بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس توطئة: § علم السودان ورئيس السودان وشعار السودان والنشيد الوطني للسودان مقدسات وخطوط حمراء ومسلمات لا يمكن لأحدٍ أو لدولة كانت و كانت عظمتها أن تمس قدسيتها ، وكانت كينيا دولة حدودية وجارة وقد انتفى هذا البعد الجغرافي وأصبح بعداً إنمائيا للقارة ؛ وبانفصال الجنوب أصبحت هي الدولة الجارة الأكثر قرباً للدولة الوليدة وأصبحت تفصل بيننا وبينها دولة أخرى؛ أمَاَ لو كانت هناك مصالح اقتصادية تبادلية تنتظرها كينيا فتبيع من أجلها الصلات التاريخية مع السودان فهذا شأنها؛ وأما إن كانت هناك بعض الدوائر في المعارضة الكينية لا تريد استدامة العلاقات الطيبة فالسودان لن يكون أحرص منها ولكن بين الأحزاب السياسية الكينية والشريكة الرئيسية في الحكم بقيادة الرئيس موي كيباكي تحتفظ بعلاقات أكثر من ممتازة مع السودان ؛ أما المعارضة الكينية إن أرادت أن تكون مخلب قط فهذا شأنها ولكن عليها عدم الخروج عن الإلتزام المؤسسي السياسي للإتحاد الأفريقي وقراراته ؛ فإن كان بمقدور المعارضة الكينية أن تصطاد في الماء العكر مستغلةً الخلافات مع دولة جنوب السودان وتوهمها بأنها ستكون منفذ للدولة المغلقة الوليدة على ميناء مومباسا ؛ فالسودان يرحب بذلك مع علمنا التام بمدى العملاتية وإمكانية تحقيق ذلك من استحالته ؛ وعليها أن تتيقن إن رهانها كان هذا رهانها فهو خاسرٌ لا محالة !!. الحاشية: § على المعارضة الكينية أن تتيقن بأن القرار الذي سُحب على محكمتها ورفع الدعوى من قبل منظمات حقوقية فهذا أمرٌ لا ينطلي علينا لذلك تبرأت الحكومة الكينية لأنها تعلم مسبقاً موقف الإتحاد الإفريقي والجامعة العربية من هذه المحكمة ؛ وأن الحكومة الكينية أدركت أن هذه مكايدة من المعارضة ضدها ؛ لأنها عندما فشلت داخلياً لم تجد من بد من تعكير صفو العلاقات الكينية مع دول الجوار. § وأن المعارضة الكينية والمشاركة في الحكم أرادات أن تكايد الرئيس كيباكي ولأنها تعلم أن مثل هذا القرار يعتبر إهانةً مباشرة الشعب السوداني فهي تريد أن تحرج الرئيس كيباكي الذي إستقبل الرئيس البشير عدة مرات ضارباً الحائط ب أوكامبو لأنه وهو السياسي المخضرم يدرك تماماً أنه قرار جائر ومسيس ، بل شعر الرجل بمدى الإهانة التي لحقت بالشعب السوداني ورمز سيادته لذا فقد حاول تطويق الأزمة حينما قرر السودان سحب سفيره وطرد السفير الكيني . § كينيا والسودان عضوان مؤسسان لإتحاد الأفريقي ؛ ومنظمة الإيقاد والكوميسا أيضاً ؛ وهي أكثر الحكومات إدراكاً بأن قرار توقيف الرئيس هو قرار سياسي بحت لا صلة للعدالة به ؛ وطالما أن المعارضة الكينية تدرك تماماً أبعاد هذا الاستهداف وتتغاضى رغم أنه يشتم رائحة أوكامبو الكريهة ؛ هذا الدنيء الذي صمت الحملان على المجازر الصهيونية في غزة والعراق ولُطم على خديه من قبل الشعب الليبي الثائر حينما أعتقد أن نجمه الآفل ربما يسطع إذا ما نجح في جر سيف الإسلام إلى محكمته المشبوهة فكان قرار الثوار بأن القضاء الليبيي أولى وكفيل بهذه المحاكمة فما كان منه إلا أن جرجر ذيول خيبته وغادر طرابلس الغرب . § . كان حريٌ بالمعارضة الكينية أن ترتقي من خطاب المزايدة والترفع من أن تكون مخلب قط من قبل التعيس المرتزق أوكامبو؛ وإن ما قيل أن منتظمات مجتمع مدني حقوقي هي من رفع الدعوى فلا أظن أن مثل هذه التبريرات تنطلي على مراقب عاقل ؛ فهل أن خطوات التقاضي بدأت وانتهت بين ليلة وضحاها ؛ وهل فوجئت الحكومة الكينية بالقرار وأنها لم تكن تعلم بما تحيكه