[email protected] أثناء متابعتي لمتعة كرة القدم الحقيقية بين برشلونة والريال أمس الأول طافت بذهني فكرة التشابه بين والي المريخ ومورينهو الريال في العديد من الأمور. طبعاً سيرى البعض ما أننا بصدده نوعاً من التخريف. وسيتساءل آخرون ما وجه المقارنة بين رئيس ناد ومدرب؟ لكنني جاد في هذه المقارنة وهي لا تتعلق بوظيفة أي منهما بل بشخصيتيهما. فمدرب الريال مورينهو كبير، ووالي المريخ كمان كبير.. أليس هو من منحته إحدى جامعاتنا الدكتوراه الفخرية مكافأة له على إسهاماته الفاعلة والكبيرة في رفد الاقتصاد السوداني! مورينهو يتمتع بشهرة واسعة على مستوى العالم، والوالي أيضاً رجل أعمال ورئيس نادي كرة قدم مشهور على مستوى البلد ومصر والمنطقة العربية والعالم.. فهو من تتحدث عنه قنوات ناس شوبير ومن جلس من قبل بجانب رئيس نادي برشلونة السابق خلال إحدى مباريات الدوري الأسباني! مورينهو أُحيط دائماً بهالة إعلامية كبيرة، والوالي كذلك يجد دعماً إعلامياً هائلاً من جل كتاب الأحمر. مورينهو رجل بروباجاندا ( تقيلة) ويحب الظهور وإطلاق التصريحات النارية والساخنة. مورينهو جل همه أن يحط من قدر برشلونة، وكذلك الوالي الذي يتوهم أن بإمكانه تدمير كل جميل في الهلال. مورينهو صنع للريال مجداً زائفاً بضجيجه الإعلامي، وبالرغم من مكانته كمدرب كبير إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في التغلب على غريم الريال برشلونة، والوالي كذلك يركض وراء الضجيج والبروبجاندا ورغم صرفه البذخي فشل في صناعة فريق كرة قدم قوي. مورينهو قتل روح نجوم فريقه ورغبتهم في لعب الكرة الجميلة كلما التقوا بغريمهم التقليدي وحولهم إلى مصارعين وملاكمين ظناً منه أن ذلك سيمكنهم من وضع حد لتفوق برشلونة عليهم، والوالي كذلك قتل روح لاعبي المريخ بنزوعه الدائم للمال كحل لأي مشكلة. مورينهو يبحث عن النجوم الكبار الذين كلفوا النادي مالاً كثيراً دون أن يحقق الفريق كمجموعة إنجازاً يحسب لهم، والوالي كذلك صَرَفَ صرفْ من لا ( يدق حجر دغش ) في الأموال التي بحوزته في النجوم اللامعين والمدربين دون أن يحقق ناديه شيئاً طوال سنوات عديدة سوى بطولة الممتاز وكأس السودان كم مرة. هناك أوجه شبه حقيقية بين الرجلين ولا شنو رأيكم؟! برشلونة وبس قدم نجوم برشلونة الكبار أمس الأول درساً مجانياً في الكثير من فنيات كرة القدم وكيفية التعامل مع الظروف المختلفة داخل الملعب. فريق يتعرض لهزة عنيفة بولوج مرماه هدفاً في أول 25 ثانية وبسبب خطأ ساذج من حارسه الكبير وفي ملعب الريال الذي طلب مدربه أن يتحول خلال اللقاء إلى كرة من اللهب ورغماً عن ذلك يخرج منتصراً بثلاثة أهداف.. يا لروعة الكبار حقيقة. الريال لم يكن أمامه سوى الفوز لكسر الحاجز النفسي الذي وضعهم فيه مدرب ولاعبو برشلونة، كما أن دافعهم كان كبيراً لأن انتصارهم كان سيوسع الفارق إلى تسع نقاط كاملة، لكنهم عجزوا عن مجاراة ميسي ورفاقه الرائعين. حاولوا قفل المنافذ على لاعبي وسط برشلونة فضيقوا على أنفسهم مساحات لعبهم وهم من يحتاجون للمساحات الواسعة لاستغلال سرعتهم. فتحوا بعض المنافذ فأذاقهم إنيستا وشافي المر و( بهدلوهم). يعني باختصار ما في أي طريقة مع هؤلاء الدرر، وقد كان مدافع ميلان عاقلاً حين قال قبل مباراتهم الأخيرة ضد برشلونة أنه لا يملك وسيلة لإيقاف ميسي وأن كل ما سيفعله كل ما رأى هذا النجم المهول يقترب منه بالكرة هو أن يصلي لله أن يكفيه شروره. زميل يبدو أن الثلاثية حرقته كثيراً لدرجة دفعته لأن يقول أن لاعبي الريال لم يقتلوا اللعب بعد هدفهم ولو أنهم فعلوا لخرجوا فائزين! معقولة بس يقتلوا اللعب بعد الثانية 25 مباشرة ! طبعاً أعذر الزميل فربما ظن أن ريال مدريد كان يلاعب أحد أندية دورينا الممتاز! لو سجل ريال مدريد هدفه في الربع ساعة الأخيرة من المباراة لما استطاع أن يقتل اللعب طالما أن ميسي وشافي وإنيستا ما زالوا يركضون يا زميلنا الكريم.. ومعليش تعيشوا وتاخدوا غيرها. ظللت أقول للعديد من الأصدقاء الذين يناصرون ريال مدريد أن عليهم أن يقتنعوا بسطوة نادي كرة قدم وحيد في العالم على غرار القطب الوحيد في السياسة، وذلك خوفاً عليهم من ارتفاع الضغط لكنهم لا يسمعون النصيحة. قال لي أحد الأصدقاء أن مدافعي برشلونة يلعبون بثقة زائدة أحياناً ويتعاملون ببرود مفرط، فقلت له هذا هو سر تفوقهم على الآخرين. فهؤلاء النجوم لا يحسبون سوى حسبة وحيدة هي أنهم أفضل من يلعبون كرة القدم في العالم، ولذلك يؤدون على طريقتهم دون أن يتأثروا بأي ظروف يضعهم فيها خصومهم. صحيح أن هذا الأسلوب قد لا يقود في بعض المرات للنتائج المرجوة، لكن في معظم الأحيان تكون الغلبة للفريق الذي يبذل ويلعب الكرة الجميلة ويستحوذ عليها معظم الوقت. أما بالنسبة لمواجهاتهم مع غريمهم التقليدي فالحكاية فاتت حدها وأصبحت عقدة. سألني صديقي: متى سيفوز الريال على برشلونة؟ فأجبته: ربما يكون ذلك في نفس اليوم الذي يُثبت فيه مازدا تشكيلة المنتخب ويقتنع بأن مرحلة الاحتكاك قد انتهت!