تعهدت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم بالتعاون مع غرفة الالبان في اتحاد غرف الزراعة والانتاج الحيواني ,تعهدوا بتوفير الالبان وتلبية حاجة الاستهلاك المحلي, وتمزيق فاتورة استيراد كميات مقدرة من الخارج لسد الفجوة التي بلغت في العام 2007 اكثر من 100 مليون دولارا امريكيا. وكلنا يعلم أهمية الالبان وضرورتها في النظام الغذائي للفرد ونشير هنا جدراسة اعدها الخبير الرياضي حسن المصري اوضح فيها التأثير السلبي للنظام الغذائي منذ الطفولة على مجارات اللاعبين في كرة القدم للعبة منذ دقائقها الاولى ونظمت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم بالتعاون مع غرفة الالبان باتحاد غرف الزراعة والانتاج الحيواني ندوة نوعية امس الاول عن اثر تقانات الايواء والحلب الالي والتبريد في تطوير انتاج وحصاد الالبان بولاية الخرطوم, والتي اوصت بمعالجة بنية ايواء الابقار بهدف تحسين بيئة وتجهيزات المزارع ليتوفر بذلك الاساس البنيوي لترقية الانتاج وتحسين اقتصادياته, اذ ان تحسين بيئة الايواء سوف يكون له تاثير مباشر بتوفير الظروف الملائمة لتربية ابقار تتميز بمعدلات ادرار عالية, اضافة الي تاثيرات غير مباشرة تشمل تحسين مستوي التغذية والرعاية وادارة القطيع , المحصلة النهائية لكل ذلك تتمثل في رفع معدلات الانتاج بقدر يؤدي الي تحسين كبير في افتصاديات الانتاج وتحسن اقتصاديات الانتاج يمثل الحافز المباشر للمنتجين علي التطوير والتوسع في الانتاج , كما انه يعزز ثقة مؤسسات التمويل ويحفزها علي توفير القروض اللازمة للمنتجين ويشجع الشركات المتخصصة علي توفير تجهيزات وخدمات الانتاج. وكل ذلك في نهاية الامر يصب في اتجاه تطوير صناعة انتاج الحليب ومشتقاته تحقيقا للوفرة ودعما للاقتصاد القومي قطيع الابقار بولاية الخرطوم يقول د. ابوهريرة حسن احمد في ورقته امام الندوة عن الوضع الراهن لتربية ابقار الحليب, ان العدد الكلي لقطيع الولاية يبلغ 003/240 رأسا وعدد الاناث 296/196بقرة, والبلدية منها 273/48 والهجين 268/147 رأسا والاجنبية فقط 755رأسا, والحلاب منها 018/98رأسا والجاف 692/46رأسا والنامية 589/51رأسا,وان الصالحة للتربية والقادرة علي انتاجية ممتازة لاتتجاوز 40% و30% وسط والمتبقي 30% متدنية اذ ان نسبة عالية من الابقار مصابة بالبرورسيلا. الايواء (الحظائر) ان الحظائر التي تاوي هذه الابقار في الغالب الاعم انشئت من مواد غير ملائمة, من مخلفات مواد البناء والحديد والجوالات والحصير وهي بذلك تشكل بيئة غير صالحة لتربية الحيوان كما ان معظم اماكن التربية لاتهتم بوجود ظل كافي وان الحظائر وان وجدت تكون مكتظة باكثر من العدد المناسب , وان ارضية الحظائر كثيرا ما تكون مبللة وموصلة ,اما لتدفق مياه او لتراكم مياه الامطار لانها في الاصل منخفضة عما حولها مما يشكل خطرا لالتهابات الاظلاف والتهابات الضرع والرحم. الانتاجية: انتاجية الابقار تزيد في الشتاء وتتدني في الصيف ولكنها تتراوح بين 15-29 رطلا في المتوسط, ويعزي تدني الانتاجية في الصيف للاجهاد الحراري, اذ ان معدل الادرار اليومي ينخفض بنسبة 30% في فصل الصيف الحار بمعدل الادرار خلال فصل الشتاء معتدل الاجراء نسبيا, ويرجع السبب في ذلك الي تداعيات الاجهاد الحراري الذي تتعرض له الابقار خلال فصل الصيف الذي يمتد في شهر مارس وحتي نوفمبر (حوالي 240 يوما) وتسود فيه درجة حرارة قصوي تتارجح حوالي 45 درجة مئوية, كما ان هذه الظروف البيئية الحارة ظلت تعوق جهود تحسين المقومات الوراثية للابقار بالتهجين بسلالة الفريزيان وتفرض حصر نسبة الهجين في حدود لا تزيد عن 50%-60% لتفادي قابلية ازدياد حدة مشاكل الاجهاد الحراري لدي الابقار المهجنة قوق