في مقال سابق من هذة السلسلة قلت ان الدكتور ايلا ذكر لي ان بورتسودان سوف تتحول الي حفرة لافائدة منها اذا لم تكن هي الميناء لكل السودان وهذا يقودني الي عبقرية المكان فالموقع الجغرافي لبورتسودان حتم ان تكون وكل الولاية مرتبطة بالسودان ارتباطا عضويا لافكاك منه وبالتالي لابد من ان تكون التنمية في البحر الاحمر مستصحبة للبعد القومي فقد اثبتت تجربة السودان الاخيرة ان انعدام الروابط الاقتصادية يفكك البلاد فالجنوب الان انفصل ولم يبق الا الرابط البترولي فلو كانت هناك مشاريع اقتصادية اخرى تربط بين الشقين لما انفصل الجنوب في مداخلتي في المؤتمر عرجت على هذا الامر فانبرى لي السيد ايلا وكانت هذة هي المرة الوحيدة في المؤتمر التي يتحدث فيها بنبرة حادة وقال ان ان امر الوحدة الوطنية في الشرق ليس موضوع مساءلة وان مجرد اثارته تبعث فيهم حساسية عالية وقال ان مايروج له البعض عن الشرق مجرد شائعات سياسية او متاجرة سياسية رخيصة او كما قال انا شخصيا اكاد اجزم ان وعي المواطن الشرقاوي بالوطن الواحد اعلى من اي مواطن سوداني في الجهات الثلاثة المتبقية من السودان وانا هنا لست بصدد الانسان لان الانسان قد يغير قناعاته بين غمضة عين وانتباهتها ولكنني ادعو لربط اراضي السودان اقتصاديا حتى لاتتفكك واضرب لذلك مثلا اذا كان الحكومة لديها دعم لزراعة القمح فاليكن في الشمالية وليس الجزيرة وان كانت تريد الذرة فعليها بالقضارف وتترك الجزيرة للمحاصيل النقدية ويكون قوت اهلها من خارج الولاية ولتقام مصانع الغزل والنسيج في بورتسودان لقطن الجزيرة وليس بالضرورة ان تزرع البحر الاحمر القطن في طوكر انما تزرع محصولا اخرا ولتقام مصانع الجبص والاسمنت في بورتسودان لترفد كل السودان بحاجته منهما وليس في كوستي او عطبرة ولتاتي المياه لبورتسودان من النيل بدلا من محاولة تحلية مياه البحر والكهرباء من الشبكة القومية عوضا عن اقامة محطات حرارية وهكذا نشبك السودان اقتصاديا حتى لايتعرض لهزة اخرى فالوحدة الارضية اهم وابقى من الوحدة الوجدانية على اهمية هذة الاخيرة اما السياحة التي اصبحت صناعة اقتصادية رابحة فبورتسودان اليوم برنجي فيها اي الاولى فمزاياها الطبيعية من بحر احمر وخريف شتوي بديع وما قامت به حكومة الولاية من بنيات سياحية كفيلة بجذب السواح لها ولكن الامر يحتاج الي تشريعات ومحفزات فبورتسودان هي المدخل للاراضي المقدسة وكل الخليج ويمكننا بشئ من السياسات كتخفيض سعر السفريات ودعم الاعاشة والسكن ووجود سوق حرة حقيقية فيها ان تصبح محطة اساسية لكل سوداني متجه او قادم من السعودية حاجا كان ام مغتربا وكذا الخليج بعبارة اخرى لابد من سياسة تجعل السفر عن طريق بورتسودان ارخص من السفر المباشر وبفرق كبير وتاني تعالوا شوفوا السياح . ان بروتسودان بوتقة للوحدة الوطنية وهذة البوتقة يمكن تتحول الي فرن للصهر ف(الخلاطة) الوطنية يمكن ان تكون في سرة البلاد او ثغرها او حتى ارجلها فالحكاية اصبحت اقتصاد وبس كسرة اسم بورتسودان اسم وظيفي وكذا كلمة ثغر ان كانت مجازية فاين اسم المنطقة البجاوي القديم ؟ لماذا لاتسمى مدينة هدل مثلا ؟ اسم جميل مش ؟ غدا ان شاء نعود لسكر النيل الابيض ليكون كل هذا الاسبوع خارج الخرطوم بحمد الله وتوفيقه abdalltef albony [[email protected]]