الشعب السوداني لن يرجو صلاحاً من نظام أدمن هواية الفشل والكذب حتي علي النفس ليطيل بقائه في السلطة ليزيد عذابات الوطن ويضيف إلي رصيده في كتاب الفاشلين حتي كتبوا سجل أكثر الأنظمة فشلاً وإنتهاكاً لحقوق الإنسان وبعداً عن الشفافية والخلق القويم ..نظام لم يفشل فقط في إدارة البلاد ونظام الدولة بل فشل حتي أن ينأي بنفسه عن الشماتة عند موت معارضيه فتحولت أفراحهم إلي شماتة في الموت ليخرجهم هكذا شعور من رحابة الإسلام وسماحة ثوابته إلي ضيق الأحقاد والتشفي ونشوة الفرح عند إنتقال روح مسلمة إلي بارئها. فرحة النظام بإغتيال المعارض خليل إبراهيم وموته كانت فرحة عارمة شملت حتي منع ذويه الحزن علي موته ولم يستحي وزير دفاع النظام من الكذب والإدعاء أن مقتله تم (بترتيب إستخباراتي ) وتم تحديد موقعه (بمكالمة هاتفية ) ومقتله ب ( صاروخ موجه ) وبغض النظر عن تلك المبالغة في الإدعاء فإن من يصدق تلك الرواية عليه تصديق أن ( حكومة الإنقاذ ) قد نجحت في إطلاق قمر إصطناعي يزاحم الأقمار في فضائنا الرحب..الإحتفاء بمقتل المعارض خليل إبراهيم لم يتطلب تصريح علي مستوي رئاسة الجمهورية ووزير الدفاع بل كان يكفي تصريح من الناطق الرسمي للقوات المسلحة بتفاصيل تصفية المعارض د. خليل ولكن غلب علي رموز النظام حبها لتجارة الفناء والشماتة في الموت حتي ولو كانت تلك الروح التي قضي أجلها روح طيبة خرجت من جسد طيب . أحلام النظام وأوهامه عجزت عن إستيعاب تداعيات ذلك الإغتيال وإنعدام فوائده للوطن وكأن حركة العدل والمساواة تمثلت في شخص المقتول وستنتهي بنهاية حياته وهذا لعمري قمة الإسفاف الفكري وإنعدام بعد النظر لهذا النظام الإسلاموي الذي لا ينظر أبعد من أخمص قدميه ..فالولاياتالمتحدة دبرت لإغتيال ( أسامة بن لادن ) وفرحت لموته لكنه كان فرحاً مشوباً بالحذر والحكمة وحرصت علي أن يعلم أعدائها قبل أصداقها أنها دفنت جسده دفناً يتماشي مع تعاليم الإسلام خوفاً من ردود الأفعال ليس من القاعدة بل حتي من الجالية المسلمة والمسلمين في جميع أنحاء المعمورة . وبالنظر إلي سنين الحكم لهؤلاء ( الكيزان ) والتي تجاوزت الثلاثة والعشرين عاماً عضوضاً وسنيناً عجافاً فما يبدوا أن هذا النظام لم يزداد إلا خبالاً وخلالاً وضيعة حتي أصبح يفاخر بمشاركاته بالسلاح في تجارة الموت بليبيا ويشمت عند رحيل الأرواح إلي بارئها ولم يستحي الفريق المسمي ( الدابي ) ( وهو صنيعة هذا النظام ) أن يتاجر في وضاعة بأرواح الشعب السوري كرئيس لبعثة المراقبين المبعوثين من جامعة الدول العربية عندما يصرح بهدوء الأحوال ويتواطأ مع النظام السوري المستبد علي رؤس الأشهاد ودون حياء أو خوف من عواقب وليس غريباً عليه هذا السلوك فمن عجز عن الحفاظ علي سمعته وهو سفيراً لبلاده فلن تنقصه الجرأة علي بيع الشعب السوري رخيصاً لنظامه وتلك خصلة ليست غريبة علي نظامه الذي كان ولا زال ينتمي إليه . أمر محير ويدعو للدهشة أن هذا النظام الذي يدعي الإسلام منهجاً لحكمه ما ترك منقصة في الدين إلا وخاض فيها أو ذنباً أو موبقة من الموبقات حتي ولغ فيها فطرق كل أبواب الفساد بلا حياء ومزق البلاد بلا أسف وأزهق الأرواح بلا ندم وإنتهك الأعراض المسلمة بلا نخوة أو رجولة ونهب بيت مال المسلمين بلا خوفٍ من عقاب .. وما يدعو للتعجب أيضاً أن هذا النظام وجيشه لا يخوض الحروب الطويلة إلا ضد شعبه ولا يقتل إلا رعيته ويفرح لموتهم كأنهم أعداءً له وليس رعية مسلمة يحاسب علي التفريط في أمانته يوم يقوم الناس لرب العالمين . هذا النظام الذي أدمن الهدم في جسد هذا الوطن المعافي يعاني أسوأ حالات سقوطه بعد تنامي الأصوات التي تنادي برحيله بعد فشله في التعاطي مع أزمته المالية ومواصلة الإرتفاع التصاعدي لوتيرة التضخم ليتزامن ذلك مع نمو التململ في الأوساط الطلابية والجامعات مع إزدياد العزلة الدولية للنظام عالمياً وعربياً ورغم ان رئيس الجمهورية قد وجه ولاة الولايات بإعفاء السلع من الرسوم والجبايات الولائية فلن يجدي هذا في رفع المعاناة عن كاهل الشعب من جهة أن ولاة الولايات ستمنعهم رغبتهم في مزاولة الفساد من تنفيذ تلك التوجيهات ومن جانب آخر فوات الأوان علي ذلك بعد ظلت تلك الولايات ولأكثر من ثلاثة وعشرين عاماً وبعلم رئيس الجمهورية تثقل كاهل المواطن بتلك الرسوم والجبايات حتي قصمت وسطه الآن بات هذا النظام يتعاطي مع الأفراد وليس الدول لإدارة أزمته الإقتصادية بعد أن أغلقت في وجوههم أبواب الرجاء والأمل والأمير السعودي ( الوليد بن طلال ) ورجل الأعمال السعودي الأمريكي (الحصيني) خير دليل ذلك وقد بلغ هذا النظام ما بلغ من السقوط السياسي والإقتصادي إلي درجة التعامل التجاري مع الصين بعملتها المحلية ( الإيوان) بعد أن إستعصت عليها مصادر الدولار الأمريكي واليورو الأروبي . لن يجدي هذا النظام في نهاية المطاف هذه الحكومة الكسيحة ( المرتقة ) والتي تضاعف فيها عدد وزراء الترضيات والمحاصصة ولن تجد الدولة ما تنفقه علي التمية في البلاد بعد ذهاب كل الميزانية إلي جيوب أرتال الوزراء وجيوش وزراء الدولة وجحافل المستشارين ومخصصاتهم وصرف ما تبقي في جلب السلاح لمواصلة الفتنة والحروب العنصرية والجهوية ضد المواطنين .. وما يبهج الصابرين علي هذا النظام أن معاول الهدم التي يعملها في جسد الوطن تطال نظامه المتهالك وتكتب بكل المعطيات فنائه الوشيك ونهايته التي كتبها بيديه . Omar musa [[email protected]]