[email protected] كثيراً ما ردد بعض أعضاء مجلس الهلال بأن تسجيلاتهم لهذا العام تتم في سرية تامة ووفقاً لنظرة فنية متروية. يرددون ذلك كل يوم مع أننا نطالع في نفس المكان الذي تظهر فيه مثل هذه التصريحات حديثاً لرئيس الهلال أو الناطق باسم المجلس عن محاولات احضار بطاقة لاعب أو إكمال الاتفاق مع آخر أو مفاوضة ثالث. بالأمس عزف الناطق باسم المجلس نفس النغمة، والغريب أنه أثناء نفس الحوار كشف كل ما أعلن أنه لا يريد الخوض فيه. سأله مقدم الحلقة التلفزيونية عن موضوع مهند وتصريحات الكاردينال، فبدا أن كل همه هو تبرير موقف الكاردينال وبعد ذلك قال أنه لا يريد أن يتحدث عن هذا الأمر لأن مهند لاعب الهلال حتى نهاية ديسمبر 2012. ما دمتم تعرفون هذه الحقيقة يا ود ملاح، فلماذا أثرتم هذا الموضوع قبل آخر يوم للتسجيلات وبتلك الطريقة التي فتحت الباب واسعاً لتدخلات الإعلاميين! ألم يكن من الممكن أن يتم التفاوض مع مهند دون علم الإعلاميين الذين يبحث كل منهم عن السبق الصحفي وكسب ود جماهير الهلال، فيسارعون لكشف المعلومات أول بأول دون أدنى اعتبار للمصلحة العامة. أما تبريرك لموقف الكاردينال، أو بالأصح لموقف مجلسكم فلم يكن مقنعاً البتة. صحيح أن من حق الكاردينال كقطب هلالي ( إن كان هو كذلك فعلاً) أن يصرح بما يشاء طالما أن ذلك لا يلزم المجلس بشيء... وصحيح أن من حق أي هلالي أن يقول ما يرغب في قوله حول النادي الذي يناصره.. لكن هل من حق أي هلالي كاردينالاً كان أو جنرالاً أن يجلس مع لاعبي الهلال لمفاوضتهم على إعادة قيدهم في النادي ؟! سمحتم للكاردينال بأن يجلس مع مهند ويفاوضه رغم أنه ليس عضواً في المجلس وهذا قمة الضعف، فلماذا لا تعترفوا بهذا الخطأ الكبير الذي وقعتم فيه. لن تقنعنا لا أنت ولا رئيس النادي ولا أي كائن بأن الكاردينال عاشق للهلال لمجرد أنه دفع لكم مبلغاً كنتم في أشد الحاجة له لحظتها. فقد أدركنا حقيقة أن الكاردينال يظهر كلما اشتاق للأضواء قبل توليكم شأن الهلال بسنوات، ولأن الهلال بؤرة ضوء لا تخبو فهو يسارع إلى المتاجرة باسم هذا النادي الكبير. سألك مقدم الحلقة عن المدرب القادم، فقلت أنكم لا ترغبون في البوح لكونها مفاجأة، ثم أعقبت ذلك بعبارات بدت لي شخصياً كنوع من التهريج لا أكثر حين قلت أنك يمكن أن تمنح المذيع خيارات وذكرت ثلاث جنسيات من ضمنها الإيطالية وهي ما أكد عليها المذيع ناجي. فهل سألت نفسك لماذا أمن ناجي على الجنسية الإيطالية! بالطبع فعل ذلك لأن الخبر تسرب منذ يومين تقريباً، ورغماً عن ذلك تصر أنت على أنكم تديرون هذه الملفات بسرية تامة. حدثتنا أيضاً عن اللجنة الفنية وأحصيت أسماء من ضمتهم، وهم أهلة نحترمهم كثيراً ونقدر أدوارهم الكبيرة في رفعة شأن هذا النادي، لكن يبقى السؤال: هل فعلاً عمل مجلسكم بالرأي الفني الذي قدمه هؤلاء الرجال؟! من واجب أي ناطق رسمي أن يزود الناس بالمعلومات الصحيحة والدقيقة جداً لأن المعلومات الناقصة والمحورة وغير الدقيقة متوفرة ( على قفا من يشيل)، لكنك للأسف الشديد لم تمنحنا الإحساس بأن كل ما تقوله دقيق. فقد ذكرت أنت وقبلك قال رئيس النادي أن صلاح إدريس قاد مفاوضات شاقة ( رغم أننا لا نفهم هذا التوصيف) ودفع مبلغاً من المال، بينما يقول هو خلاف ذلك، فأين الحقيقة؟ وما الهدف من مثل هذه الضبابية! ذكرت أيضاً أكثر من مرة أن البرير دفع للهلال من حر ماله ومال أشقائه مبلغ 16 مليار جنيه.. جميل جداً أن يدعم الرئيس وأشقاؤه النادي، لكن السؤال هو: هل تملكون المستندات التي تعضد هذا القول؟! عندما ظل بعض الزملاء يرددون أن صلاح إدريس أنفق على الهلال أكثر من عشرين ملياراً من الجنيهات كنا نطالبهم دائماً بأن يبرزوا المستندات التي تؤكد صدق مزاعمهم أو أن يكفوا عن الحديث الإنشائي. إن كنا نطالب الصحفيين بالمستندات فما بالك وأنت الناطق الرسمي باسم المجلس. طالما أنك رغبت في ذكر حجم الدعم المقدم من رئيس النادي، كان لزاماً عليك أن تسند هذا القول ولو بالقليل من المستندات التي تبين كيف دخل ذلك المبلغ خزينة الهلال وفيما أُنفق. نقدر حقيقة ما يعانيه رئيس المجلس بعد انسحاب العديد من أعضاء مجلسه ونتيجة لقلة المال بالمقارنة مع حجم الإنفاق، لكننا لا نريدكم أن تدافعوا عن أنفسكم بالحق وبالباطل. ولو أنكم تعاملتم باحترافية ومؤسسية مع مختلف الملفات ووفقاً للأولويات لسهلتم على أنفسكم الكثير. ففي الوقت الذي عجزتم فيه عن التخلص من يوسف محمد كنتم تحاولون توظيف الأموال التي كان من المفترض أن يجود بها عليكم الكاردينال في تجديد عقد مهند. وفي الوقت الذي عانيتم فيه في توفير المبلغ المطلوب نظير تنازل نادي أنيبما عن بطاقة فالنتاين كنتم تتحدثون عن المدرب الأجنبي والمعسكر الخارجي. تخبطتم في موضوع المحترف سيلا وعندما عجزتم عن توفير خانة له خطفه أهلي شندي ولا أظنكم ستستطيعون استرداده، لأن ذلك لو كان ممكناً لما ذهب فيصل موسى للمريخ. لا نقول ما نقول بكاءً على ما مضى، لكننا نلفت انتباهكم إلى جوانب القصور وطريقة التفكير غير السليمة حتى تتجنبوا الوقوع في المزيد من الأخطاء في الفترة القادمة. فقد انتهت التسجيلات بخيرها وشرها، لكن القادم أهم وأصعب. وإن كانت هناك رغبة حقيقية في أن يحقق الهلال في الموسم الجديد انجازاً يحسب لكم، فتذكروا جيداً أن الأساليب القديمة لا تجدي اطلاقاً. الإعداد الجيد لفريق الكرة لا يكون بالأحاديث الجميلة ولا بالتصريحات اللاهبة ولا باحضار مدرب صاحب اسم كبير فقط. فهذا المدرب يحتاج لمعينات عديدة أولها منحه كافة الصلاحيات وعدم التدخل في شئونه. وما يخيف في هذا الجانب أن الناطق الرسمي الذي يمنح قطباً الحق في قول ما يريده لكونه دفع بعض المال، ربما يفشل هو ورئيس النادي في احترام سلطات المدرب لكونهما يسيران عمل النادي. وثاني هذه المعينات هو جمع كل اللاعبين في الوقت المناسب وقبل انطلاقة معسكرات الإعداد، واختفاء العبارات التي تعودنا عليها طوال السنوات الماضية مثل " المحترفون سيصلون هذا الأسبوع.. المحترف فلان تأخر بسبب مشاكل في التأشيرة.. زميله علان لن يحضر اليوم بسبب صعوبة الحجز.. الخ" كما لابد من اختيار الطاقم المساعد الذي يساعد المدرب وينسجم معه ويفهم أفكاره، لا من يساعدون مجالس الإدارات ويأتمرون بأمرها. وثالث المعينات هو ضبط عمل الجهاز الطبي وتعيين معالج نفسي كفء. ورابعها فرض الانضباط التام ومنع اللاعبين من إطلاق التصريحات والخوض مع الإعلاميين فيما لا يخصهم ولا يعنيهم. وخامسها تفهم ظروف اللاعبين وسد احتياجاتهم حتى يتفرغوا لأداء المطلوب منهم على أكمل وجه، وإبعاد هؤلاء اللاعبين عن المؤثرات الضارة بقدر المستطاع. وسادسها تنوير المدرب نفسه واطلاعه على أساليب إعلامنا الرياضي وما يمكن أن يعانيه من نقد غير موضوعي وتدخل في سلطاته على صفحات جرائدنا الرياضية، ومحاولات فرض لاعبين محددين لكونهم يتمتعون بشعبية واسعة. سلموا المدرب كشف اللاعبين واحضروهم له منذ اليوم الأول ودعوه يعمل وفقاً لرؤيته ويختار من يختار دون تأثير من أي كائن.. هل تستطيعون التصرف بهذه الطريقة؟ أتمنى ذلك.