ذلك الحد وامكانية تعرض حياتها للحظر. الحلب الحلب يدوي في 99% من المزارع والحلاب او الحلابين تعوزهم ابسط قواعد النظافة خاصة نظافة الايدي والضرع قبل الحلب, كما ان الاواني المستخدمة تبقي مفتوحة ليتساقط عليها الذباب وغبار الحظيرة حتي وان تمت ازالة الاوساخ فيما بعد, كما ان نسبة الابقار التي تصلح للحلب الالي تصل الي 80% (ضروعها منتظمة الحجم والطول والتناسق) والبقية تتطلب استخدام فحول عرفت بقدرتها علي تحسين شكل الضرع. التسويق يعتمد علي اسلوب تقليدي لم يتغير حيث ينقل اللبن قبل تبريده بالدواب والعربات الي الاحياء ليباع خاما وربما تضاف له بعض الاضافات الضارة لضمان حفظه دون تغيير, وما بين المنتج والمستهلك هناك عدة وسطاء اذ يمر التسويق الداخلي للالبان في الولاية بعدة قنوات ابتداءا من منتج السلع مرورا بعدة وسطاء منهم تاجر الجملة, تاجر القطاعي او التجزئة حتي تصل الي المستهلك, حيث ان حوالي 70% من الالبان يتم تسويقها عبر الوسطاء, تجار الجملة وتجار التجزئة الي المستهلكين في الاحياء, كما ان نصيب الوسطاء في اسعار المستهلك يمثل حوالي 67% مما يعكس ضعف كفاءت نظام التسويق السائد في الولاية, كذلك نجد ان حوالي 97% من الالبان المنتجة تستهلك كألبان خام وحوالي 3% البان مصنعة. استهلاك المواطن من الالبان يمتلك السودان ثروة حيوانية فخمة يفوق تعدادها 130 مليون رأسا من الابقار والاغنام والماعز والجمال متصدرا بذلك العالمين العربي والافريقي ويحتل المرتبة السادسة عالميا ولكن رغما عن ذلك فان انتاج الالبان في السودان يعجز عن تلبية حاجتة واستهلاكه لهذا الغذاء الهام. ويقول د. صلاح محمد العوض استاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الخرطوم في ورقته حول اقتصادية تحديث قطاع الالبان في ولاية الخرطوم والتي قدمها في الندوة, ان هنالك فجوة دائمة بين الطلب والعرض المحلي, اذ بلغ الانتاج الكلي للالبان 7253000 طن في العام 2006,هذا الانتاج المتدني من الالبان الطازجة انعكس سلبا علي رصيد البلاد من العملات الحرة نتيجة لاستيراد الالبان الطازجة والمجففة لتغطية العجز في الاستهلاك الداخلي وتشير التقديرات الي ان متوسط استهلاك الفرد للالبان في السودان يبلغ حوالي 93,5كجم في العام وهذا المعدل يقل كثيرا عن استهلاك الفرد في الدول الصناعية حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد في الولاياتالمتحدة 254كجم/العام و275 كجم في المملكة المتحدة و825كجم في هولندا. وتعتبر ولاية الخرطوم والتي يبلغ عدد سكانها حسب التعداد السكاني الاخير حوالي 5,5 مليون نسمة اكبر سوق لاستهلاك الالبان ومنتجاتها الا ان معظم انتاج الولاية ياتي من مزارع لازالت تعمل باساليب انتاج تقليدية. مجمعات الالبان ومراكز التجميع المبردة واقترحت أن يتم تجميع الالبان من مختلف انواع المزارع من المناطق المحيطة بمركز التجميع (سعة 4000لتر) حيث يتم فحص الالبان للتاكد من سلامتها وجودتها ودرجة الميكروبات حيث يتم وزن الكمية ووضعها في خزان ويتم التبريد الي اربعة درجات مئوية ويتم نقل اللبن الي مراكز توزيع بالاحياء (30) لتر او المصانع بواسطة عربة نقل مزودة بخزان به عازل للحرارة. واوصت الندوة بتحسين بنيات حظائر ايواء الابقار وتحسين تجهيزات تعليف وسقاية الابقار وترقية اساليب رعاية الابقار وادارة القطيع,الي جانب ترقية طريقة الحلب ومناولة الحليب تصبح اكثر استجابة للشروط الصحية باستخدام الحلب الالي وتبريد الحليب قبل تسويقة, الي جانب استجلاب ابقار مهجنة يتم اختيارها بعناية من مصادر محلية بحيث لا يقل معدل ادرار الواحدة منها عن 40 لاطلا كمتوسط ليتوفر بذلك مقوم اساسي لاقتصاديات الانتاج. -------------------- سونا