أجمل تعليق أعجبني عن اشجار النخيل أنها تنشأ وتنمو في ارض مالحة لكنها تنتج احلى الثمار فهل أشبه " وهيبة هدايت حسن نجيب " بهذا التشبيه كرمز للتواصل الاجتماعي باعتبار أمنا النخلة شجرة فيها كل مقومات الحياة أم أشبهها بأشجار البردي تلك النبتة دائمة الخضرة والتي تمتد جذورها لتسع امتار او يزيد وبازهارها الخيمية الشكل وذات احراش تشبه قرص الشمس عرفها قدماء المصريين بالورق الملكي وسجلوا عليها كتاباتهم لتبقى ضمن الارث الثقافي الانساني أم اطلق عليها بنت دوحة الخير .. عرفتها منذ عشرين عاما او يزيد بحيويتها ونشاطها وابتسامتها التي تظلل كامل وجهها المستدير وقامتها المديدة ولسأنها الذي يحكي باكثر من خمس لغات وبخبراتها التراكمية التي اكتسبتها في حضن مؤسسات الاممالمتحدة وهي ابنة للسلك الدبلوماسي مصرية المنبت سودانية الاصل عالمية الهوى وبالامس وخلال إحتفاء اقامته بعد رحلة التشافي وجرعات الكيمائي ورجوع وحيدتها دكتورة مي خريجة جامعة هارفرد الامريكية العريقة في علم مقارنة الاديان.. من رحلة الحج لبيت الله الحرام اثبتت وهيبة انها أم الجميع . في حفل انيق بفندق الشعلة باسباير المدينة الرياضية بالدوحة اكثر من 120 امراة ومن خمسين جنسية كن تحت ظلال تلك الشجرة التي تدفق رطبا قدمت " وهيبة " للحاضرات درسا واقعيا لكيف يكون صراع المرض والتعايش معه وكيفية بذر بذور الامل .. ان الانسان بارادته وعزيمته القوية يمكنه ان يتجاوز مراحل الالم ليطل من نافذة الامل بل يمكنه ان يمنح الاخرين جرعات من التفاؤل والابتسامة . ذلك الجمع النسائي من اركان المعمورة كان ترجمة للتواصل الانساني وتلاقح للثقافات وحوار للحضارات والاديان جاءت نساء من كندا وبلجيكا واسبانيا والدنمارك وكانت هناك ارتيريا وبغداد الرشيد وسلطنة عمان ولبنان والبحرين ايطاليا الجزائر واليونان واليونسكو كانت هناك ماليزيا واليابان وايضا هولندا والسلفادور وكانت قطر بكل قبائلها وبيوتاتها مريم موزة ومها حصة وشيخة وبنات آل ثاني وبنات المسند والعطيه والفيحاني والسعدي المري وابو حليقة التف الجميع في تماذج وبرنامج عفوي محضور بالتفاؤل تحت سقف احد معالم نجاحات قطر العمرانية الرياضية التي شهدت نجاحات الاسياد وتنطلق منها الان دورة الالعاب العربية بشعار " الكرامة العربية " . ما احوج الانسان لنافذة للتنفس النقي .. وما احوج المتشافي من مرض كالسرطان لجرعات تلاقي مع من نسج معهم مشوار الحياة وحيويتها .. إن التعايش مع الامراض المستعصية هو الجرعة الدوائية التي يجهل مفعولها الكثيرون ان رسولنا الكريم علمنا بان زيارة المريض صدقة وعليه أفضل الصلاوات أتحفنا بقوله الفضيل " داووا مرضاكم بالصدقة " وهي يمكن ان تكون ابتسامة او مفردة محبة او هدية رمزية .. فشكرا لكل من كانت بفندق الشعلة الانيق باسباير في جلسة للحوار المتمدن والتلاقي الانساني الذي هو جزء من مكون ظلال هذه الدوحة الفيحاء . كثيرا من المقيمين الان يردون الجميل لقطر بأجمل ما يكون العطاء وردهم للجميل بالتآخي وتبادل الرؤى والانطلاق بمنطاد العطاء من صميم ما شربوه من ثقافة هذا المجتمع القطري بقيمه واصالته العربية الاسلامية النبيلة وانفتاحة على الشعوب الاخرى .. ان الدوحة اليوم تتشكل وتوارخ لنفسها كعاصمة اقتصادية سياسية اجتماعية رياضية ثقافية عالمية بمكونات تراثها المحلي وفي تداخل رشيق وجميل أنها " غير شكل " . عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : التواصل الاجتماعي زاد للحياة ووصفة مضمونة للتعايش الانساني .. أنه الشمس تشرق مرتين .