كان من السهولة على قيادة الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل الدفع باتجاه عدم المشاركة او الشراكة مع المؤتمر الوطنى فى حكومة واحدة استنادا على الجو السائد وسط جماهير الحزب بصفة خاصة والشعب السودانى بصفة عامة والذى دفعت به الضائقة المعيشية فى المقام الاول الى اللا مبالاة بحكومة المؤتمر الوطنى بل وكراهيتها ممثلة فى رموزها المترفين ..وكذبها الدائم وخداعها له ولم تعد اله اعلامها الهائلة تنجح فى كسب اى تعاطف اوتاييد لها ولو مؤقت لها ... ولكن لما كانت المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار ...تقدمت قيادة الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل لانقاذ هذا الوطن و الذى عاث فيه المؤتمر الوطنى فسادا غير مسبوق كالثور فى مستودع الخزف .... قطع اوصاله بانفصال الجنوب وواشعل الفتن ونيران المعارك المسلحة بين ابناءه شرقا وغربا جنوبا وشمالا واصبحت الحرب الاهلية قاب قوسين او ادنى وامتلات العاصمة والاقاليم بالاسلحة المخباة والمكدسة ...ونشطت الحركات المسلحة فى الاعداد لمواجهات قادمة اينما كان مسرحها واى من كان ضحاياها .. وتزايد الاحتقان السياسى والعسكرى وانعدم الافق السياسى للحلول ..وسط هذا الجو الملبد بالعواصف والزوابع تقدم الحزب الاتحادى لرفع الضرر وجبر الكسور ... وازالة الاحتقان ولا نلوم من قالو هنا انه انتحار سياسى فانهم لا يعرفون اولا مقدرات قيادة حزبنا والتى اتت باتفاقية السلام وسط العواصف والرصاص .. وحتى ماينعمون به الان من قدر كبير من حريات لم يكن الا نتاجا لقيادتنا لمعارضة باسلة راشدة مع الحزاب والفصلئل الاخرى اتت بهذا القدر والذى ينعم به الجميع .... ولا يعرفون ثانيا مقدرات جماهيره والتى رفعت علم الاستقلال وقدمت الانفس والدماء والشهداء و الغالى والنفيس من اجله ( فالحارة ملعبنا وميسنا ) افبعد كل هذا ننظر اليه وهو يتشظى ويحترق ..كلا لن يكون ذلك مادامت الدماء تنبض فى العروق حتى ولو كان الطريق الى انقاذ الوطن يمر عبر الشراكة مع المؤتمر الوطنى المتسبب فى كل هذه المهددات والاخطار التى تحدق بالوطن انها شراكة الشجعان وانه لقرار شجاع لحزب شجاع يقوده زعيم شجاع ... اهمية الاتفاق المكتوب..... كما ذكر الاخوان فى هيئة القيادة فان الاتفاق بالشراكة فى الحكومة مع المؤتمر الوطنى سيكون مكتوبا وموقعا عليه من قيادات الحزبين وعليه نرى ان ينشر هذا الاتفاق على الملا وفى جميع وسائل الاعلام لكى يعرف الشعب السودانى قاطبة ان الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل تقدم للمشاركة وفقا للثوابت الوطنية المذكورة فى الاتفاق ..بكافة تفاصيله بما فيها الصلاحيات وعدد وزرائه ومواقعهم . وبرنامجه الزمنى ...... حتى لا يكون هنالك مجالا لافراغ الشراكة من مضمونها وثوابتها الوطنية .. وحتى يكون الشعب السودانى شاهدا وضامنا .. الشراكة فى الوسائل الاعلامية .. مما لاشك فيه ان حزب المؤتمر الوطنى يعيش ويحيا ويتنفس عن طريق الاعلام ... وعن طريق الاعلام يستطيع ان يهمش او يقلل من اى فرص لنجاح المشاركة ..لذلك لابد من الاتفاق الملزم على الحصة فى التغطية الاعلامية حتى لا يتم عمدا اهمال نشاطات مساعد الرئيس والمستشار والوزراء الاتحاديين ... وحتى لايتم بتر وتشويه ومنتجة.. صور..نشاطهم وجهودهم ... رفع الضائقة المعيشية .... فى اول خطاب لمولانا السيد محمد عثمان الميرغنى بعد عودته للسودان وفى تابين الراحل المقيم السيد احمد الميرغنى تحدث مولانا عن معاناة الشعب السودانى من ارتفاع الاسعار والضائقة المعيشية وتعالت اصوات شباب الاتحادى الديمقراطى عن الشعب ...