في الحوار الذي اجرتة صحيفة اخر لحظة مع الشيخ ابراهيم السنوسي تطرق لقضية التحالف مع الشيوعيين وقد اثار هذا الحوار جدلا سائد في الساحة السودانية حول الفكر الشيوعي وان علل السنوسي ذلك بما طرأ من تغيير في الفكر الشيوعي السوداني وان ظل غالب الراى العام يرى هذا الفكر رمزا للإحاد والكفر لما ارتبط بتأسيس الحزب من ابعاد داخلية واقليمية ودولية القت بظلالها علي الداخل والحراك الذي دار بين الإسلاميين واالشيوعيين فيما مضى من عقود، وبدورها اسهمت الحركة الإسلامية في رسم الصورة الماثلة اليوم عن الشيوعيين فقد نشأة الحركتان في وقت متقارب جدا فرض بينهما الندية الإسلاميين يرونها الخطر اللذي يحد من نفوزهم وسط الطلاب والعمال والمثقفين وقد صنف وقتها الحزب الشيوعي السوداني الاقوي بين نظرائة في افريقيا وبالمقابل يرى الشيوعيين في الحركة الإسلامية الحديثة خطرا علي فكرهم وهذا ماحدث لاحقا حيث برز كتيار إسلامي فكري تقدمي تجاوز في طرحه الطائفية التقليدية وطرحة قضايا اعتبرت يومها خروج عن المألوف مثل قضية المرأة والفن والدستور الإسلامي وغيرها من القضايا وقد انضم لصفوفها اغلب المثقفين والطلاب فاشتد الصراع بين الفكر الإسلامي والماركسي لعبت الحركة دورا كبيرا في ابعاد الفكر الشيوعي عن المجتمع وبدورهم سعى الشيوعيين لتشويه صورة الإسلاميين الا انهم لم يوفقوا لطبيعة المجتمع، فشل الشيوعيين في كسب الراى العام وتحقيق انجازات في الديمقراطيات السابقة بينما نجح الإسلاميين في كسبه وحققوا تقدم في اخر انتخابات ولو صبروا قليلا لحملتهم الديمقراطية الثالثة الي الحكم بلا منافس، عندما كنا طلابا في الجامعات عشنا جزء من هذا الصراع ان كانت حدته اقله وفي الغالب ينتهي الحوار ندوة او ركن نقاش الي صدام بالكراسي. هذه الصورة التى تشكلت لدى الرأى العام تجعل اي تحالف او تقارب بين الاسلاميين والشيوعيين كانه خروج عن المألوف بل يستقل النظام الحاكم الذي يدعي الولاء للحركة الاسلامية مثل هذه الخطوة لتحريك مشاعر الاسلاميين والشارع العام بخطاب الكفر والايمان ليقطع اي تقارب يجمع الاثنين وباقي القوى السياسية لاسقاط النظام وفق اجندة وطنية لادينيه كما يصورها اعلام النظام وفي الطرف الاخر تجد قيادة الشعبي نفسها مطره لحشد الأدلة للقواعد والرأى العام لتبرير هذا الحوار والتحالف وكان الله حرم ذلك،الحوار في ظل الوطن لايتطلب الكفر والايمان كما ان الوطن لايقوم علي شرطى الكفر و الايمان مادام هنالك مؤمنون وكافرون، فالشيوعيين ليسو ملزمين بالتخلي عن افكارهم مهما كانت قاسيه للحوار مع الشعبي فالحريات والمواطنة ومحاربة الفساد واسقاط الطغاة قضايا يلتقي عليها المؤمنون والملحدون،الاتفاق بين الاسلاميين والشيوعيين حول هذه القضايا يمهد الطريق لتحالف عريض يقود الي تغير النظام واستيعاب مشكلات البلد الأساسية. المواطنة اساس الحقوق والواجبات تعدد الديانات الاثنيات اللغات الثقافات عوامل تساهم في بناء المجتمع والدين لن يحكم بلد مثل السودان كما فعلت الحركة الإسلامية في التجربة الاولي مع النميري والثانية مع الانقاذ وكانت سببا في انفصال الجنوب الذي وجد الدعم الغربي نتيجة لسياسة الاقصاء السياسي والديني والعرقي والثقافي فقتلت اللأوف وشردت الملايين علي أسس عنصرية فسرها مثلث حمدي العنصري البغيض فالمواطنة الطريق الامثل لبناء الدولة الراشدة حتي تظل متماسكة داخليا متوحدة ضد اي خطر خارجي. الحرية مبدا حرية وسيادة الانسان يجمع عليها الإسلاميين والعلمانيين فغياب الحرية يقود الي الفساد الاخلاقي والفكري والثقافي والمادي عندما تغيب حرية الكلمة والتعبير يصبح الاسلام دينا مشوه وينتسب اليه مجموعة من المنافقين والنفعيين تحصد لنفسها حق غيرها وتغيب كلمة الحق ويصبح الحاكم فاسدا ومفسدا لمن حوله لابد من كفالة الحريات الدينية والسياسية والفكرية والاجتماعية علمانية او اسلامية الدولة ليسة رقيبة علي اديان الناس او تسوقهم الي المساجد او تحدد لهم مايلبسون فالمجتمع هو من يمارس الرقابة متى ماصلح وتوفرت فيه كامل الحريات. الدستور ينبغي ان يتوافق الإسلاميين والشيوعيين علي دستور يراعي التنوع يستوعب الأخطاء المتعمدة والمتكررة التي انتهجتها الانظمة التي تعاقبت علي الحكم ويوقف مخطط تقسيم السودان المتعمد من قبل النظام الحاكم عبدالمنعم عبدالمحمود الربيع كاتب صحفي سوداني لندن