زرت بورتسودان لاول مرة في نهاية سعبينات القرن الماضي فاسرتني بجمال موقعها الطبيعي وطقسها ونظافتها وطيبة اهلها ثم زرتها في نهاية القرن وبداية والالفية الثالثة فوجدتها كئيبة متراجعة ومتدهورة في كل شئ فتنبات بانها اذا سارت على هذا المعدل سوف تصبح مثل سواكن القديمة في عقد من الزمان ولكن ربنا قدر ولطف بها اذ زرتها يومي الخميس والجمعة والماضيين لحضور ملتقى الاستثمار الثاني فوجدتها قد عادت الي ماضيها الجميل مدينة رشيقة ونظيفة وناهضة عجلات العمران تدور فيها بسرعة واتزان كبيرين الدكتور محمد طاهر ايلا والي الولاية افتتح المؤتمر ثم حضر جلساته الخمسة وعقب على الاوراق الاقتصادية العملية التي قدمت فيه ثم اختتمه وكان مرافقا للمؤتمرين في كل الانشطة المصاحبة و يمكنني اقول اننا استمعنا له لما مجموعه اكثر من ساعتين فاشهد الله انني لم اسمع له كلمة سياسية واحدة بطريقة مباشرة او غيرمباشرة فقد كان ملتزما بنص الموضوع ليس هذا فحسب بل مدركا اداركا كاملا لمضمون رسالته بعبارة اخرى لقد اجاد تقديم رسالته وان من البيان لسحرا والبيان ليس في لغة الخطاب فقط انما في مضمونه ايلا منحاز لمواطن لايته انحيازا كاملا لامؤاربة فيه ولكن انحيازه ليس انحيازا منغلقا انما جزءا من انحيازه لكل السودان فقد اتخذ من مواطن الولاية غاية ووسيلة للتنمية فالمواطن شعر بانه امام وال جديد بما قدمه من اعمال فائدتها محسوسة بالنسبة له لذلك تجاوب مع سياساته واصبح منفذا لها لابل شعر بانه جزء من هذا السودان ففي جلسة غير مخطط لها جاورته في البص الذي كان يقلنا الي احد المناشط بالمدينة فقال لي ان ميناء بورتسودان سوف تصبح حفرة لافائدة منها اذا لم تخرج عبره صادرات كل السودان وتدخل منه كل واردته بمعنى ان بقاء وازدهار بورتسودان وبالتالي كل الشرق تتوقف على انه جزء من هذا السودان فهذة المقولة وحدها تدل انه رجل دولة ذو رؤية هذا بالاضافة لمنجزاته الاخرى التي كانت ماثلة للعيان اي رؤية مصحوبة بالعمل وفق خارطة طريق واضحة المعالم اجد في نفسي صعوبة وحرجا بالغيين في ان اذكر شخصا بالاسم مادحا او قادحا ولاشك ان القراء الاعزاء لهذا الباب قد لاحظوا هذا فنادرا ما نذكر اسما في موضع تقيييم ذاتي ولكن السيد ايلا فرض نفسه علينا فرضا لانه اسمعنا خطابا فقدناه عند غيره من الحاكمين والسياسيين ولانه قدم انجازات شهد بها كل من راى تلك الولاية وكم كان صديقنا الدكتور خالد التيجاني صادقا وهو يلقي كلمة نيابة عن المؤتمرين القادمين من خارج الولاية في نهاية المؤتمر عندما وصف ولاية البحر الاحمر انها ولاية الامل وولاية المستقبل فعليه وتاسيسا على كلام خالد فاننا ندعو كل مواطن سوداني لزيارة بورتسودان ليس للسياحة والتسوق فقط انم للتزود بحبة حبتين من الامل وغدا ان شاء الله سوف نحاول الغوص فيما وراء الخبر في ذات الموضوع abdalltef albony [[email protected]]