من اتي لينقذ اصبح هو الاخر يحتاج الى منقذ! ما قامت به الانقاذ هو العجز نفسه لا اكثر! ما الذي يدفع بسلطة حكمت لاكثر من 22 عاما وكفرت بالطائفية وارباب الطائفية ان تسعى كل هذا السعي لاشراك الاخيرة في الحكم؟ هل اصبح الامر مملا الى هذا الحد؟ ام سقط البرنامج الذي اعلنوه عند استيلائهم على الحكم؟ اشراك الطائفية في الحكم هو هزيمة اكثر من كونه انتصارا لسلطة الانقاذ. السلطة تعيش اضعف لحظاتها ولا تستطيع الاستمرار امام تنامي المد الجماهيري بغير التحالف مع الطائفية. لقد استدار الزمن دورته كاملة وهاهي السلطة تستعين بمن حاربتهم لاكثر من 22 عاما. تأريخيا، كانت قيادة الحزبين الكبيرين في يد زعامات علمانية ليس لها توجهات دينية ولكن رويدا رويدا بدأ زعيمى الطائفتين العمل بصورة مباشرة في السياسة حتى اصبحا الرئيسين المباشرين للحزبين. ما الذي كسبته البلاد من هذين الحزبين؟ علة العلل تكمن في الباس السياسة ثوب الدين. لقد ظل الحزبين الكبيرين عبئا ثقيلا على البلاد سواء كانا في الحكم او في المعارضة. مواقف هذين الحزبين مرتبكة وغير واضحة وتنقصها الجسارة ولا توجد برامج واضحة يعملان من خلالها لاجل حل قضايا البلاد. انه اليمين الديني الطائفي الذي لا يملك رؤية شاملة وقدرة وارادة على مواجهة القضايا والاسئلة الصعبة. مشاركة الحزب الاتحادي الديموقراطي وتحالفه مع السلطة كذلك مشاركة حزب الامة عن طريق العميد/ عبد الرحمن غير مستغربة. التحالف الذي تقوده قوى المعارضة في الوقت الحالي ليس تحالفا استراتيجيا ولكنه يهدف الى اسقاط النظام الحالي. الاتحادي الديموقراطي اقرب الى التكوين الجبهوي منه الى الحزب بعمله التنظيمي وتقاليده الموروثة وهذا يعني غياب المؤسسية بمعناها الصحيح ولكن من المستفيد من حالة اللاحزب هذه؟ زعيم الحزب وراعيه والبطانة الملتفة حوله هم المستفيد الاول. هذا الوضع يتيح السيطرة على ملايين الاتباع والمريدين ومن يعتبرون انفسهم اعضاء وفي نفس الوقت يعفي زعيم الحزب وحاشيته من المسائلة والحساب ولو في اضيق حيز ممكن. على قوى اليسار والقوى الديموقراطية والوطنية وضع برنامج استراتيجي يتجهون من خلاله الى الوصول الى السلطة والنظر الى التجربة التركية وغيرها من التجارب نظرة ايجابية. ربما كانت اول الاهداف تنحية البيتين الكبيرين نهائيا من الخارطة السياسية بالنفي او خلافه من الحلول. هذا الوضع سيمهد لاحقا الى انتفاء القداسة عن السياسة ويتيح بروز قيادات وطنية حقيقية تعمل لاجل قضايا البلاد لا لاجل ترضية السيدين والبطانة التابعة. لقد انتهى برنامج اليمين في اقصى حالاته تطرفا نهاية مزرية اوصلت البلاد الى ما هي عليه الان.