[email protected] لا خلاف حول الاسم الكبير الذي يتمتع به المدرب غارزيتو الذي تعاقد معه الهلال باعتبار أنه درب أحد أنجح الأندية الأفريقية في الآونة الأخيرة. وجميل أن يتعاقد معه نادي الهلال ( ولو أنني على الصعيد الشخصي أرى أن المشكلة أكبر من مجرد التعاقد مع مدرب كبير). لكن ما لا يمكن فهمه أو قبوله من مجلس الهلال ورئيسه البرير هو إحجامهم عن الخوض في تفاصيل وقيمة الصفقة. لا يعني تكفل أمين خزينة النادي محمد المأمون بقيمة الصفقة أن تحجب قيمتها عن الناس. مثل هذا الغموض غير مقبول في الهلال يا برير ويا محمد المأمون، وليس بيننا من يقبل بأن يقال له أن هذا الملف بطرف الإداري الفلاني. من يريد أن يتبرع للنادي فليفعل ذلك في الضوء على أن تدخل الأموال وتخرج عبر القنوات المعروفة. لا نتوقع أن يأتي يوم يكون بالهلال رئيس مدى الحياة لكونه قد حقق انجازاً أو انجازات غير مسبوقة، مثلما لا يتوقع أحدنا ككتاب أن يصبح كاتب الهلال الأول أو الأوحد، وإن توقع أحدنا ذلك فهو مخطئ بكل تأكيد. خطوة حجب تفاصيل صفقة المدرب عن الأهلة أعتبرها خطوة في غاية الخطورة وهي ستعيدنا لعهود سابقة رفضنا فيها مثل هذا الغموض وقد أدرك الأهلة جميعاً كيف قادهم ذلك الغموض للمجهول. وبما أن مجلسكم يا برير وشخصكم الكريم تحديداً قد وقع في العديد من الأخطاء السابقة، نطالبكم بمراجعة أنفسكم والوقوف على أساليب إدارتكم للنادي خلال الفترة القصيرة الماضية حتى تصححوا الأوضاع قبل فوات الأوان. سعد الكثير من الأهلة بالتعاقد مع المدرب غارزيتو نعم.. لكنهم احتاروا في أمركم حقيقة وهم يتابعون تعييناتكم الغريبة والعجيبة لبعض الأشخاص غير المؤهلين في دائرة الكرة. نبدأ بمدير الدائرة الكابتن خالد بخيت الذي لا أستطيع أن أفتي في أمره كشخص لأنني لا أعرفه عن قرب، لكن ما يهمنا هو أننا لم نسمع بأنه قد عمل في هذا المجال أو في مجال شبيه في أي فترات سابقة، والغريب أنكم قبل أيام أعلنتم عن اسمه كمساعد لمدير دائرة الكرة، ليتغير القرار خلال 72 ساعة ويصبح خالد مديراً للكرة. ليس لدي تحفظات محددة بخلاف أنه عديم الخبرة ولو أنكم بحثتم بين لاعبي الهلال السابقين لوجدتم من هو أقدر منه على أداء هذا الدور. وطالما أنكم تعاقدتم مع مدرب كبير كان لابد أن تفكروا ملياً قبل اختيار الأجهزة المعاونة لهذا المدرب، لأنها أكثر أهمية منه هو شخصياً. والغريب أن اختياركم وقع على الدكتور الجليل على قاقرين كمستشار للمجلس وعلى الدكتور حسن على عيسى كمستشار للاتصالات الخارجية. شخصياً أتحفظ بشدة على توصيف ( مستشار ) وأعتبرها مجرد مفردة فضفاضة غالباً ما يكون صاحبها بدون مهام حقيقية، وغالباً ما يلجأ الإداريون لاختيار شخصيات معروفة لهذا المنصب كنوع من محاولات كسب المزيد من التأييد. وأسألكم: هل استشرتم هذين المستشارين في تعيين مدير الكرة ومساعد المدرب؟! لا أدري ما الذي يدفعكم لاختيار الدكتور قاقرين بكل تاريخه الحافل كلاعب سابق وإداري ومربي وسفير لمنصب المستشار، طالما أن هناك فرصة لأن يصبح مثلاً رئيساً للقطاع الرياضي أو مديراً للكرة. ظني أن الدكتور قاقرين هو الأنسب لأي من المنصبين، سيما أن مدربكم الجديد يتحدث اللغة الفرنسية وقاقرين كما نعلم جميعاً ممن يتقنونها جداً. الدكتور حسن علي عيسي أيضاً رجل أكاديمي ومربي جليل كان من الممكن أن تستفيدوا من قدراته وطاقاته في أحد المنصبين. فلماذا تم تعيينهما كمستشارين، بينما اخترتم لمدير الكرة ومساعد المدرب شخصين بدون أي خبرات تذكر. اختياركم لحمد كمال كمساعد للمدرب محير جداً، فكل ما نعرفه عن حمد كمال هو أنه لعب للهلال وحتى حمد اللاعب لم يستمر مع ناديه لفترة طويلة. بعد ذلك لم أسمع به شخصياً سوى لفترة قصيرة كواحد من أعضاء الجهاز الفني لمنتخب الشباب الذين سلكوا سلوكاً غير رياضي خلال إحدى المباريات الأفريقية. البعض يقولون أنها فرصة طيبة لشباب الهلال لكي يصقلوا مواهبهم ويوسعوا معارفهم في المجال من خلال العمل مع مدربين كبار، لكنني لا أظن أنكم قد تحملتم التكاليف الباهظة للمدرب غارزيتو لكي تؤهلوا عدداً من لاعبي الهلال السابقين، قبل أن تصنعوا فريق كرة قادر على منافسة كبار أفريقيا والوصول لمنصات التتويج. قطاع الكرة هو الأهم ضمن هذه الدائرة وبدونه لن يستطيع غارزيتو ولا كابيلو ولا مورينيو تحقيق ما يصبو له الأهلة. وأن أردتم ألا تضيع مجهوداتكم ومساعيكم سدىً فلابد من مراجعة لهذه التعيينات العجيبة فوراً وبدون تأخير. وسؤال يطرح نفسه بإلحاح: هل يجيد حمد كمال اللغة الفرنسية، أم كيف سيساعد غارزيتو وسينقل أفكاره للاعبين؟! لا تقولوا لنا أنه سيفعل ذلك عبر المترجم، لأن مترجمي الأندية أنفسهم غالباً ما يتم اختيارهم استناداً على العلاقات الشخصية لا المؤهلات والمعرفة بكرة القدم. وبصراحة لن يجدي أن يعبر المدرب عن أفكاره للمترجم لينقل بدوره جزءءاً منها للمساعد حمد كمال الذي سيسقط بدون شك بعضها ويوصل البقية للاعبين.. وبهذه الحالة ستكون الفائدة ضئيلة للغاية ولا تستحق كل هذه الضجة والأموال الضخمة التي ستدفع للمدرب. الحل الأمثل هو أن يكون أحد (الدكتورين) قاقرين وحسن علي عيسى قريباً من المدرب إن كانت ظروفهما تسمح بذلك. قلنا أكثر من مرة أن مدير الكرة ومعاونه ومساعد المدرب والجهاز الطبي والمعالج النفسي ومدرب اللياقة يلعبون أدواراً أهم بكثير من دور المدرب وبدونهم سيكون المدرب مجرد ديكور. كفاكم أخطاء يا برير وكفاكم محاباة والهلال لن يُدار بالمحاباة والمجاملات.
