المغنية القديمة قالت (اللبن المعلق في المشلعيب/ شئ رايب وشئ وحليب/ ود ابن ادم بالضريب/ قطاع النصيب) اما المغنية الكردفانية فقد غنت قائلة (امي قالت لي دققي وختى / وقلت ليها لا , لا لامابرجى / نادوا لي الفقرا/ واحلبوا لي البقرة/ ولو في قعر شجرة / ياللبن اوبوا لي بيه) وفي كلا الحالتين المقصود باللبن هو المحبوب مما يدل على مكانة اللبن في حياة الناس فقد انتقل من المعدة لي القلب ولكن للاسف الشديد في زماننا هذا اصبح اللبن احدى المهددات الاقتصادية لارتفاع سعره ولان بلادنا تستورد منه كميات مهولة بدولارات كثيرة كان الاولى ان تتجه الي مورد اقتصادي اخر لان اماكنية انتاجه متوفرة بكثرة في السودان لقد جاء في الاخبار ان بلادنا تستورد ماقيمته 15 مليون دولار شهريا على حسب افادة غرفة الالبان فهذا يعني اننا نستورد لبنا بمائة وثمانين مليون دولارسنويا و(الحكاية ماشة في زيادة) ليس هذا فحسب بل ان متوسط مايستهلكه المواطن السوداني 80 لترا سنويا بينما منظمة الصحة العالمية توصي بان يكون معدل استهلاك الفرد 250 لتر سنويا فهذا يعني اننا دون المعدل لدرجة الانيمياء فاذا استهلك المواطن ما توصي به منظمة الصحة العالمية فاننا سوف نستورد البان بالمليارات فالمشكلة ان بلادنا تملك 150 مليون راس من الحيوانات المنتجة للالبان وان ما تنتجه بلادنا من الالبان يمكن ان يكفي كل افريقيا ولكن للاسف هذا المنتج لايصل الي الاسواق لان تربية الحيوان عندنا تربية تقليدية ليس في جدواها بيع اللبن ففي كثير من بقاع السودان التقليدية يشرب الناس اللبن (شئ رايب وشئ حليب) ويترك الباقي للعجول وصغار الانعام لنترك القطاع التقليدي جانبا ففي القطاع الحديث حيث يشتري الناس اللبن المستورد طازج ومجفف هناك امكانيات كبيرة لانتاج مايكفي البلاد ويفيض ومن ولاية الخرطوم فقط فهي اكبر من مساحة وهولندا وبها ثلاثة من اعذب انهار الدنيا (لكن قل ياصاح متى تفيق من المخططات السكنية ) اما على المدى القصير فيمكن ان تتدخل الدولة تدخلا ايجابيا في الموضوع وتشجع انتاج اللبن فمشكلة منتجي الالبان اليوم هي ارتفاع اسعار الاعلاف وهذةا يرجع جزئيا للضرائب والاتاوات التي تفرضها الدولة على الامباز والردة (بفتح الراء) والعلف المركز والمولاص ثم مطاردة المحليات لاصحاب الابقار في ضواحي العاصمة التمويل الاصغر الذي ازعجتنا به الدولة لماذا لايذهب لاغنام السعانين والابقار المهجنة بدلا من الامجادات والركشات والطبالي والذي منه كليات البيطرة ومراكز الابحاث البيطرية يمكنها ان تغير نوعية القطيع في اقل من اربعة سنوات ليصبح متوسط ما تحلبه ستين رطلا في اليوم (صباحا ومساء) وقد رايت بام عينى هذا النوع من الابقار وفي الجريف بالخرطوم ولكن استيراده وتعميمه يحتاج الي راسمال يمكن توفيره من احتفالات الحكومة ومواكبها السياسية او يتخفيض بسيط في مخصصات الدستوريين (المافي داعي ليهم اصلا ) . ياجماعة الخير لو دفعت الدولة قيمة استيراد الالبان لشهر واحد لمشروع انتاج البان في الجزيرة سوف توفر مبلغ العام كله ولو دفعت قيمة استهلاك عام لكل منتجي الالبان في السودان فسوف يصبح السودان هولندا افريقيا في انتاج الالبان والاجبان والاسمان والزبدة والزبادي وحاجات تانية ما حامياني ولكن ... افتكر مافي داعي لوجع القلب ولتبكي يابلدي الحبيب فما اكثر ما ينقصك غير الحليب abdalltef albony [[email protected]]