الثقة الزائدة التي تحدث بها حمد كمال عن مشواره القادم مع الهلال في منصب المدرب العام في برنامج ستوديو الرياضة بقناة (قوون) جعلتني أشيد بالطريقة التي قدم بها نفسه للرأي العام الرياضي بصفة عامة والهلالي علي وجه الخصوص من خلال مداخلتي الهاتفية في البرنامج ولم تساعد المساحة المسموح بها في زمن البرنامج علي الدخول في تفاصيل أكثر كما أن جزء من إجابته يحتاج إلي التعليق عليه .. أتفق مع حمد كمال في إنه إكتسب شيء من الخبرة في عالم التدريب ولكنها بكل المقاييس خبرة محدودة للغاية وكما ذكر سيضيف إليها وجوده في الهلال مع مدرب بحجم غارزيتو الكثير .. مع العلم أن تجربة المدرب العام في السودان مع المدرب أجنبي لايمكن أن نصنفها في خانة النجاح إلا في حالات نادرة إذا إعتبرنا تجربة فاروق جبرة مع المدرب المصري حسام البدري ناجحة . عدا ذلك لايمكن أن نضع تجربة المدرب محمد عبدالله مازدا مع الألماني أتوفيستر في خانة النجاح مع فرقة المريخ ولايمكن أن نتعامل كذلك مع تجربة المدرب فوزي المرضي و المدرب الألماني فيرنر علي أنها ناجحة وقس علي ذلك عدد من التجارب .. وأذكر في فترة من تاريخ الهلال الحديث أيام مجلس عبدالرحمن سرالختم أن تعاقد مجلس الإدارة مع المدرب الكرواتي برانكو وكان مرشحا للعمل معه في منصب المدرب العام المدرب المعروف حسون ولكن الإختيار وقع علي مدرب شاب وقتها هو نجم الهلال الشهير كندورة .. وأذكر أنني إلتقيت قبلها بالمدرب حسون وسألته عما يتردد من أخبار بإختياره في المنصب المذكور فأخبرني أنه إلتقي بالمدرب برانكو وأن الرجل كان واضحا وصريحا معه أن وجوده معه في الجهاز الفني لن يضيف لحسون شيئا لأن خبرته وقدراته في التدريب لاتقل عني في شيء (بلسان برانكو) وقال له بوضوح أكثر أنه يحتاج لمدرب شاب يستفيد من خبرته وينفذ توجيهاته .. وبالتالي إذا وضعنا حديث برانكو مع التجارب السابق لعدد من الذين شغلوا منصب المدرب العام مع أجانب سنجد أن خطوة مجلس إدارة نادي الهلال بالإتفاق مع المدرب الشاب حمد كمال جاءت موفقة للغاية ويتوقف النجاح من عدمه علي إستعداده النفسي والذهني للتعلم من الخبرة الأجنبية الكبيرة التي توفرت له وهي في تقديري من الفرص التي لاتتكرر كثيرا لمدربين شباب . قال حمد كمال في حديثه لقناة (قوون) أنه لم يتردد لحظة في الموافقة علي المهمة التي أوكلت له عندما تم إخطاره بها لأنه حسب حديثه عاد لبيته وفي تقديري أنه إرتكب أول خطأ رغم تأكيده علي ماذكرته في المداخلة بوجود تدخلات إدارية في الشأن الفني سواء من المجلس الحالي أو من مجالس سابقة وكان لابد ان يؤكد قبل الموافقة السريعة علي الجلوس ليستمع للمجلس ويقف علي تفاصيل كثيرة خاصة وأن التجربة علمتنا أن المدرب الأجنبي صاحب الشخصية القوية عمره قصير في السودان وكثيرا مايتم الزج بالمدرب العام في الصراعات بين المجلس والمدير الفني ولعل تجربة فوزي ومازدا تؤكد ذلك .. بل وصل الأمر في حالة مازدا مع أوتوفيستر إلي واحدة من عجائب الوالي الهاوي عندما صدرت عنه وقتها تصريحات بعد نتيجة محبطة للفريق أنه سيخيرون أتوفيستر بين الإقالة والموافقة علي التنازل عن جزء من صلاحياته التدريبية لصالح المدرب العام وقتها محمد عبدالله مازدا .. مؤكد أن القرار مضحك ولكنه يقدم صورة حقيقية للعقليات الادارية الموجودة عندنا. وهذا يعني في المقابل أن مسؤولية نجاح حمد كمال تقع في المقام الأول علي مجلس الإدارة بعدم إقحامه في الأزمات التي ستحدث مع الفرنسي غارزيتو .. كما أن المدرب الشاب مطالب من البداية بتوضيح طبيعة مهمته القادمة والتأكيد عليها أكثر من مرة حتي يفهم من يحاول إستخدامه في صراعات قادمة . hassan faroog [[email protected]]