تزاملنا في العمل منذ سنوات وانطوت تلك الفترة ايضا منذ سنوات ولكن ما زرع بدواخلنا ونبت يشابه اغصان الريحان في كامل رونقها .. انها علاقة انسانية تتمدد كسيقان النخيل تلك الشجرة المباركة ذات العنفوان والتي تساقط رطبا شهيا حتى ولو اصفرت اغصانها والتوات سيقانها وبالامس حينما طرقت بابي اسعدتني ببشاشة وجهها الصبوح وعفويتها وكامل اناقتها تماما ككل ابناء وبنات لبنان .. استدعيت في تلك اللحظات وانا ارحب بها خارطة بشرية بكل ما التقيتهم خلال مشاويري في العمل او مناحي الحياة فاذا الوجوه تتشابه مرتسمة بها ابتسامات صافية تتطابق ودواخلهم النقية لم اجد بينهم يوما من تلوك سيرة الاخرين كما العلكة .. فاخوتنا اللبنانيون يعيشون حياتهم لانفسهم وللاخرين ,متصالحين مع دواخلهم لذلك قل ما تجد بينهم " شكاك " او نمام يعجن سيرة الناس بين اسنانه بمناسبة وبدون مناسبة معاكسا بذلك الفطرة السوية . ان التواصل الانساني يدفق دماء حاره في عروقنا .. يحي فينا المشاعر الجميلة فالمودة والمحبة التي ينسجها الانسان مع الاصدقاء والمعارف حتى ولو كانوا على غير دينه وملته تماثل صلة الارحام والدم لان التواصل الانساني لا لون له ولا دين له وهو لا يعرف العرق ولا الاثنية ولا القبيلة والبطون لانه ينبع من الانسان ويتدفق لاخيه الانسان . ان العلاقات الحميمة بين البشر والتي لا تحكمها مصالح ذاتية دنية ولا تتخللها شحنا بغيضة تبقى صافية تترقرق وتسيل كماء ازرق في جدول منشق من لسان نهر ذو حواف هشه تفسح المسافات الرملية بين ضفتيه لتتدفق مزيدا من المياه الصافية لذلك تبقى العلاقات تواقة للتتدفق في فضاءات واسعة لا تحدها حدود جغرافية ولا متاريس خرسانية هي خارطة بشرية هنا وهناك . حينما يأتي عيد الفداء العيد الاكبر للامة الاسلامية وتطرق ابوابنا زميلة عمل سابق منحدرة من سلالة اسرة تدين بالمسيحية فذلك نموذج للعلاقات الانسانية المتجذرة بين الشعوب العربية بان العلائق الطيبة والسجية الصافية تنسج عروقها بين البشر ولا تعرف دين ولا لون ولا طعم لها غير المحبة الخالصة التي تشابك بالمؤدة والمحبة والانس الجميل الذي ينسي الانسان فينا تعب الغربة والبعاد عن الاوطان . ان زيارة " صونيا " في نهار من نهارات عيد الاضحية تخرج من نطاق الخاص للعام لا نكتبها من باب المجاملة الشخصية ولا بدوافع التودد او لطلب حاجة لكننا نطرحها في شكل عام لانها تصلح ان تكون نموذجا يخالف التنافر والتناحر المنداح في كثير من بلداننا العربية والاسلامية وبين ابناء الشعب والوطن الواحد حينما يقفز البعض بالدين ليحشره بين اضلع العلاقات الانسانية ليفتتها ويقتال جمالياتها وصفاؤها بدوافع لا تمت للانسانية بشيء .. ان الانسان خلق على سطح هذه البسيطة ليعمرها ويزرعها بالتلاقح والتزاوج والتلاقي الانساني .. ان الكثيرين مع الاسف الشديد بذروا بذور الفتنة الكرهية بين الاديان وزرعوا اشواك قاسية بين الجماعات بافعال نكراء كحواجز بين المسلمين والمسيحيين لا لشيء إلا لتمرير اهدافهم وتحقيق ماربهم الذاتية لانهم لا يستطيعون العيش إلا في اجواء الفتنة والغلو ولكن " صونيا " وامثالها وأنا وانتم نستطيع ان نكون ازاهير وسط تلك الاشواك التي تعيق علاقات الانصهار والتماذج الانساني الحميم .. awatifderar [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : العلاقات الانسانية تنمو وتكبر بنض وانفاس الاصفياء .