اعجبتني تصريحات والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر عقب مقتل د. خليل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة في معارك بمنطقة ودبندة عندما قال : "أقول أيها الإخوة انه ليس في الموت شماتة ، ودكتور خليل سوداني من أبناء هذه الولاية وأخ نعرفه ، ولكنه اختار لنفسه هذا الطريق بإصراره ، ولم يكن الهدف مقتله ، لكنه أصر على هذا المصير ، نأسف لمقتله ، كنا نود أن يعود ليدخل مع الجميع في دائرة السلام ، ويساعد الجميع في بناء الوطن وليس في تخريبه". فمثل هذه التصريحات سيكون له وقعا طيبا في النفوس السًوية ، فخليل ابراهيم كان احد مجاهدي الانقاذ الوطني.. ان تغشاه وساوس ابليس وتقوده الى الركون الى حيث القبلية والنعرات العنصرية ، التي اعمته وهو يغزو ام درمان يريد تحريرا في مايو من العام 2008م ،في مؤامرة اعدها المغامر معمر القذافي الذي اغتيل من قبل الثوار على مشارف سرت .وهي ذات العنصرية التي اعمت منذ سنوات احد كوادر الحركة الاسلامية داود يحيى بولاد الذي قاد اتحاد جامعة الخرطوم بعد اتحاد الراحل محمد عثمان المكي في سبعينيات القرن الماضي ، وانضم الى الحركة الشعبية التي حاولت فتح جبهة دارفور منذ وقت مبكر الا انه لقي حتفه على ايدي ما اطلق عليها حينها فرسان القبائل. وكما سرتني تصريحات عثمان يوسف كبر لم تدهشن زيارة د. حسن عبد الله الترابي الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الى اسرة خليل ابراهيم في ضاحية عد حسين ، وتقديمه العزاء لأفراد اسرة خليل ، فالرجل تربطه علاقات متميزة وليس خفية مع تلميذه خليل ابراهيم ، واراد ان يرد اقل واجب بان يقدم العزاء.. غير ان الذي لم يكن موفقا هو ماحدث من قبل الشرطة بان فضت العزاء بالغازل المسيل للدموع ، وصادرت الصيوان .. بالله ماذا لو تركت الشرطة العزاء يستمر بأمر طبيعي ، وراقبته من قريب الاجهزة الامنية حتى لايتحول الى تفلت امني ، ولو فعلت ذلك لانقضى الامر دون ان يعلم به كثير من الناس. اليوم الاربعاء ستخرج الجماهير لتحي القوات المسلحة بانتصاراتها في ميادين القتال ،واحققته من نجدات بجبال النبوة والنيل الازرق واخيرا بدحر حركة العدل والمساواة بدارفور ، وحماية المدنيين من عبث المتمردين ، نريد للجماهير ان تحتفي بانتصارات القوات المسلحة بصورة عامة ، ونتمنى ان لاتكون المسيرة احتفالا بمقتل خليل ابراهيم ، فمن شأن ذلك ان يثير النفوس ويغزي الضغائن . اخيرا نتمنى ان تشهد مقبل الايام عودة الحوار البناء بين ابناء الوطن وصولا الى تسويات مع كل من كان صادقا في تحقيق السلام ، وارساء دعائم التنمية في ربوع الوطن ، الذي لاتنقصه اية معاناة فوق ماهو يعاني حاليا.