جعان يا عثمان.... الشعب جعان يا عثمان ... وسط حضور رموز الحكومة وقال مولانا انه سيسعى من اجل رفع المعاناة عن كاهل الشعب السودانى وعن درء المخاطر عن السودان وتوالت اشارات مولانا فى الدفع بهذا الاتجاه وما قرار مشاركة الحزب فى الحكومة الاتتويجا لصدق التوجه فى رفع المعاناة ولاشك فى انه سيتم وضع برنامج مرحلى مخصص وخطط اسعافية عاجلة من ذوى الخبرة والكفاءة ومن ثم اختيار العناصر الصلبة الخبيرة المخلصة المتجردة لتنفيذ هذا الملف سيكون عنوانا لنجاحه ووصوله الى غاياتاه المرتجاة ..... فزاعة المشاركة بين االلؤم واللوم فى جميع الصحف السيارة ومواقع الانترنت والمنتديات السودانية شن الكثير من الناس هجوما كاسحا على الحزب الاتحادى الاديمقراطى الاصل وهم ينطلقون فى ذلك من مواقع اللوم وواللؤم وذلك منذ بداية مفاوضات الحزب الشاملة مع حزب المؤتمر الوطنى واستخدموا فى ذلك كل الاساليب الممكنة والغير ممكنة ....... ولاصحاب اللوم نقول انتظرو وستروا ما يسركم ...فنحن لسنا غافلين عن ما يحاك ويدبر لنا ..ومصلحة الوطن هى الغاية والهدف وستثب لكم الايام ذلك .... اما لاصحاب اللؤم فنقول لهم لستم اوصياء علينا فنحن حزب عريق له ثوابته وبصماته الخالدة على جدار تاريخ السودان... قلنا سابقا نحن اهل الطريق الثالث وهو رؤية خالصة للحزب الذى يقود ولايقاد... طريق اخترناه عن قناعة وخبرة وارث سياسى ضارب فى القدم ان راينا ان نشارك فلن يجدى نعيقكم وان راينا خلاف ذلك فالقرار لنا فارفعو ايديكم واقلامكم عنا .. واساليبكم مردودة عليكم وكل اناء بما فيه ينضح .فهمنا الوطن والوطن والوطن وان لم يحفظو العهد فالخيار موجود ...... كما ذكر مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى زعيم الحزب فى لقاءه الاخير مع جريدة الشرق الاوسط . وقال مولانا ( سنكون قادرين تماما مع التعامل مع كل موقف بما فيه الانسحاب من الحكومة فى حالة عدم الالتزام بالبرنامج المتفق عليه ) اذن لن نكون لقمة سائغة فى فم الحكومة وسيكون لكل مقام مقال ..واعتقد هنا ان عدم مصداقية المؤتمر الوطنى فى التعامل مع شراكة الحزب الاتحادى الديمقراطية سيكون بمثابة التعرى من ورقة التوت الاخيرة التى تغطى مصداقية الحزب الحاكم .. والخيار لهم بالمناسبة وللتوضيح فاننى شخصيا كنت من اشد انصار عدم المشاركة لما نعرفه عن المؤتمر الوطنى من عدم اخلاص النوايا الا لمصالحه و اجندته السرية فقط ...وان كانت معرفتنا بهم لاتعدو ان تكون قطرة فى محيط معرفة مولانا بهم ... ولكن على الصعيد الدينى فاننى مع شيخى قلبا وقالبا شارك اوعارك ولو خاض بنا البحر فنحن رهن الاشارة وله السمع والطاعة المطلقة فنحن على العهد والبيعة .. وسياسيا ايضا نحن معه وهويحمل هم الوطن وشعبه اينما سار واينما حل ..تحمل فى سبيل ذلك ما تنؤ الجبال بحماه فلله درك يابوهاشم ويا ذى الدول وسياسيا ايضا نحن مع اخوتنا فى الهيئة القيادية طالما ارتضت اغلبيتهم وبطريقة ديمقراطية ان مصلحة الوطن والحزب فى المشاركة فاننى اقف مع اخوتى المشاركين قلبا وقالبا ويدى معهم من اجل الوطن والحزب......وادعو هنا كل الاخوة والاشقاء وخصوصا الرافضون المشاركة مع المؤتمر الوطنى والذين اتفهم و احترم رايهم ادعوهم الى اعمال الحكمة ووالمحافظة على وحدة وتماسك الحزب ..وعدم الالتفات الى الذين يحاولون الصيد فى المياه العكرة ...