يرى المتابع للشأن السوداني كثرة المؤتمرات التي إنعقدت في السودان في الآونة الأخيرة ، فقد درجت الحكومة علي عقد مؤتمرات عالمية جامعة ولا ندري ما سر اهتمام الحكومة بتنظيم هذه المؤتمرات وما هي النتائج المرجوة من هذه المؤتمرات ، لا نكاد نحصي عدد المؤتمرات التي إنعقدت في السودان وماذا كسبت البلاد من وراء هذه المؤتمرات وما هي التكلفة الكلية لهذه المؤتمرات وهل تسمح ظروف السودان الحالية والأزمة الاقتصادية الطاحنة تحمل الحكومة لأعباء هذه المؤتمرات. في الفترة الأخيرة منذ بداية نوفمبر وحتى منتصف ديسمبر إنعقدت في الخرطوم المؤتمرات التالية:- اجتماع لجنة التسيير لبرنامج الربط الكهربائي بين الدول الأفريقية وهذا المؤتمر استمر لمدة يومين وسوف ترفع مقرراته لاجتماع وزراء الطاقة ، اجتماع الفدرالية الأفريقية للصحفيين وهذا المؤتمر إنعقد بكنانة ، المؤتمر العالمي الثاني لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات ، الاجتماع الاستثنائي الثاني للمجلس الوزاري للوكالة الأفريقية للسياج الأخضر الكبير وأنا شخصياً لا أكاد أفهم المقصود من هذا المؤتمر ولكنه يشبه النفرة الخضراء والتي انتهت إلي اليابس الأكبر ، المؤتمر العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية , مؤتمر اتحاد البرلمان الأفريقي , منتدى السلام والتنمية , ندوة أفاق الأمن الغذائي ودور القطاع الخاص ، مؤتمر اتحاد الشباب الأفريقي ، المؤتمر العالمي للقران الكريم , مؤتمر اتحاد الغرف الصناعية بالبلاد بالعربية ، مؤتمر الاستثمار ، ملتقي الاقتصادي السوداني – القطري ، المؤتمر العام للمؤتمر الوطني هذه بعض المؤتمرات التي قمت برصدها في الفترة من بداية نوفمبر وحتى 15/12/2011م وفي كل هذه المؤتمرات تحملت الحكومة السودانية أعباء هذه المؤتمرات من تذاكر السفر والإقامة الفاخرة والمكافآت بجانب الدعاية لهذه المؤتمرات والمراسلات والموظفين العاملين ومتعهدى الكرنافالات والنثريات وإيجار العربات والزيارات السياسية وما يلزم التطبيل والهتاف ..... ولو علمنا أن أكثر من أربعين وفداً أجنبياً شارك في مؤتمر المؤتمر الوطني وكذلك المئات من المدعويين من الشباب الأفريقي شاركوا في مؤتمر اتحاد الشباب الأفريقي فلك أن تتصور حجم الإنفاق علي هذه المؤتمرات وبطبيعة الحال لم نتمكن من رصد المؤتمرات المحلية في العاصمة والولايات ، ألم تكن هذه المؤتمرات ملهاة أخرى من ملههات هذا الحزب الحاكم الذي أضاع أموال الشعب وجهده في مؤتمرات لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تجلب خيراً للبلاد ويظن المؤتمر الوطني أنه بهذه المؤتمرات يستطيع أن يجمل وجهه القبيح في الداخل والخارج بينما الذين يحضرون من الخارج يشفقون علي حال العباد في بلادنا وضعف بنيتنا التحتية فكل من شاهد الخرطوم يعود إلي بلده ليصف الخرطوم بأنها قرية كبيرة تفتقر إلي مقومات عاصمة حديثة فلا الشوارع معبدة بطريقة جيدة ولا وجود للصرف الصحي وشوارعها غارقة في المياه وهلمجرا..... وفي الوقت الذي ينفق المؤتمر الوطني هذه المليارات في المؤتمرات الفارغة تعجز الحكومة عن الوفاء باستحقاقات معاشي البنوك هذه الاستحقاقات التي أمتنعت الحكومة عن الوفاء بها مما أضطر المعاشيون اللجوء إلي المحاكم والتي قضت للمعاشين بحقوقهم وأصبحت هذه الأحكام انتهائية حتى المحكمة الدستورية ولكن الحكومة المولعة بالمؤتمرات والإنفاق البذخي ضربت أحكام القضاء عرض الحائط وأقسمت إلاّ تدفع فلسا للمعاشين وقد حفيت أقدام المعاشين وهم يلهثون وراء المطالبة بحقوقهم وقد أفنوا زهرة عمرهم في خدمة هذه البلاد ، هذه المظلمة وحدها تجعل الحكومة في خانة الحكومة الظالمة والظلم ظلمات يوم القيامة ونفس الشئي ينسحب علي أهلنا المناصير الذين يعانون ظلم ذوي القربى وأكاد أجزم أن مطالب المناصير تقل كثيراً عن ما أنفق علي المؤتمرات الوهمية البائسة هذه مالكم كيف تحكمون؟! ولعل الناس علي دين ملوكهم وأن الفراعنة الصغار يقلدون الفرعون الأكبر فما أن انفضت سامر هذه المؤتمرات حتى أقدم الوالي الهمام عثمان كبر وإلي ولاية شمال دارفور علي تقليد هذه المؤتمرات فهذا الشخص جبل علي أستنساخ ما يحصل في الخرطوم فاوحي له شيطانه فاستنسخ مؤتمرات للتعليم والإعلام في حاضرة ولايته الفاشر والتي تحيط بها معسكرات النزوح البائسة مئات الآلاف من أهل ولايته في هذه المعسكرات ومع ذلك لديه فائض من الاموال لينفقها في مؤتمرات لم يجني منها سوي تحسين صورته لدى الآخرين فأهل الولاية يعرفون أصله وفصله وسوء إدارته للولاية وتجبره وديكتاتورته ،أصبحت الصور مقلوبة رأساً علي عقب ، بل غابت فقه الأولويات بل غاب الدين كله ، من يستمع إلي خطابات هذا الوالي في مثل هذه المحافل يظن أنه يحكم ولاية بلغت من الرقي والتنمية مبلغا يضاهي أمريكا أو أ حدي دول الخليج فهذا الرجل ينفق علي ضيوفه من أهل الصحافة الحرة وغير الحرة أنفاق من لا يخاف الفقر لم يأبه هذا الوالي بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب ( لو أن بغلة عثرت في العراق لخفت أن يسألني الله عنها لما لا تسوي لها الأرض) ولم يقرا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحكم ( أنها أمانة وأنها خذي وندامة يوم القيامة إلاّ من أخذها بحقها )، فيأهل الإنقاذ اتقوا الله في رعيتكم واتقوا الله في أنفسكم واحذروا يوم الغضبة ، غضبة الجماهير التي ترصد كل ما تفعلونه واحذروا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتي الله بقلب سليم خالي من الظلم والنفاق والرياء والكذب وأكل أموال الناس ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. Barood Ragab [[email protected]]