تعطيه اكثر من احتمالية 1% ليخلف الرئيس البشير.
وتستمر الدكتورة باورز في اللعب بالعساكر الاربعة في اياديها وهي تنظر الي شاشة الكمبيوتر في مكتبها الانيق في البيت الابيض.
دارفور
سياسة اوباما الجديدة في دارفور مؤسسة علي قاعدة بناء ائتلاف اقليمي واسع يمتد من تشاد إلي اريتريا إلي يوغندة والصومال , لإزالة بؤر الاحتقان بدلا من صب الزيت على النار , وبمرجعية الحوار على أساس المصالح المتبادلة . بدلا من مرجعية المواجهة والقوة الخشنة .
سؤال أخير؟ هل يمتلك اوباما الاستعداد والرغبة والارادة وبالاخص المقدرة لاحداث نقلة نوعية في العلاقة الامريكية- السودانية رغم انف وضد رغبات اللوبيات الدارفورية في واشنطون ؟
هنالك البعض ممن يشكون في ذلك ؟
وهنالك ممن يعتقدون ان اوباما سوف ينتهج سياسة ميكافيلي- كيسنجر المبنية على المصالح المتبادلة والحوار الهادئ , وبعيدأ عن المثاليات .
وهنالك طرف ثالث يؤمن بأن اوباما سوف تكون له سياسته الخاصة التي سوف تعلنها الدكتورة سماناتا باوزر في الصبح .
موعدنا الصبح . أليس الصبح بقريب ؟.....
الفيل وضله
زار السودان في اواخر شهر مايو الماضي السيناتور اساكسون والسيناتور كوركر من لجنة العلاقات الحارجية في مجلس الشيوخ الامريكي . وكانت الزيارة بهدف التعرف على مشكلة دارفور على الأرض , وزيارة معسكرات اللاجئين , ومناقشة الوضع مع المختصين. وقد اولم الجنرال صلاح قوش للزائرين الكريمين ونحر لهم الذبائح ليلة الاثنين الموافق 25 مايو "ثورة مايو" في الهواء الطلق , وعلى نغمات الموسيقى والرقصات السودانية . ورغم ذلك فقد اشتكى السيناتور اساكسون بان السودان بلد جاف " بدون خمر" وامتلأت كروشهم بالعصائر والكولات والقهوة والشاي , وغابت البيرة الساقطة , ولم يظهر النبيذ المعتق , ولا وجود للاسكوتش ويسكي .
ولكن بيت القصيد تجده في المقالة التي كتبها السيناتور اساكسون في جريدة الدستور في اتلانتا "عاصمة ولاية جورجيا وبلدة الرئيس كارتر" بعد رجوعه من الخرطوم . فقد ذكر السيناتور بان الطريق المؤدي من الخرطوم الى واشنطون لتحسين العلاقة بين البلدين به علامات مضيئة على نظام الخرطوم الاهتداء بها للوصول سالماً الى واشنطون. فما هذه العلامات المضيئة في نظر السيناتور؟
سوف تستغرب عندما تعرف أنها كلها , الا واحدة , تخص جنوب السودان , وليس دارفور. ذكر السيناتور من هذه العلامات الاتي:
أولاً: الاستمرار في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.
ثانياً: اجازة التشريعات الخاصة بحرية الصحافة " يقصد الصحف الموالية للحركة الشعبية".
ثالثاً: التراضي مع حكومة جنوب السودان.
رابعاً: اجازة اتفاقيات ثنائية بين الشمال والجنوب لتوزيع عائدات البترول ..... " لاحظ لم يذكر توزيع السلطة".
وأخيراً وآخراً تعاون نظام الخرطوم مع المنظمات الطوعية العاملة في دارفور.
ولا كلمة عن المشكلة "دارفور" التي زار بخصوصها السودان. ترك السيناتور الفيل وطفق يطعن في ضله "الجنوب" , وكأنه يدعو لأن يحل القوم مشكلة الجنوب أولاً. وعندما ينفصل الجنوب عن الشمال في هدوء وسلام قبل أو في عام 2011، يلتفت القوم لمشكلة دارفور وعلاجها.