المعارضة وكان عليها أن تستبق القرار وتشرح الأمر لحكومة الخرطوم . وهل سفارتنا هناك أيضاً فوجئت بقرار المحكمة أم كانت هناك إجراءات وكان ما بين إجراءات التقاضي وقرار المحكمة فسحة من الزمن كان يجب يفترض على الخارجية السودانية إجراء اتصالاتها لمعرفة حقيقة الأمر حتى لا تصل الأمور لما آلت إليه. § قيل أن الحكومة الكينية ستستأنف الحكم فهذه خطوة جيدة ولكنها ربما جاءت بعد أن كان رد السودان حازماً وحاسماً بسحب سفيرنا وطرد السفير الكيني برغم أن اعتقادي أننا تعاملنا بردود الأفعال أكثر من الأفعال لأن من مصلحة السودان أن يحافظ على علاقاته مع شخصية عاقلة ومتعقلة مثل الرئيس كيباكي . وفي ذات الوقت فإن السودان وشعبه لا يُهانان وأن شعبه لا يُساوم ببرمز سيادته وعزته المتمثلة في شخص الأخ الرئيس البشير. § السودان دولة عريقة استقلت قبل كينيا بل كان من الدول الرائدة في مساندة حرب " الما ماو" التي قادها الثائر التاريخي جومو كينياتا لتحريرها من ربقة الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدر الشعب الكيني وعلى صدور 85% من الدول الأفريقية . ومهما تعاقب الزمن فنحن شعوب ربما تغفر ولكنها لا تنسى للمستعمر الأبيض إنه الذي أذلّ شعوبنا واستبعدها ونهب ثرواتها ؛ ولكن يبدو أن المعارضة في كينيا قد غفرت ونسيت جرائمه هناك. الحاشية: § هل قرار أوكامبو إصدار مذكرة توقيف لوزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين جاء متزامناً مع هذا الحدث كان من قبيل الصدفة؟!الجواب لا أظن ؛ لأن هناك سؤال محير لم أجد له إجابة ، لماذا فقط الآن فما ورد في مذكرة التوقيف أن الفريق أول عبد الرحيم أرتكب جرائم حرب عام 2003 ونحن الآن على مشارف عام 2011 فهل يستحق اأمر ستغرق جمع أدلة الاتهام ضده ثمانية سنوات؟!! § تعودنا حينما نسمع أي إجراءات ( صهيوأورأمريكية) ضد السودان أو ضد رموز نشتم رائحة أوكامبو فيها والحلف الكريه من ورائه ؛ فقرار المحكمة الكينية المقدم من ما أطلق عليها منظمات كينية حكومية فإنما هي جماعة من نخب المعارضة مدفوعة من قبل الحزب المعارض والحزب المعارض مدفوع من أوكامبو ، عادةً أوكامبو لا ينبح إلا إذا ما طلب منه سيده ذلك ، لذا فمن وجهة نظري المتواضعة أن كل ما أعلنته الإدارة الأمريكية مؤخراً من مواقف تبدو إيجابية ، ربما تكون من قبل التمويه تمهيداً لعمل عدائي ضد السودان ، فهكذا علمتنا تجاربنا مع أمريكا من خلال الممارسة الفعلية . من يدلني التزام واحد فقط وعدت به أمريكا وأوفت به مع السودان؟!! § المعارضة السودانية يجب أن ترتقي بخطابها وأفعالها عند الملمات التي تعتبر قواسم وطنية مشتركة لا تقبل المزايدات والمكايدات والنظرة الحزبية الضيقة ، فحينما تكون هناك مهددات تنتقص من كرامة وعزة الوطن وسلامته وكرامته وسيادته أو رمز سيادته فيجب أن نلتف حول بعضنا البعض - حتى إن كان فيما بيننا ما صنع الحداد- عندئذٍ يجب أن نتناسى لخلافاتنا. فبعض مواقف الأحزاب كانت ضبابية وتظهر الشماتة وهكذا تصرف أبعد ما يكون عن التقاليد والأخلاق السودانية الرفيعة ؛ أما وإن جنح البعض لغيرها فما عسانا أن نردد غير المثل القائل : كل ماعون بما فيه ينضح!!. الهامش: § وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا أراهم إلى نصري بطاءً وإن هم دعوني إلى نصر أتيتهم شدا إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم قدحت لهم في كل مكرمة زندا فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا Abubakr Ibrahim [[email protected]]