سؤال ؟
كون الاتحاد الافريقي لجنة عليا " لجنة امبيكي " لتقديم مقترحات لحل مشكلة دارفور . ويترأس اللجنة الرئيس السايق لجنوب افريقيا وتضم في عضويتها رئيس جمهورية نيجيريا السابق ورئيس جمهورية بورندي السابق ووزير خارجية مصري سابق وقاضية مرموقة من زامبيا .. وتعاون اللجنة مجموعة من خبراء القانون الدولي المرموقين ..
الخال سلفاكير بوصفه النائب الاول لرئيس الجمهورية هو رئيس اللجنة القومية بخصوص التعامل مع المحكمة الجنائيه الخاصة بدارفور ؛ والخال سلفاكير له مكتب في الخرطوم بصفته النائب الاول ومكتب في جوبا بحكمه رئيس حكومة الجنوب ..
تساءل الاستاذ احمد ماهر وزير خارجية مصر السابق وعضو اللجنة : لماذا اصر الخال سلفاكيرعلي مقابلة اللجنة في جوبا مقره كرئيس لحكومة الجنوب ، وليس في الخرطوم مقره كنائب اول لرئيس الجمهورية ؟
سؤال ؟ وتتبعه اسئلة اخري لماذا يصر الخال سلفاكير علي مقابلة كل الزوار من خارج السودان , والذين يصلون الخرطوم بخصوص مشكلة دارفور , في مكتبه في جوبا وليس في مكتبه في الخرطوم ؟
ياتري ماهي الاشارات التي يريد ان يرسلها الخال سلفاكير للمجتمع الدولي ..؟؟
بريطانيا
لا اعرف لماذا لم يضرب نظام الانقاذ الطبل لكلمة وزير الخارجية البريطاني المستر ديفيد ميلباند التي القاها يوم 21 مايو في اكسفورد بعنوان : مستقبلنا المشترك في بناء التحالفات وكسب التأئيد .. اكد الوزير في كلمته تركيز حكومته علي خيار القوة الناعمة والدبلوماسية بدلا من القوة الخشنة والتدخل العسكري في معالجة الصراعات ، خصوصا في المناطق التي تكون فيها المصالح الانسانية عرضة للخطر . وضرب مثلا بدارفور وجنوب السودان . اكد الوزير الحاجة لبذل جهود مشتركة بين الغرب والعالم الاسلامي لمعالجة المظالم سواء ان كانت اجتماعية او سياسية او ثقافية , والتي تدفع المحبطين للعنف والارهاب . ولكنه للاسف لم يشر الي اسرائيل عند ذكره لهذه المظالم , بل اشار الي اطلال وقلاع الصليبيين المدمرة في الوطن العربي , والتي تقف شاهدا علي العنف الديني الذي كان سائدا في العصور الوسطى . كما اشار الي تجربة العراق وقواتها التي تركت احساس بالرفض والمرارة وعدم الثقة .. ونسي او تناسي الوزير ان مشكلة فلسطين كانت السبب الحصري لغزو العراق ولتفجيرات سبتمبر !! وتفجيرات انفاق لندن مدريد . واكد الوزير رغبة حكومته في اصلاح الماضي وبناء المستقبل علي اساس جديد من المصالح المشتركة ، ويشمل ذلك التوجه نظام الانقاذ الاسلامي في السودان ..
راجع مبدأ اوباما المذكور اعلاه !
هل تستغرب بعد ذلك من شكوي اوكامبو لطوب الارض بان حكومة صاحبة الجلالة لا تعطي اي اولوية لتفعيل امر قبض الرئيس البشير ؟ وغدأ سوف يشكو اوكامبو لنجوم السما بان ادارة اوباما متواطية مع الرئيس البشيير . سوف يجد اوكامبو نفسه اباطه والنجم . ماذا تسمي هذه اللعبة يا هذا ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.